رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تنبّأ السيد المسيح عن دمار مدينة القدس القديمة ومعبدها اليهودي: "وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ. وَلَكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ»" (لوقا 19: 41-44؛ 13: 34-35؛ 21: 20-24؛ متى 23: 37-38). تحققت هذه النبوءة حرفيا بالدمار الشامل لمدينة القدس ومعبدها اليهودي في سنة 70 بعد الميلاد بواسطة الرومان في جحيم دموي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية. تم هدم المدينة والمعبد اليهودي بالكامل كما تنبّأ السيد المسيح (لوقا 19: 44). الجزء الأكبر من السكان اليهود، الذي لم يُقتل في الحرب اليهودية الدامية سنة 66-70 بعد الميلاد وفي تمرّد بار كوبا في سنة 132-135 بعد الميلاد، تم بيعه في العبودية. وبذلك تحقق الجزء الثاني من نبوءة السيد المسيح: "وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ" (لوقا 21: 24). في هذا الشأن، من الجدير ملاحظة أنّه رغم أن إساءة إستعمال الأثاث والأواني المقدسة للمعبد اليهودي سبّبت غضب الله على الملك البابلي بيلشاصر وسقوط المملكة البابلية إلى الفرس (دانيال 5)، إساءة إستخدام الرومان لأثاث المعبد، أكثر من ستّة قرون بعد ذلك، لم تؤدّي إلى غضب الله على الإمبراطورية الرومانية. وضع الرومان بعض أثاث المعبد اليهودي في معبدهم الوثني للسلام في روما. بعد مجيء السيد المسيح، لا المعبد اليهودي ولا أثاثه وأوانيه المقدّسة عنت أيّ شيء لله. وقد رتب الله أن يختفي بالكامل التمييز بين القبائل الإسرائيلية القديمة. أدى دمار المعبد اليهودي بالقدس إلى نهاية الذبائح الحيوانة التي كانت تقدم بموجب قانون التوراة؛ مما أكّد بداية العهد الجديد للنعمة لأولئك الذين يؤمنون بالسيد المسيح، إبن الله. رمزت هذه التضحيات الحيوانية إلى التضحية الكافية الكاملة للسيد المسيح على الصليب. |
|