دَنا إِلَيه يَعقوبُ ويوحَنَّا ابنا زَبَدى، فقالا له:
((يا مُعَلِّم، نُريدُ أَن تَصنَعَ لَنا ما نَسأَلُكَ)).
أمَّا عبارة "يَعقوبُ" فتشير إلى يعقوب الكبير أحد الاثني عشر والأخ الأكبر ليوحنا الرسول (متى 4: 21)، وكانت سالومَة امه، وهي شقيقة مريم أم المسيح (مرقس15: 40). وبالتالي يعقوب هو ابن خالة يسوع. أمَّا عبارة "يوحَنَّا" فتشير إلى يوحنا الرسول من بيت صيدا وكان غنياً، لأنَّ أباه كان يملك عدداً من الخدم المأجورين (مرقس 1:20). ترك يعقوب ويوحنا أباهما والأجراء والشباك، تركا كل شيء وتبعا يسوع (لوقا 5: 11). وسمَّاه يسوع " التلميذ الحبيب". وعند الصلب أوصاه يسوع بأمه مريم. وكان أول من آمن بقيامة المسيح (يوحنا 20: 1-10). وكان يوحنا أحد أعمدة اورشليم (أعمال الرسل 15:6). ورافق يوحنّا ويعقوب السيد المسيح إلى منزل يائيرس (مر 5: 37)، وفي مشهد التجلّي (مرقس 9: 2)، وعندما كان يسوع يصلّي في "جتسمانية" (مرقس 14: 33)؛ وكانا سريعا الانفعال والغضب فلقَّبهما يسوع: "بوانرجس" اسم آرامي בְּנֵי־רְגוֹשׂ معناه أبناء الرعد (مرقس 3: 17). ويرّجح أن ذلك تلميحاً لما ظهر من طبعيهما بموجب كلامهم مع يسوع "يا ربّ، أَتُريدُ أَن نَأمُرَ النَّارَ فتَنزِلَ مِنَ السَّماءِ وتَأكُلَهم؟" (لوقا 9: 54). وهذا ما فعله إيليا (2 ملوك 1: 10-12). قد ظن البعض أن ذلك رمز إلى القوة التي كانا يُظهرانها في تبشيرهما باسم المسيح. وفي إنجيل متى تقدمت أم يعقوب ويوحنا بهذا الطلب كما جاء في النص: "دَنَت إِليهِ أُمُّ ابنَي زَبَدى ومعَها ابناها" (متى 20: 20)؛ لا شك أن مرقس هو الذي أهمل ذكر الأم، لتبسيط الرواية ولإبراز جواب يسوع. وعلى كل حال ليس في ذلك أي تناقض، فقد كانت الأم وابناها على اتفاق في تقديم طلب الحصول على مراكز الشرف في ملكوت المسيح. ويُعلق القديس يوحنا ذهبيّ الفم "كيف يقول هذا الإنجيلي (أي متّى) إنّ أمّهما جاءت إلى يسوع؟ من الممكن أنّ الأمرين كليهما حدثا (أي الشقيقان تارة والأم طورا). ربّما أخذا أمّهما معهما لجعل تضرّعهما أقوى، ويملكا مع المسيح. لاحظ كيف يوجّه المسيح كلامه إليهما، فالطلب جاء منهما بلا شكّ، فإنهما بسبب خجلهما أشركا أمّهما بالمطالبة (موعظة 65 في إنجيل متّى، 2).