مجلة أمريكية لهذا السبب.. الإرهاب يزداد في مصر
زعمت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أن التضييق الأمني الذي يتبعه نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي تجاه معارضيه هو السبب في انتشار الإرهاب في مصر.
وقالت المجلة في تقرير لها اليوم الاثنين، إن نظام المصري لا ينظر للإرهاب إلا من خلال واقعة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، وهو الهجوم الذي راح ضحيته حوالي 25 قتيلا و50 مصابا والذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه ونسب الحادث إلى شاب يدعى محمود شفيق محمد مصطفى وكانت الشرطة قد ألقت القبض عليه قبل عامين عندما كان يسير مع رفاقه أثناء مرور مظاهرة مناهضة، وتم اقتياده وتعذيبه وقضى عاما في السجن دون توجيه أي إتهامات إليه، وفق ما أشارت محاميته.
وادعت "فورين أفيرز" أن الأساليب القمعية هي التي أدت لتحول محمود شفيق إلى الإرهاب .
وأشارت المجلة إلى انه بالرغم من عدم موافقة علماء الاجتماع والساسة على إرجاع التطرف الديني لممارسات الدولة القمعية، إلا ان هناك دليلا واضحا على العلاقة التي تربط بين الأثنين، والامثلة كثيرة على ذلك مثل ما يقع في الجزائر ومصر والشيشان وليبيا، إلا ان بعض الحالات تثبت العكس ، فقد توصل العلماء إلى ان القمع المبالغ فيه يمكن أن يحد من المعارضة والعصيان، كما في حالات مثل الصين وكازاخستان والعراق تحت حكم صدام حسين، إلا انه في حالة مثل مصر ، فقد ينجم عنه التطرف والسلوك العدواني.
واستدركت أن لمصر تاريخ طويل من العنف السياسي والإرهاب، منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي حتى نهاية التسعينيات، إلا أن مصر الآن تشهد مستوى غير مسبوق من العنف السياسي والإرهاب.
وتابعت: منذ تولي السيسي مقاليد الحكم في مصر عام 2014 قصف الإرهابيون مبان أمنية واغتالوا مسؤولين مصريين كبار وشخصيات عسكرية ودمروا مركبات للجيش المصري، بل وقاموا بخطف وإعدام جنود ومدنيين، وارتفعت الهجمات الإرهابية في العامين الأخيرين بدرجة غير مسبوقة، ووفقا لـ "مؤشر الإرهاب الدولي" فإن مصر تشهد أعلى معدلات للهجمات الإرهابية منذ عام 2000، ووصل عدد ضحايا الإرهاب في عام 2015 إلى 662 شخصا ، أي بزيادة قدرها 260 عن عام 2014.
وزعمت المجلة أن القمع الذي تشهده مصر والذي تمارسه حكومة السيسي ضد المعارضة المسالمة خلق بيئة خصبة لوجود المتطرفين وتنفيذ أيديولوجيتهم التطرفية، حتى أن غالبية الهجمات الإرهابية التي وقعت في عهد السيسي نفذتها ولاية سيناء .
واستطردت المجلة ان استراتيجية محاربة الإرهاب التي يتبعها السيسي ثبتت عدم جدواها، بل وجاءت بنتائج عكسية، فكثير من المؤشرات تثبت ارتفاع التطرف بين الشباب المسلم بفضل ما ينتهجه السيسي وحكومته من استراتيجية جوفاء، ونقلت الصحيفة عن أحد الإسلاميين الذي قضى 11 شهرا داخل السجن بدون محاكمة، قوله:"إن السجن بيئة مثالية لتلقين شباب الإسلاميين التطرف " ـ بحسب زعمه.
وتابعت المجلة : إن طريقة السيسي في محاربة الإرهاب تؤجج لظهور مزيد من الإرهابيين وتجعل خصومه يعتقدون بأن النظام يشجع على التطرف لتبرير سياساته القمعية .
وأختتمت المجلة بالقول إن غالبية الشباب الذين خرجوا للإطاحة بحسني مبارك في عام 2011، كانوا يريدون حرية التعبير والحق في الحصول على وظائف، يريدون أن تتحسن معيشتهم ، إلا ان غالبيتهم أصبح يعيش حياة مريرة ومهمشة في ظل النظام الحالي، وهو ما يجعلهم فريسة للإرهابيين والمتطرفين. بحسب زعمها.
بوابه القاهرة