|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة وصلتها بالحروب الكنيسة ليس لها أبداً أن تصلي من أجل نصرة الجيوش ولكن عليها دائماً ن تصلي من أجل السلام. الكنيسة لا تقر الحرب لأي سبب كان، مهما كان، فالحرب عندها ليست وسيلة مشروعة للتفاهم ولكنها لا تملك أن تمنعها. الكنيسة لا تقر الاعتداء بأي سلاح وبأي وسيلة حتي باللسان، ولا تقر رد الاعتداء لأنها تسلمت من الرب نفسه كيف أسلم ذاته لأعدائه فاكتسبهم أحياء. الكنيسة لا تقر الحرب كمبدأ، ولكنها لا تستطيع أن نتجاهلها حينما تقع كما قال الرب "وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب أنظروا ولا ترتاعوا لأنه لابد أن يكون هذه كلها". الكنيسة تجتهد لكي تمنع قيام الحروب بالصلاة والوساطة والتوسل والدعوة للسلام ما أوتيت من جهد وكرامة ونعمة في أعين الملوك والرؤساء فإذا وقعت الحرب فلا مناص من أن تسلم بها كحالة واقعة، ولا تمنع أولادها من أن يبذلوا حياتهم من أجل الوطن. إنها تشيعهم إلي ميدان القتال بالصلاة كمسافرين فقط ثم تظل تصلي من أجل السلام!! إنها لا تطلب نصراً لأحد فالكل عندها أخوة وهي أم. وكأم تظل تتوسل إليهم أن يكفوا، وكعروس لإله المحبة لا تستطيع أن تخاصم أحداً أو تقف عدوة لإنسان. ولكنها لا تخاف أبداً من الذين يقتلون الجسد، كقول الرب، من أجل ذلك سهل عندها وغير ذي خطر أن يموت أعز أولادها ليفدي الوطن لأنها لا تخشي عليهم إلا من الخطية وعقابها الأبدي. الحرب خطية الدول لا خطية الجنود المتقاتلة! والمتسبب في الحرب يحمل وحده وزرها، وكل ما يتخلف عنها، كقول الرب "لابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لمن تأتي بواسطته العثرات" الذين يموتون في الحرب ليسوا عندها شهداء إيمان، ولكنهم شهداء للوطن، يخلدهم التاريخ ولكن لا تخلدهم السماء إلا علي قدر إيمانهم وأعمالهم. تظل الكنيسة في أثناء الحرب مركزاً للسلام وميناء هادئاً لراحة كل النفوس المتعبة، تخرج من عزلتها –يخرج الأسقف والكاهن والشماس-، لتفتقد الكنيسة الأرامل الكثيرات اللاتي فقدن أزواجهن في الحرب والوف الأيتام الذين اصبحوا ولا عائل لهم، تأوي الذين بلا مأوي تطيب القلوب الحزينة تشجع النفوس الخائرة، وتبث روح الشجاعة في المتخاذلين وتعظ بالصبر والشكر والاحتمال، ترصد الأموال من قوتها لتخدم بها المحتاجين كما يعلمنا القديس أنبا شنودة في القرن الرابع كيف آوي في ديره جميع العائدين من الأسر بعد نصره الجيش المصري وتولي تمريضهم وإطعامهم من مؤونة الرهبان! |
|