رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاخي النبي أعلن ملاخي في بدء نبوءته أن الله يحبّ شعبه المشكّك الذي أعماه القحط وضيق المناهضين عن رؤية هذه المحبّة. فقدّم لهم علامة لحبّه، إذ دعاهم، وهو يردّ على أول أسئلتهم، إلى أن ينظروا الى أعدائهم أمّة أدوم (أولاد عيسو أخي يعقوب) الذين كانوا قبلاً يشنّون غزواتهم على أرض فلسطين من معاقلهم الصخرية التي بنوها في الجنوب الشرقي من البحر الميت (البتراء حاليا). هذه الأمّة التي “غضب الربّ عليها للأبد” سلّمت الى أيدي البابليين (غزا أدوم يهوذا في ما كان البابليون ينهبون أورشليم بعد حصارها في العام 587)، ولن تقوم لهم بعد قائمة، حتى ترى عيون الشعب ويقول: إن “الربّ عظيم إلى ما وراء أرض إسرائيل” (1 :5). هذا الجواب المفرح جعل النبي يعود الى الشعب ليذكّرهم – بعد أن استمال آذانهم بما يرضيهم – ببعض ما أثموا هم به. فابتدأ يسألهم عن كرامة الله ومهابته التي احتقروها (1: 6)، وذلك أنهم يقرّبون له ذبائح رديئة (عمياء، عرجاء، سقيمة ومسروقة) لا تليق بقداسته (1: 7-14؛ راجع: لاويين 22؛ تثنية 15، 17). ثم يقابل ملاخي بين تقدمات يهود إسرائيل المزدرين وبين يهود الشتات الذين يقرّبون لاسم الله بخوراً “وتقدمة طاهرة” (1: 11؛ لعلّه يتكلّم، في هذا الموضع، عن تقدمات الوثنيين)، ليبين عدم رضى الرب الذي يبتغي دائما عبادة متجددة (رأى الآباء، في هذه الآية، إعلانا لعبادة العهد الجديد التي ستعم المسكونة كلها). في الإصحاح الثاني ينقل النبي وصية قاسية الى كهنة إسرائيل الذين انحرفوا وأضلّوا الناس، يقول: “إن لم تسمعوا ولم تجعلوا في قلوبكم أن تؤدوا مجداً لاسمي، يقول الرب، أُرسل عليكم اللعنة وألعن بركاتكم” (1-4)، ويقصد بالبركات الخيرات المادية التي كانت من نصيب اللاويين الذين عهد اليهم بتعليم الحق ليكونوا قدوة ويردوا “كثيرين عن الاثم”، وذلك لأن “شفتي الكاهن تحفظان المعرفة، ومن فمه يطلبون التعليم” (6 و7). ويكشف أن انحراف الكهنة سيخزيهم ويجعلهم “أدنياء عند جميع الشعب” (8و9). ثم يتابع ملاخي نضاله فيحذر اليهود (كهنة، لاويين، رؤساء وعامة) الذين أهملوا قدسية الزواج (10-15)، من مصاهرة الوثنيين الأمر الذي تحذر منه الشريعة خوفا من السقوط في عبادة “إله غريب” (11؛ تثنية 7: 1-5). مما يدل على ان هذه المصاهرة – التي كان لها الأثر الكبير في انحطاط الأمة وانهيارها على عهد الملوك – قد تفاقمت بعد العودة من السبي. ثم يوبخهم على طلاق زوجاتهم وعلى ابدالهن بشابات أجنبيات، فيبيّن أن الله معني بمثل هذه الأمور، وهو يعاقب عليها، لأنه يطلب “صيانة الروح وعدم الغدر” ليس فقط بعلاقتهم به وإنما بالقريب ايضا (14-16). |
|