رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا لا يستجيب الله لصلاتي ودُعائي؟
لماذا لا يستجيب الله لصلاتي ودُعائي؟ لماذا يبدو في بعض الأحيان بأن الله يتجاهل أو يتغاضى عن طلباتنا عندما نصلي إليه سائلينه أن يستجيب لنا ويساعدنا عندما نواجه مشاكل عويصة ومواقف أليمة؟ هنالك الكثير مِن الذين صلـُّوا إلى الله طالبين منه العَوْنَ والتـَّدخل في حل مشاكلهم، إلا أن الإجابة التي استلموها كانت الصَّمْت...! فلماذا لا يستجيب الله مع أنَّه وعد قائلاً: " وَقَبْلَ أن يَدْعُوا أَسْتَجِيبُ، وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ أُنْصِتُ إِلَيْهِمْ." (إشعياء-65-24 ) لماذا لا يستجيب الله مع أنَّ السيد المسيح قد أكـَّد لنا بأن الله يُعطي كل مَن يسأله، وحثـَّنا على أن نطلب من الله ونسأله إذ قال: "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ." (إنجيل متى 7: 7)! الله سبحانه يعرف الأنسب والأفضل لنا إننا كبشر خُطاة وغير كاملين لا نعرف أن نطلب لأنفسنا طلبات صالحة وجيدة، كما أننا لا نعلم ما هو الأفضل لنا. ولهذا عليك ألا تتوقع بأن استجابة الله لصلاتك يجب أن تكون "نعم"، إذ قد يستجيب الله أحياناً بالرفض، أو قد يصمت عن الإجابة ويطلب منا الصبر والانتظار. إذا كُنت أباً/أماً، أو راقبت بعض الوالدين وكيفية تعاملهم مع أبنائهم، لا بد وأنك تذكر بعض المواقف التي رفض فيها الأهل تلبية طلب الطفل لأنه كان يطلب أشياءً غير صالحة له وقد تتسبب بأذيته. ونتيجة لأسباب منطقية وصحيحة وبدافع المحبة يرفض الأهل أحياناً تحقيق بعض مطالب أبنائهم التي يسألونهم عنها ويطلبونها. قد لا يفهم الأطفال حكمة الأهل خلف الرفض، إلا أننا نعلم بأن الوالدين يسعون لإعطاء أبنائهم ما هو الأفضل والأنسب لهم حتى وإن لم يبدُ هذا جلياً للأطفال. نفس هذا الأمر ينطبق على تعامل الله معنا وكيفية استجابته لصلواتنا وأدعيتنا التي نرفعها إليه. فنحن أبناء الله، وهو سبحانه يعطينا دائماً ما هو الأفضل والأنسب لنا وكل ما هو لخيرنا. إن الله خالقنا، وهو وحده الذي يعرف أكثر بكثير مما نعرفه نحن عن أنفسنا ومستقبلنا. إنه يعرف ما هو الأفضل لنا وما ليس لصالحنا. ولهذا قد يمتنع أحياناً عن إعطائنا كل ما نطلبه منه لأننا بعلمنا المحدود لا نعرف أن نطلب ما هو لصالحنا. فإذا كانت إجابة الله هي "لا" عليك ألا تفشل وتيأس من الصلاة، بل اصبر وثق بأن الله سيستجيب بطريقته بكل ما هو لخيرك وصالحك – إذا لم يكن على هذه الأرض، فمن المؤكد بأنه لخيرك في الأبدية. بعد أن أوضحت لك ما سبق، حريٌّ بي أن أعلمك بأنَّ هناك بعض الأمور التي قد تـُعيق استجابة الله لصلواتك وأدعيتك... ◾ الأكتفاء عدم الشعور المُخلص بالحاجة إلى مساعدة الله ومعونته. هل يمكنك إضافة الماء إلى كأس مملوء بالماء! بالطبع لا. هكذا أيضاً لا يمكنك الامتلاء ببركات الله عليك إذا لم تكن شاعراً بالعطش والحاجة إليه. لقد وعد الله قائلاً: "لأَنِّي سَأَسْكُبُ مَاءً عَلَى الأَرْضِ الْظَمْأَى، وَأُجْرِي السُّيُولَ عَلَى التُّرْبَةِ الْيَابِسَةِ، " (إشعياء 44: 3). فالذي يجوع ويعطش ويشتاق إلى الله ويشعر بالحاجة الشديدة إليه لا بُدَّ أن ينال الشبع والبركات كما وعد الله. ◾ المعاصي التـَّعلـُّق بمعاصي مُعيَّنة ورفض التـَّخلي عنها. إذا كنا نفعل بعض الأمور التي لا يتوجَّب علينا فعلها مخالفين بذلك تعاليم الله ووصاياه، لا يمكننا أن نتوقـَّع منه أن يستجيب لصلواتنا. والله سبحانه لن يستجيب لصلواتنا إذا كنا نرفض الاعتراف والإقرار بمعاصينا والتوبة عنها وتركها. ◾ الشك وعدم الإيمان قال السيد المسيح: " كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ." (مرقس 11: 24). عندما يبدو لك بأن صلواتك غير مُستجابة، لا تشُكْ بل تمسَّك بوعود الله لأنه لا بُدَّ مِن أن يستجيب لصلاتك فتنال البركة التي أنت في أشدِّ الحاجة إليها. إلا أنَّ إصرارنا على استجابة الله لطلباتنا بطريقتنا نحن إنما هو تصلـُّف وتكبُّر على الله... فالله أحكم مِن أن يُخطيء وهو أصلح مِن أن يمنع خيراً عن السالكين بالاستقامة. فلا تشك ولا تخشَ الاتكال عليه حتى إذا كنت لا ترى الاستجابة المرجوَّة لصلواتك، بل آمن وثق بوعوده فهي صادقة وحق. ◾ المسامحة أن رفض مسامحة المُذنبين إلينا. لقد أوضح لنا السيد المسيح بأننا إذ نأتي إلى الله لنطلب منه رحمة وغفراناً يجب أن يملأ قلوبنا روح التسامح والمحبة للآخرين، إذ كيف يمكننا أن نصلي قائلين: " وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. " (إنجيل متى 6: 12) ومع ذلك ننغمس في روح عدم التسامح؟ فعلى قدر ما نتوقع أن يسامحنا الله، علينا أن نصفح نحن عن الآخرين ونسامحهم. ◾ الملل مِن الصلاة والانقطاع عنها أحد الأمور التي تجعلنا نشعر بأن صلواتنا لا تـُستجاب هو التوقـُّف عن الصلاة. في الرسالة الأولى إلى أهل : (تسالونيكي 5: 17) ... تقول كلمات الوحي: " صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. " علينا ألا نقلق كثيراً حول ما إذا كان الله سبحانه يسمع صلواتنا أو يستجيب، إذ أنه في الحقيقة يسمع ويعتني ويرعى ويستجيب. ما يجب أن يشغل بالنا هو إذا كانت التجارب أو الأوقات الصعبة أو المِحَن قد أصابتنا بالفشل وأحبطت من عزيمتنا فمللنا من الصلاة وتخلينا عنها وتوقفنا عن رفعها باستمرار إلى الله. في : ( إنجيل لوقا 18: 1- ) ضَرَبَ لنا السيد المسيح مثلاً في وجوب الصلاة دائماً ودون ملل، إذ قال: "كان في مدينة قاض لا يخاف الله ولا يحترم إنسانا. وكان في تلك المدينة أرملة كانت تأتي إليه قائلة: أنصفني مِن خصمي! فظل يرفض طلبها مُدَّة مِن الزمن. ولكنه بعد ذلك قال في نفسه: حتى لو كنتُ لا أخاف الله ولا أحترم إنسانا، فمهما يكن، فلأن هذه الأرملة تزعجني سأنصفها، لئلا تأتي دائما فتـُصدِّع رأسي! وقال المسيح: «اسمعوا ما يقوله القاضي الظالم. أفلا يُنصِفُ الله مختاريه الذين يصرخون إليه نهارا وليلا؟ أما يُسرع في الاستجابة لهم؟ أقول لكم: إنه ينصفهم سريعا»". ◾ عدم تقديم الشكر لله. يوجِّه الرسول بولس نصيحة وتوصية مُباشرة بخصوص هذا الأمر في الرسالة إلى : ( أهل فيلبي 4: 6 ) .. إذ يقول: " لاَ تَقْلَقُوا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ أَمْرٍ لِتَكُنْ طَلِبَاتُكُمْ مَعْرُوفَةً لَدَى اللهِ، بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ، مَعَ الشُّكْرِ". علينا كمؤمنين أن نـُكثِر مِن الحمد لله على رحمته وعجائبه وبركاته علينا وألا تقتصر عبادتنا في الصلاة والدُّعاء على الطلب والأخذ. علينا ألا نـُفكـِّر دائماً في احتياجاتنا ونغض الطرف عمَّا بين أيدينا من نِعَم وبركات. قد نكون من الأشخاص الذين يُصلـُّون كثيراً، إلا أننا نبخل في تقديم الحمد والشكر لله على كل ما صنعه لأجلنا. ◾ انعدام الصبر "يَوْماً وَاحِداً فِي نَظَرِ الرَّبِّ هُوَ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." (2 بطرس 3: 8) ..! نعم، فالوقت الذي نحسبه بالثواني والدقائق والساعات والأيام يختلف عن أوقات الله السرمدي الأبدي والصبور على ضلالنا وعصياننا. لقد " انْتَظَرَ إِبْرَاهِيمُ بِصَبْرٍ فَنَالَ مَا وُعِدَ بِهِ." (الرسالة إلى العبرانيين 6: 15) فلما لا تنتظر بصبر كإبراهيم لتنال تحقيق وعود الله في حياتك؟ ربما ستنتظر أياماً وشهوراً وحتى سنين... لكن الله سبحانه سيستجيب في وقته هو وبما فيه مصلحتك به. فآمن به واصبر لتنال البركات. ◾ عدم الطلب حسب مشيئة الله كل صلاة ودعاء نرفعهما أمام الله يجب أن يُختتما بعبارة : لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك "وَلٰكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُك" (إنجيل لوقا 22: 42). إن صلاة الإيمان بعظمتها لا يمكن أن تفرض على الله أن يستجيب للصلاة، إذ لا بُدَّ أن نسأل في صلاة الإيمان أن يتم كل شيء حسب مشيئته تعالى. في الرسالة الأولى إلى (1 يوحنا 5: 14 ) ... نقرأ: " وَهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتِي لَنَا عِنْدَهُ: أَنَّهُ إِنْ طَلَبْنَا شَيْئًا حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يَسْمَعُ لَنَا." إذا لم تصلي وتطلب حسب مشيئة الله، فهذا ليس إيماناً حقيقياً بالله. ◾ أسمه القدوس يسوع المسيح إنهاء الصلاة أو الدُّعاء باسم السيد المسيح . إنه تعالى يسمع صلواتنا ويستجيب لكل دعاء مُخلص يـُرفع له باسم السيد المسيح. إلا أن الطلب باسم المسيح لا يعني مجرَّد ذكر اسمه، بل يعني أن يكون فينا فكر المسيح وروحه وأن نكون مؤمنين به ومُتـَّكلين عليه وممارسين أعماله. ◾ طلب الأمور الأرضية لا السماوية. من أكثر الأمور التي تمنع استجابة الله لصلواتنا هي طلبنا وتضرعنا من أجل الحصول على بركات أرضية. لكن السيد المسيح علـَّمنا بأننا يجب أن نهتم أولاً بما هو سماوي إذ قال: " فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." (إنجيل متى 6: 31 و33). إذا كان اهتمامك هو عمل مرضاة الله وتنفيذ إرادته والسير حسب تعاليمه والاسترشاد بروحه لتعرف السبيل لنيل الحياة الأبدية ولتحيا في حضرته، ستشعر بعظيم بركات الله عليك وستتيقـَّن من استجابته لصلواتك وأدعيتك وسيُغدق عليك الكثير من من البركات النـِّعَم. كل ما سبق وذكرته لك لا يعني أن هنالك أموراً مُعيَّنة يجب أن تعملها ليستجيب الله لصلواتك، ولا يعني أيضاً أنه بإمكانك إقناع الله لتلبية طلباتك وأدعيتك... ولكن، علينا أن نجتهد دائماً في إزالة كل ما يُمكن أن يُعيق تواصلنا مع الله حتى يُكمل هو تعالى عمله من أجلنا ويغدق علينا بركاته حسب مشيئته. إنَّ أهم شيء في موضوع الصلاة واستجابة الله لها هو علاقتنا بالله. إن الصلاة هي دورنا في التواصل مع الله، وعلينا أن نجتهد ونسعى لننمِّي هذه العلاقة يوماً بعد يوم. وكلما زاد اقترابنا إلى الله من خلال الصلاة الحقيقية النابعة من القلب، كلما استطعنا أن نفهم ونـُميِّز مشيئته في حياتنا وكيفية إستجابته لصلواتنا. إن الله يهتم بكل مجريات وتفاصيل حياتنا. فاعرض حاجاتك وأفراحك وأحزانك وهمومك ومخاوفك أمام الله بصورة دائمة لأنه لا يمل من كثرتها ولا يمتنع عن إغداق نعمه على عابديه. اذهب إليه دائماً بكل ما يحيِّرك واثقاً من أنَّ الذي يحمل العالمين بكلمته ويُسيِّر الكواكب حسب إرادته لا يعسر عليه أمر، ولا يستصغر أمراً يهمُّ أحد خلائقه. إذا كان لدينا إيمان وثقة صادقة بالله، لن نبالي أو نهتم بكيفية استجابة الله لنا سواء كانت "الصبر والانتظار" أو "الموافقة" أو "الرفض". علينا فقط أن نثق ونصبر لنرى إن كان الله في وقته سيستجيب لطلبنا، أو ربما يريد تعالى أن يفعل لنا أمراً أفضل مما طلبناه أو حتى تخيَّلناه! " تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ . فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ." (أمثال 3: 5 -6). أشكرك أحبك كثيراً الرب يسوع المسيح يحبكم جميعاً فتعال...هو ينتظرك * * * * والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح دائماً.. وأبداً.. آمين |
|