«الخليج» الإماراتية عن«أردوغان»

[Mary Naeem]

«الخليج» الإماراتية عن«أردوغان»


الوطن الخارجية الإماراتية: تصرفات رئيس تركيا غير المسئولة تكرس عزلة بلاده

قالت صحيفة «الخليج» الإماراتية إن «أردوغان رئيس تركيا الحالى خرج على كل الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية حينما نال من شرعية مصر المترتبة على إرادة شعب مصر كأنها اتخذت من التغريد خارج السرب هواية مفضلة وسط عالم بات يعرف أكثر ويؤمن بأن التغيير الذى حققته مصر فى 30 يونيو 2013 هو ثورة حقيقية بكل المقاييس وكل ما ترتب عليها من خريطة طريق هو شرعى ومعبر عن شعب مصر العظيم».
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها -تحت عنوان «مصر والإمارات وسقوط أردوغان»- أنه «حين تعبر الإمارات عن موقفها الواضح بهذه القوة والصراحة من كلمة أردوغان الخاصة بمصر فى الأمم المتحدة فإنما تنطلق من أخلاقياتها ومبادئها وثوابتها.. ولقد جاء بيان وزارة الخارجية الإماراتية معبراً بالفعل عن سياسة الإمارات وعن توجهات قيادتها وروح شعبها، فالتدخل التركى فى الشأن المصرى سافر ومرفوض، ويستغل منبراً دولياً وُجد فى الأصل ليكون وسيلة بناء وليس الهدم والتشويه، ما لا يستقيم مع مبدأ احترام الدول وحقها وحق شعوبها فى اختيار ما يناسبها من حاضر أو مستقبل.. وكلمة أردوغان هى كلمة خاطئة فى المكان الخطأ والزمان الخطأ.. كأن السيد رجب طيب أردوغان خارج العصر وخارج العقل».
وتابعت الصحيفة أنه «بمثل هذه التصرفات غير المسئولة يكرس أردوغان عزلة تركيا ويرسخ صورتها كدولة تتعامل مع تيارات التطرف والإرهاب والتخلف والظلام عبر طريقتين كلتاهما مذمومة: الاحتضان أو التسهيل.. المفارقة الصارخة أن تركيا أردوغان ترفض بالصوت العالى مجرد التلويح بشأنها الداخلى أو الإشارة حتى من بعيد، كما حدث غير مرة حين قامت التظاهرات الحاشدة مطالبة بالتغيير مع ما صاحب ذلك من إعمال آلة المحاصرة والتضييق بل القمع.. فكيف يسمح السيد أردوغان لنفسه بهذا التجاوز الخطر على منبر الأمم المتحدة». وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن للمنطق السوى أن يسمح بهذا التجاوز، مؤكدة أنه «من هنا جاءت مبادرة الإمارات بإصدار هذا البيان القوى لأن السكوت عن الباطل هو بمعنى من المعانى تنازل عن الحق ولا تنازل عن حق مصر وشعبها العربى العظيم ولا تنازل حين تكون أرض الكنانة طرفاً فى المعادلة.. أية معادلة». وقالت الصحيفة إن «مصر، التى أجهضت الحلم التركى فى تسيد الإسلام السياسى وتيار الإخوان، أكبر من محاولات التشويه والنيل من السمعة، وليعلم السيد أردوغان أو يتعلم أن الشعوب دائماً على حق وهى سيدة قرارها، انطلاقاً من حرية نفهمها كما يفهمها الأشقاء المصريون ويفهمها أردوغان»، وأضافت أن «التوقف عن الإساءة لمصر وشعبها وقيادتها مطلب أخلاقى قبل أن يكون سياسياً.. أما الإصرار على الخطأ فليس إلا بعض ديكتاتورية تحاول التقاط أنفاسها فى زمن تهاوى الديكتاتوريات وليس إلا سقوطاً مدوياً لرئيس أخذته العزة بالإثم فأخذ يسىء وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.. يسىء لنفسه أولاً وأخيراً.. ويسىء لتركيا وشعبها أولاً وأخيراً».
جدير بالذكر أن وزارة الخارجية الإماراتية كانت قد أعربت عن استنكارها لما جاء على لسان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فيما يخص جمهورية مصر العربية فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، واصفة إياه بأنه خطاب غير مسئول وتدخل سافر فى الشئون الداخلية للشقيقة مصر وتكرس عزل تركية عن منطقة الشرق الأوسط خاص بعد تطاول الرئيس التركى على مصر فى كلمته أمام الأمم المتحدى.