رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون. تشير عبارة "لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام" إلى أولئك الذين لا يعيشون لأنفسهم بل يهمّهم مصير الآخرين ويملكون في قلوبهم رغبة عظيمة تتجلى في عيش الجميع حياة سلام ووئام. فهؤلاء يصنعون السلام بين الله والناس، ويصالحون المتخاصمين مع بعضهم البعض ويجتهدون على "المُحَافَظَةِ عَلَى وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلامِ" (أفسس 4: 3)، على خطى السيد المسيح، رئيس السلام الذي جاء ليؤسِّس ملكوته على الأرض وهو ملكوت السلام. ودُعِيَ أسمُه رَئيسَ السَّلام (أشعيا 9: 5)، وإنجيله هو "بِشارةِ السَّلام" (أفسس 6: 15)، وملكوته "مَلَكوتُ بِرٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس" (رومة 14: 17)، لذلك لا تنطبقُ هذه التطويبةُ، على كلِّ تفاهمٍ أو اتفاقٍ أيًّا كانَ. ولكن على ما يشيرُ إليه الرسولُ بولس حين يقول: "ليكُنْ فيكم السلامُ الذي يؤدِّي إلى الله" (رومة 5: 1). ويوضِّح ذلك القديس ايرونيموس: "المسيح ربّنا هو السلام. لنحفظ السلام فيحفظنا السلام في المسيح يسوع". وأبناء الله يعملون لنشر السلام بين الناس ومساعدتهم على التصالح وعلى العيش في انسجام. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "عمل الابن الوحيد أن يُوحِّد المنقسمين ويصالح الغرباء". |
|