يؤمنون بعدة قيامات
معتقدهم:
لا توجد قيامة عامة في اعتقاد شهود يهوه.
بل هم يؤمنون بقيامة سماوية، وقيامة أرضية، وقيامة للأشرار حيث يعطون فرصة للتوبة هى ألف سنة [كتاب الغنى ص 370].
أ. القيامة السماوية (للقطيع الصغير)
لعلهم أخذوا هذا الاسم من (لو 12: 32).
هى للمختارين، لشهود يهوه، يقوم فيها 144 ألفًا فقط. وقد بدأت سنة 1914 م. وإستمرت إلى سنة 1918 م. وينضم إليها بقية شهود يهوه الأحياء حاليًا. وهذا القطيع الصغير ممن يقومون في هذه القيامة سوف يكونون الحكومة السماوية في السماء، ويكونون ملوكًا وكهنة تحت رئاسة يسوع، ويكونون عشراءه [كتاب الغنى ص 315] وتكون لهم وحدهم الحياة الروحية.
ويقولون إن القيامة تكون في أجساد جديدة (وأيضًا السيد المسيح حسب عقيدتهم قام في جسد جديد. أخذ جسدًا جديدًا ظهر به)!!
ويقولون إنه كما أُعيد المسيح تكوينه في شخص الملاك ميخائيل، كذلك هؤلاء يُعاد تكوينهم!!
ب- القيامة الأرضية (قيامة الخراف الآخر):
ولعلهم أخذوا هذه التسمية من (يو 10: 16)...
وهذه القيامة تمثل السواد الأعظم من الناس. وهؤلاء لا يغيرهم الرب إلى روحيين، ولكن يقومون في أجسام مادية تعيش على الأرض، ويحكمها من السماء المسيح والـ144 ألفًا!!
ومن الذين يقومون هذه القيامة الأرضية إبراهيم وإسحق ويعقوب ورجال الإيمان الذين وردت أسماؤهم في (عب 11). هؤلاء يخرجون ويصيرون رؤساء وحكامًا على الأرض ممثلين شرعيين للمسيح. وبواسطتهم تؤسس حكومة بارة على الأرض.
[كتاب قيثارة الله ص 400]
وهم يتزوجونه ويلدون في ظل حكومة الملكوت. ويبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويشربون منها.. ويخضعون الأرض.
ومنهم سيكون داود ودانيال والأنبياء، ويوحنا المعمدان.
[كتاب الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ص 79، ص 80]
يقولون في شرح نظريتهم هذه:
إن الأرض لم يخلقها الله عبثًا. بل الله يطهرها، ويُعدها للسكنى. ويحقق بها وعده لإبراهيم أنه يسكنها إلى الأبد. وأن هذا هو غرض الله منذ البدء، وسيتحقق...
وسوف لا تكون الأرض بحالتها الحاضرة، ولا بسكانها الحاليين.
وإنما نيران اليوم الأخير التي تأكل الأشرار ستطهر الأرض من كل لوثة الخطية. وتصير أورشليم هى العاصمة، عاصمة الكون.
وأورشليم تكون شوارعها من الذهب، وأبوابها من الأحجار الكريمة، ومساحتها 130665 ميلًا مربعًا (تكون مربعة وكل ضلع 375 ميلًا) وهكذا تكون أعظم من كل العواصم. وتوجد فيها الجداول والأشجار والوهاد وقمم الجبال الجذابة والسهول الهادئة، وشجرة الحياة.
وسيجعل الله هذه الأرض فردوسًا مجيدً. وعما قريب سينهى يهوه كل النظام البشرى الحاقد. وتصبح الأرض فردوسية.
[كتاب الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية من ص 102 إلى 113]
[كتاب المجئ الثاني من 76 إلى 82، كتاب علامات الأزمنة من ص 14 إلى ص 46 - وكتب أخرى لهم].
المجموعة الثالثة من الذين يقومون.
وهؤلاء ليسوا من شهود يهوه، ولكنهم من الصالحين.
يقومون في القيامة الثانية (فى الألف الثاني).
وبهذا -في عقيدتهم- الذين يدخلون السماء هم قلة. وحتى شهود يهوه ليسوا كلهم يدخلون السماء. وحتى داود النبي ويوحنا المعمدان "أعظم من ولدتهم النساء" (مت11: 11) وآباؤنا العظام إبراهيم وإسحق ويعقوب، والأنبياء وأبطال الإيمان في العهد القديم، كل أولئك سوف لا يدخلون السماء، بل يعيشون في فردوس أرضى. ويكون هذا هو غرض الله منذ البدء، الذي حققه.
الرد عليهم:
1- لم يذكر الكتاب هذه القيامات ونوعيتها...
وإنما قال "تأتى ساعة يسمع فيها جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29)...
2- تعبير "القطيع الصغير" لم يرد فيما يقصده شهود يهوه.
بل قال "لا تخف أيها القطيع الصغير، فإن أباكم قد سُرَ أن يعطيكم الملكوت. بيعوا مالكم وأعطوا صدقة.. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين.." (لو 12: 33- 40).
ما علاقة هذا الكلام، بما يذكره شهود يهوه عن 144 ألفًا لهم وحدهم سكنى السماء؟!
أما عن (أل 144 ألفًا) الذين ورد ذكرهم في (رؤ 14: 3، 4)، فهو عن "الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنهم أطهار"، "وفى أفواههم لم يوجد غش، لأنهم بلا عيب قدام عرش الله". ولم يذكر أنهم من شهود يهوه. كما لم يكن الحديث عن القيامة.
أما عن (الـ144 ألفًا) "المختومين على جباههم". فقط ذكر أنهم من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، من كل سبط 12 ألف مختوم (رؤ 7: 4-8). فما علاقة كل هؤلاء بشهود يهوه؟! ولعل الأسباط هنا لها معنى رمزي، وكذلك الأعداد والأرقام حسب عادة الكتاب. على أنه ورد بعد ذلك في نفس الإصحاح:
"بعد ذلك نظرت، وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدّه من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الحمل، متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل.. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش.." (رؤ 7: 9- 11).
وطبيعى أن كل هذا العدد الذي لا يُحصى كان في السماء، لأنه أمام عرش الله، حيث وقف أيضًا جميع الملائكة...
إذن إعتقادهم أن 144 ألفًا سيقومون قيامة روحية ويدخلون السماء، وأنهم كلهم من شهود يهوه، أمر لا يتفق مع تعليم الكتاب..
3- ليس من المعقول أن شهود يهوه فقط، هم الذين يدخلون وحدهم إلى السماء بينما يُحرم منها كبار الآباء والأنبياء!!
أليس من الغرور أن يظن أي شخص من شهود يهوه، أنه سيكون في قيامة الأموات أفضل من إبراهيم وإسحق ويعقوب، الذين قال الرب عنهم "أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب.." (مت 22: 32) (خر 3: 6)! وأن شهود يهوه سيسكنون السماء بينما الآباء والأنبياء سيسكنون الأرض. ويتمتعون بما لا يتمتع به داود النبى، ودانيال النبي، ويوحنا المعمدان!!
4- عبارة (الخراف الآخر) التي وردت في (يو 10: 16) لا يمكن أن تنطبق على الآباء والأنبياء، ولا على أبطال الإيمان الذين وردت أسماؤهم في (عب 11).
فإن أولئك قد إختارهم الرب وصاروا خاصته، منذ آلاف السنين قبل شهود يهوه وأمثالهم. فهل شهود يهوه هم القطيع الصغير الذي سيقوم قيامة روحية. والأنبياء العظام هم خراف آخر ليست من تلك الحظيرة!! وسيقومون بأجساد مادية، ولا يدخلون ملكوت السموات. بل يعيشون على الأرض في فردوس أرضى، يبنون بيوتًا ويسكنون فيها...!!
5- الفردوس قال عنه الكتاب إنه السماء الثالثة (2 كو 12: 2- 4)
ولم يقل أن الفردوس على الأرض، وأن الناس يمكن أن يحيوا حياة فردوسية على الأرض. إن التمتع المادى والحسى والأرضى الذي ذكره شهود يهوه عن الحياة بعد الموت لا يتفق مع تعليم الكتاب الذي يقول "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو 2: 9).
6- لم يقل الكتاب إنه سيكون تناسل بعد القيامة من الموت.
كما يدعى شهود يهوه عن الذين يقومون قيامة أرضية من الخراف الآخر!! بل قال الرب في الرد على الصدوقيين "إنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء" (مت 22: 30)،وهذا عكس ما يقوله شهود يهوه عن الحياة الأسرية بعد القيامة التي سوف يعيشها أصحاب القيامة الأرضية..!
7- وليس حقًا أن الأرض سوف تتطهر بالنار ويسكنها الناس.
لأنها سوف لا تتطهر وتعد للسكنى، بل ستزول...
وهكذا قال الرب "إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس" (مت 5: 18).
وقال القديس بطرس الرسول عن يوم الرب (أي يوم القيامة العامة) "الذي فيه تزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترقة، وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بط 3: 10).
وورد في سفر الرؤيا "رأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة. لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا. والبحر لا يوجد فيما بعد" (رؤ 21: 1).
إذن تطهير الأرض بالنار لكي يسكنها الأبرار، أمر مخالف لتعليم الكتاب.
8- أيضًا القول بأن يوم القيامة هو ألف سنة، هو اختراع من شهود يهوه لم يقل به أحد.
فالله -جلّت قدرته- ليس محتاجًا إلى ألف سنة، لكي يقيم البشر أو لكي يدينهم. فكل شيء مستطاع عنده (مر 10: 27). كما أن الكتاب يقول: يسمع جميع الذين في القبور صوته فيقومون (يو 5: 28، 29).
9- وأيضًا لم يقل الكتاب أن الذين فعلوا السيئات يقضون ألف سنة للتوبة!
بل قيل "يقوم الذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 29). بل يعلمنا الكتاب باستمرار أنه لا توجد توبة بعد الموت. لقد كتب "وُضع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة" (عب 9: 27).
وقد قال أبونا إبراهيم لغنى لعازر "بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت. حتى أن الذين يريدون العبور من ههنا لا يقدرون. ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو 16: 26).
وقال السيد المسيح لليهود "تموتون في خطيتكم. وحيث أمضى أنا، لا تقدرون أن تأتوا" (يو 8: 21). إذن التوبة بعد القيامة غير مستطاعة كما أن الذين يريدون أن يتوبوا، لا يحتاجون إلى ألف سنة ليتوبوا.
10- كذلك عدم قيامة البعض نهائيًا، ومنهم آدم، هو فكر خاص من شهود يهوه لا نقبله. فالكتاب علّمنا أن الجميع يقومون.
سواء الذين سيقفون على يمين السيد المسيح، أو الذين سيقفون على يساره (مت 25: 31-33). وقد قال الكتاب "لأنه لا بد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد منا ما كان بالجسد حسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا" (2 كو 5: 10). ولم يستثن أحدًا.
"ومن له أذنان للسمع فليسمع" (مت 13: 43).