رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع خلقيدونية: الجلسة الأولى + في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) 451 م. في كنيسة القديسة أوفيمية ألقى مركيان خطابه التقليدي الذي أوضح فيه أن غايته من حضور المجمع هو حفظ النظام. + لم يكد المجمع يبدأ حتى وقف باسكاستيوس نائب لاون في الوسط طالبًا عدم جلوس البابا ديسقوروس في مقدمة الآباء، بدعوى أنه قد جاء به إلى هذا المكان ليُدان! فسأله القضاة عمّا فعله البابا ديسقورس مخالفًا للقانون.. فقال: "لقد عُقِدَ مجمع أفسس الثاني بدون أذن كرسي روما". وإذا أدرك القضاة أن هذا ادعاء باطل لا قيمة له رفضوا مطلبه وقالوا له "أن كنت تُقام قاضى لا يَصِح أن تُدعى كالمشتكي". + ثم قام أوسابيوس أسقف دولاوس الذي عزله مجمع أفسس الثاني مع فلابيانوس لتمسكهما بالقول بطبيعيتين للسيد المسيح بعد الاتحاد وقدم شكوى مضمونها أن ديسقوروس حكم عليه وعلى زميله ظلما (أسقف القسطنيطينة) وهنا أوضح البابا ديسقوروس أن الحق سيظهر عند قراءة أعمال مجمع أفسس الثاني فوافق القضاة على ذلك ولم تمض فترة حتى دخل تاووربتوس النسطوري المقطوع أسقف تورس إلى المجمع طالبا الانضمام إلى المجمع بدعوة إعادته إلى كرسيه بأمر لاون. وقد أحدث هذا العمل شغبًا كبيرًا بين الآباء؛ فقد رفض الأساقفة، وحدثت أصوات كثيرة حتى وقف أحد القضاة وَهَدَّأ المجمع، وطلب استكمال أعمال المجمع. وبعدما انتهوا من تلاوة رسائل الإمبراطور الآمِرة بانعقاد المجمع، وبعد ذلك حدثت مناقشه حادة بين البابا وبعض الأساقفة فوقف أحد القضاة وطلب الهدوء وأستأنف الكاتب سرد بقية أعمال مجمع أفسس الثاني وما أن انتهى من قراءته حتى قال البابا ديسقوروس: (يتضح مما تٌلِيَ على مسامعك أن الملك ثيئودوسيوس السعيد الذِّكر لم يكن يجهل الأمر، ولم أكن وحدي بل أشرف معي القضاة والأسقفين التقيين بوميتاليوس وتلاسيوس، فلماذا يُنْسَب إليَّ وحدي ما تم في أفسس، علمًا بأننا متساوون في السلطة، وأن ما أصدره مجمعنا من قرارات قد وافَق عليها جميع الأساقفة ووقعوا بأيدهم). + وهنا احتج أسقف أفسس مع بعض الأساقفة المحتجين من الشرق إنهم لم يوافقوا على قرارات المجمع السالف ألا مرغمين.... وأنهم وضعوا إمضاءاتهم على قرطاس ابيض وهم محاطون بالجنود شاهري السلاح. + فأجابوهم أساقفة مصر قائلين (كان جند الرب لا يرهب القوة التي لا تخيف غير الجبان). + وعند قراءة رسالة لاون سأل القضاة عن سبب عدم قراءة هذه الرسالة فقال: فى الوقت الذي أمر فيه الأب ديسقوروس تلاوة هذه الرسالة قدم إلينا كبير مكتبه في المجمع رسائل الإمبراطور ثيئودوسيوس فتليت كلها أما رسالة الأسقف لاون فلم تقدم إلينا بعدئذ ولم يذكرنا بها أحد وقرأ الكاتب اعتراف أوطاخي الذي قدم لمجمع أفسس الثاني ومصادقة الأساقفة على أرثوذكسيته، ومن بينهم باسيليوس أسقف سالونيا. غير أن هذا الأسقف أنكر مصادقته على ذلك، فتألَّم البابا لكذبه، وقال: "لست أدرى ما الذي يدعو باسيليوس إلى الإنكار، وهو يعلم إنه إنما صادَق مع تعليم صحيح قدم إلينا"، وأنكر هذا الأسقف أقوال كُتِبَت عنه. ولعل الأساقفة الذين اعترضوا البابا ديسقوروس تأثروا من كلامه وقوة حجته وبراهينه، فلم يجدوا بُدًّا من التسليم وقالوا أمام المجمع: "أخطأنا ونطلب الغفران". + فسألهم القضاة عن سبب معاملتهم للبابا ثم رجوعهم، فقالوا مرة أخرى: "أخطانا ونطلب الغفران". + عندئذ قرر رفع الجلسة على أن تستأنف بعد خمسة أيام. |
|