رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في سقوط أريحا لم يستخدم الله التدبيرات العسكرية والحكمة البشرية ولا رجال الحرب ولا الأسلحة، مع أنه ألزم الشعب باستخدام هذه الأمور في المواقع التالية، ليؤكد لهم منذ البداية أنه وإن كان يُقدّر الحكمة البشرية ويستخدم العمل البشري متى تقدّس لكنه يبقى الله وحده سرّ نصرتنا على الخطية! لقد أمرهم أن يدوروا حول المدينة مرة كل يوم لمدة ستة أيام حتى تنهك قواهم، أما في اليوم السابع فيدورون حول المدينة سبع مرات حتى لا تبقى لهم قدرة على المشي وعندئذ يهتفون هتافًا عظيمًا إعلانًا عن إيمانهم بالله واهب النصرة، فيدافع عنهم ويهبهم ما وعدهم به. لعل الدوران يُشير إلى "الدخول إلى الأبدية" بكونها تمثل الحياة التي بلا نهاية كالدائرة. فبالحياة الأبدية التي صارت لنا في المسيح يسوع ربنا نستطيع أن نهدم أسوار أريحا المتشامخة وبيوتها الشاهقة، فلا يقدر العالم بكل إغراءاته أن يجتذب قلوبنا، ولا الشر بكل خداعاته أن يسحب أفكارنا إليه، والذات بكل صولجانها أن تأسر النفس وتغلق عليها. "الأبدية" أو "الحياة مع المسيح الأبدي" هو طريق الغلبة أو النصرة الداخلية، خلالها يُبتلع الزمن المائت، ومن أمامها تهرب كل أوهام العالم الشرير والمجد الباطل... حقًا إن دخولنا إلى السماء ونحن بعد على الأرض يرفعنا فوق كل ضعف ويقتلع من داخلنا جذور الشر الدفينة! |
|