رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صدقوني أنني أخذت دروسًا كثيرة من العصفورة: كنت جالسًا أمام قلايتي في حديقة الدير. وكانت علي الأرض بعض الحبوب، لعلها سقطت من أحد عمال المزرعة. وأتت عصفورة لتلتقط الحب. وظننت أن ستأكل حتى تشبع من هذه المؤنة. ولكنها التقطت حبة واحدة أو حبتين وطارت تاركة كل هذا الخير وراءها غير حافلة به وغير آسفة عليه. وأخذت منها درسًا في القاعة، بل وفي التجرد. وتذكرت قول الرب إنها "لا تحصد ولا تجمع إلي مخازن" (مت 6: 26). هذه العصفورة لم تقبع إلي جوار الخير المادي ولم تتخذ لها مقامًا ثابتًا إلي جوار الخير المادي ولم تتخذ لها مقامًا ثابتًا إلي جواره. إنما أخذت الكفاف الذي تريده وطارت سعيدة بأن تسبح في السماء، عن أن تجلس إلي جوار المادة في الأرض. وكان في هذا درس آخر نافع لي. وكانت تغني سعيدة، وقد تركت كل شيء.. وقلت في نفسي: (هذه العصفورة أكثر رهبنه مني)، لأنها تفعل كل ذلك بطبعها وعل سجيتها، دون أن تبذل جهدًا، أو تقاوم شعورًا داخليًا. والسعادة طبيعة فيها، علي الرغم من أن فخاخًا صغيرة ربما تنتظرها.. وتذكرت قول الرسول: (أفرحوا في الرب كل حين) (في4: 4). |
|