رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مـريـم العذراء وحيـاة السلام يتلهف الإنسان على السلام فى وسط عالم ملؤه الضجيج والفوضى والضغوط الـمتواصلة. والكثيرون منهم يكّفون عن السعي للسلام إذ يعتبرون الوصول إليـه مستحيلاً، ولكن السلام الحقيقي، سلام القلب والفكر هو أقرب ما يـمكن بالإيمان بيسوع الـمسيح كما يُعلـمنا القديس بولس:”لتكن لكم النعمة والسلام من اللـه أبينا والرب يسوع الـمسيح”(1كورنثوس3:1). فالسلام هو بركـة وعطية من السيد الـمسيح للقلب والنفس وهو “ليس كسلام العالم” كما قال الـمسيح يسوع: “قد كلـمتكم بهذا ليكون لكم فـيّ سلام”(يوحنا33:16)، وهو ثـمرة للروح القدس (غلاطية22:5)، “فإن ملكوت الله هو برّ وسلام وفرح فى الروح القدس”(رومية17:14) ويُدعـى صانعـو السلام بأبنـاء الله (مت9:5). ولهذا ينصحنـا الرسول بولس قائلاً:”وليتغلّب فى قلوبكم سلام الـمسيح الذى إليـه دُعيتم فى جسد واحد”(كولوسي15:3)، وأيضاً:”وليحفظ سلام الله الذى يفوق كل فهم قلوبكم وبصائركم فى يسوع الـمسيح”(في7:4). ان الخطيّة والخوف والشك والريبة وعدم اليقين وقوى اخرى كثيرة تحاربنا من الداخل لكن يتحرك سلام اللـه إلى داخل قلوبنـا ويحيا ليحِد من هذه القوى الـمعاديـة ويقدم العزاء والراحـة عوض الصراع والحرب. لقد قال الرب يسوع إنـه سيعطينـا هذا السلام إن كنا مستعديـن لقبولـه لهذا يُطمئنـا قائلاً:”لا تضطرب قلوبكم ولاتجزع”(يوحنا27:14). لقد استجابت مريـم العذراء للعديد من الصلوات من اجل ان يحل السلام على الأرض وخاصة بعد الحرب العالـمية الأولـى ولهذا أُطلق عليهـا “ملكة السلام”. ومريم كملكة تعطى العالم حضوراً لعدل ومحبة ورحـمة السيد الـمسيح. مريم أعطت العالـم “رئيس السلام”(اش 6:9) الذى سبّحت لـه الـملائكة “وعلى الأرض السلام” (لو14:2). ومريم الطاهـرة والـمـمتلئة نِعـمة تعطى مكرميهـا السلام الداخلي الذى تزينت بـه، وتشترك معهم فـى الصلاة لإبنهـا يسوع معطـى السلام “سلامى أعطيكم، سلامى أترك لكم”(يوحنا27:14). |
|