طلب أَحَدُ المُجرمَينِ المُعَلَّقَينِ على الصَّليبِ للمسيح: " أَلستَ المَسيح؟ فخَلَّصَ نَفْسَكَ وخَلَّصَنا! " (لوقا 23: 39)؛ سخر هذا المجرم بالمسيح كما سخر به رؤساء اليهود، ولم يفهم أن المسيح قد جاء لا ليُخَلَّصَ نَفْسَه، إذ هو غير محتاج إلى خلاص بل ليُخَلَّصَ الآخرين من الخطيئة، كطبيب يتقدم ليشفي المرضى. فليس بنزول المسيح مِن على الصليب يصير مخَلَّصَا للبشرية بل بموته من أجلها. فهدف حياة يسوع هو الخلاص، "لِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلَّصَه" (لوقا 9: 10) ويُعلق القديس أثناسيوس "بالحق أراد المخَلَّصَ ربنا أن يُعرف مخَلَّصَا لا بخلاص نَفْسَه بل بخلاصه للآخرين. فالطبيب لا يُحسب كذلك بشفائه نَفْسَه، بل بإبراز مهارته مع المرضى".