رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- مجمع خلقيدونية: الجلسة الثانية نلاحظ مما سبق أن قوة حجة البابا وبراءته جعلت نواب روما يحقدون عليه ويفكرون في حيلة للإيقاع به وقد فكروا في الأساقفة الخلقدونيين بأن يعقدوا جلسة سرية سريعة لا يحضرها القضاة ولا البابا ديسقوروس لكى يتمكنوا من إصدار الأحكام التي توافق أغراضهم الدينية. وهكذا عقدت الجلسة الثانية لهذا المجمع الزائف في اليوم الثالث انتهاء الجلسة الأولى أي قبل الموعد الذي حدده القضاة بيومين كاملين وكانت هذه الجلسة قاصرة على الأساقفة الشرقيين ومندوبوا أسقف روما أما أساقفة مصر والقضاة فلم يدعوا للحضور، ولكي يتأكدوا من عدم استطاعة البابا ديسقوروس حضور جلستهم هذه وضعوا حرسًا على باب بيته كي يمنعوه من الخروج إذا دعاه ذلك. والعجب في هؤلاء الأساقفة أنهم بعد أن عقدوا جلستهم أرسلوا في استدعاء البابا مع أنهم هم الذين أمروا الحرس كي يمنعوه من الخروج. وعندما جاء رسل المجمع ليطلبوه قال لهم: "أن الحرس يمنعوني من الخروج؟ لقد نظر المجمع في أمري فما الذي يريده المجمع الآن؟ هل يقصد أبطال ما حدث بحضور القضاة؟ أنني لا احضر ألا إذا حضر القضاة". وعندما أرسلوا إليه مرة ثانية أصر على رأيه السابق. وأخيرًا أصدروا حكمهم الزائف على البابا ديسقوروس في غيابه وغياب أساقفته، وفي غياب القضاة ونواب الملك. وقالوا في حكمهم الزائف: "لقد ظهرت وتحققت الأمور التي صنعها ديسقوروس، فقد قبل أوطاخي نجلا في ما أمر به القوانين.... واستخلص لذاته الولاية قهرًا... ولم يأذن أن تُقْرَأ رسالة لاون المُرْسَلة إلى فلابيانوس، وقد زاد أثمًا سيئاته الأولى فيما تجاسر وحَرَمَ لاون الحبر الأقدس صاحب كرسي كنيسة رومية"..... وقد دعاه المجمع ثلاث مرات بموجب القوانين الكنسية فخالف أمره وأبى السير إليه... فلأجل ذلك لاون الحبر الأقدس بواسطتنا..... قد قررنا نزع منه درجة الأسقفية وعزله عن خدمة الكهنوت، فالآن هذا المجمع المقدس يحكم في دعوي ديسقوروس بما رسمته القوانين. + وهذه الأحكام تبين لنا سقوطها وبطلانها للأسباب الآتية: صدور الحكم في جلسة سرية غير قانونية لانعقادها في موعد مخالف لما نص عليه المجمع في جلسته الأولى. صدور الحكم عن هيئة لا تملك إصدارة ولا تمثل مجمعًا مسكونيًا وعامًا لعدم حضور الأساقفة الأرثوذكسيين ولعدم حضور القضاة ونواب الملك أيضا. صدور حكم غيابيا رغم وجود المدعى عليه قريبا من مقر الجلسة. جاء الحكم مشتملا على بعض تهم موجهه للبابا ديسقوروس ثبتت براءته منها في الجلسة الأولى بحضور المجمع في كامل هيئته إذ اعترف المدعيين قائلين: "أخطأنا ونطلب الغفران". صدور الحكم تحت ضغط وتهديد نواب الأسقف الروماني لبقية الأساقفة الحاضرين. لم يدع الأساقفة قط لا في أقوالهم ولا في حكمهم ولا في تهمهم المغرضة أن البابا ديسقوروس قد أنحرف عن التعليم القويم وابتعد عن الإيمان المستقيم وتلك هي المسألة الوحيدة التي تجيز الحكم على الأساقفة بالقطع وماداموا قد اثبتوا براءة البابا ديسقوروس منها فحكمهم ساقط بالبداهة. |
|