|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحواس الخمس الخمس عذارى فى مثل العرس تشير إلى حواس الإنسان. فكما أن للإنسان حواساً جسدية، هكذا لديه حواس روحية مُناظرة لها. وبالصوم والصلاة يتفرغ الإنسان لكى تنمو فيه قوة الحواس الروحية، وتمتلئ آنيته من زيت النعمة وفعل الروح القدس ومحبة الله الغنية. فى الصوم والصلاة والتأمل فى كلام الله بقيادة الروح القدس، تنمو روحيات الإنسان، ويتقوى بالروح، ويصير الروح قادراً أن يقود الجسد. وكما قال الكتاب “إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون” (رو8: 13). وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث: إن روح الإنسان تقود الجسد، وروح الله يقود روح الإنسان، فمن له شركة الروح القدس يستطيع أن يحيا بالروح، وينقاد بالروح، وتتقدس مسيرة حياته وأفعال جسده. فحينما يأكل الإنسان طعام الجسد -منقادًا بالروح- فإنه يأكل لمجد الله “إذا كنتم تأكلون، أو تشربون، أو تفعلون شيئاً، فافعلوا كل شئ لمجد الله” (1كو10: 31). لذلك فبعدما أكمل إبليس كل تجربة، وأكمل السيد المسيح صومه عنا معلماً إيانا.. “إذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه” (مت4: 11).. وأنهى صومه بطعام أعدته له الملائكة.. فيا له من منظر رائع يفوق العقول!!. وقال السيد المسيح: “المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح” (يو3: 6). فالإنسان الجسدانى تقوى عنده الحواس الجسدية وتقود حياته، والإنسان الروحانى تقوى عنده الحواس الروحية وتقود حياته. فحاسة السمع الروحية مثلاً تجعل الإنسان قادراً على سماع صوت الله بوضوح، مثلما قال السيد المسيح: “والخراف تسمع صوته” (يو10: 3). وقال أيضاً: “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37). وعن ذلك يقول المزمور: “إنى أسمع ما يتكلم به الرب الإله لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولقديسيه وللذين رجعوا إليه من كل قلوبهم” (مز84: 8). الإنسان الروحى يسمع صوت الإله واضحاً فى حياته. يسمع وصايا السيد المسيح ويفهمها. يسمع صوت الروح وينقاد لهذا الصوت فى داخله لأن “الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله” (رو8: 14). نأخذ مثلاً التليفون اللاسلكى، لكل جهاز مدى للاستقبال، لا يستطيع بعده أن يلتقط موجات الإرسال. فكلما قويت حاسة السمع الروحية فى الإنسان كلما ازداد صوت الله وضوحاً فى عقله، وقلبه، وحياته. وجهاز التليفون اللاسلكى يحتاج إلى شحن للبطاريات لكى يكون قادراً على استقبال الموجات اللاسلكية، هكذا أيضاً يحتاج الإنسان الروحى إلى شحنة روحية، بأن يمتلئ من الروح القدس لكى يصير له القدرة على الاستماع إلى صوت الله. والامتلاء من الروح القدس يتم بممارسة الوسائط الروحية مثل ممارسة التوبة والاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة. وكذلك ممارسة الجهادات الروحية باتضاع مثل الصوم والصلاة واحتمال الضيق والمشقات والآلام، مثلما قال القديس بطرس الرسول: “كما اشتركتم فى آلام المسيح افرحوا. لكى تفرحوا فى استعلان مجده أيضاً مبتهجين. إن عُيّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم” (1بط4: 13، 14). إن من يحتمل الآلام من أجل المسيح يصير أهلاً لأن يحل عليه “روح المجد والله”. ممارسة الحياة الروحية والمواظبة على العبادة بحرارة والصلوات المتواصلة من قلب خاشع تؤهّل الإنسان للامتلاء من الروح القدس. قراءة الأسفار المقدسة بروح الصلاة والتأمل والشوق الحار لمعرفة الله تؤهّل الإنسان للامتلاء من الروح القدس . لهذا نقف بخشوع فى الكنيسة أثناء قراءة الإنجيل المقدس لكى نؤهّل لهذا الامتلاء، وتغتذى أرواحنا بكلمات الإنجيل وتتقوّى حاسة السمع الروحية فينا. |
|