لم يكن الفِرِّيسي وهو يصلي سارقًا ولا ظالمًا ولا حتّى زانيًا، ولم يكن يُهمل أعمال التوبة. وكان أيضا يصوم مرّتين في الأسبوع ويؤدّي عُشر ما يقتني، ومع ذلك، ربنا لم يتقبل صلاته، لأنَّه لم يتجرّد من ذاته (فيلبي 2: 7)، بل اعتمد على نفسه وعلى أعماله، ونظر إلى نفسه، وعُجب بذاته ورضى عنها، وأدعى انه سليم، فلم يطلب شيئاً. فهو أيقونة الشّخص الفاسد الذي يتظاهر بأنّه يصلّي، ولكن كلّ ما ينجح في فعله هو التّباهي بنفسه أمام المرآة. ويمجّد الصورة التي بناها لنفسه. فالغرور يصنع من الرجل مخلوقاً غبيَّا.