أين ذهبت والدة المسيح بعد أن قام ابنها من بين الأموات
في حين لا يعطينا الإنجيل عنواناً دقيقاً إلا انه يعطينا بعض المعلومات
من المعلوم أن يوسف والد يسوع على الأرض كان قد تُوفي قبل صلب يسوع
ما يعني أن يسوع هو كان من يرعى والدته
وعيّن يسوع وهو على وشك الموت على الصليب أحد تلاميذه للاعتناء بها
“فرأى يسوع أمه وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه. فقال لأمه: (( أيتها المرأة، هذا ابنك )). ثم قال للتلميذ: (( هذه أمك )). ومنذ تلك الساعة استقبلها التلميذ في بيته.” (يوحنا ١٩، ٢٦ – ٢٧).
ويتفق أغلب علماء الإنجيل والكتاب المقدس على أن “التلميذ الحبيب” كان القديس يوحنا. ومن المرجح أن يكون يوحنا قد اهتم بها في أورشليم كما هو مشارٌ اليه في أعمال الرسل.
“فرجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يقال له جبل الزيتون، وهو قريب من أورشليم على مسيرة سبت منها. ولما وصلوا إليها صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها، وهم بطرس ويوحنا، ويعقوب وأندراوس، وفيلبس وتوما، وبرتلماوس ومتى، ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور، فيهوذا بن يعقوب.وكانوا يواظبون جميعا على الصلاة بقلب واحد، مع بعض النسوة ومريم أم يسوع ومع إخوته” (أعمال الرسل ١، ١٢ – ١٤)
يُشير ذلك الى أن مريم أقامت مع الرسل في أورشليم أقلّه في الفترة التي تلت موت وقيامة يسوع. ويُقال أن مريم لازمت المكان لما تبقى من حياتها تمشي يومياً “درب الصليب” على خطى ابنها. وبحسب هذا التقليد، فإن صعود مريم الى السماء حصل من أورشليم وشهد عليه الرسل.
ولا تزال الكنيسة حيث دُفنت العذراء والواقعة على مقربة من جبل الزيتون موجودة حتى اليوم.
من جهةٍ أخرى، يُشير تقليد آخر الى أن يوحنا الإنجيلي انتقل الى مدينة أفسس. ولذلك يعتبر الكثيرون انه في حين عاش يوحنا في المدينة وكان العذراء تقطن معه فصعودها الى السماء حصل من هناك.وتعززت هذه النظريّة عن طريق ما باحت به المباركة آن كاترين إمريش في القرن التاسع عشر، ما عزز بالتالي فرضيّة أن يكون بيت العذراء في أفسس.
واكتشفت الأخت ماري دي ماندا غرانسي بيتا في أفسس في العام ١٨٩١ يرقى الى القرن الأوّل مع حطام كنيسة بُنيّت عليه في القرن الرابع. واعتبر عدد كبير من الناس – بمن فيهم باباوات من القرن الماضي- هذا الموقع موقع حج.
في النهاية، وبغض النظر عن المكان الذي عاشت فيه مريم أيامها الأخيرة، أصبحت بصعودها الى السماء أمنا وتبقى أم الكنيسة القادرة على التشفع لنا عند ابنها.