رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي مقدمة في سفر المزامير " Psalms " الاختصار: مز= PS ** محور السفر: + الحكمة والتسبيح الدائم + التطلع لمجيء المسيح + مجموعة اختبارات ونبوات في صيغة شعر المزامير هي: مجموعة ترانيم وأناشيد وتسابيح روحية مقدسة ترنم بها أثناء العبادة وتسمى "مزامير داود" لأن داود نظم معظمها. ** أهم الشخصيات: الرب يسوع "نبويا" - داود ** أهم الأماكن : أورشليم ** غاية السفر : العبادة ** كاتبه: + تنسب الكنيسة سفر المزامير لداود النبي مع أنه ليس بواضع كل المزامير بل هو أكثر من كتب مزامير (73 مزمورا)، وكتب موسى النبي مزمورا (90)، كما وضع بوحي الروح القدس أبناء قورح (الموسيقيون، والمغنون الرسميون عند اليهود) 11 مزمورا، وآساف 12 مزمورا، وإيثان الأزراحى مزمورا (89)، وهيمان الأزراحى مزمورا (88)، وحزقيا 10 مزامير والباقي لا يُعرَف كاتبها. ** سمات السفر: يعتبر سفر المزامير قلب الكتاب المقدس كما هو قلب الحياة الإيمانية الحكيمة، يستخدمه اليهود كما المسيحيون في عبادتهم اليومية الجماعية وفي عبادتهم الشخصية في مخادعهم، تري الكنيسة نفسها وقد صارت بابن داود "مسيحها" ملكة أقامها عريسها السماوي من التراب لتحيى بروح التسبيح والفرح خلال صلبه وقيامته. + يري غالبية الدارسين أن سفر المزامير هو كتاب التسبيح الذي استخدمه اليهود في الهيكل. + منذ العصر ألرسولي استخدمت كنيسة العهد الجديد المزامير في الصلاة والتسبيح بكونها أروع صلوات وترنيمات قدمها لنا الروح القدس نفسه، فمن خلالها تعبر النفس عن شعورها بالحضرة الإلهية بجانب ما احتوته من نبوات صريحة عن السيد المسيح ورموزا عن أعماله الخلاصية.. وحاليا بين أيدينا الأجبية، التي هي "صلوات السواعي" تحتل فيها المزامير مركز الصدارة. من يطلب الحكمة السماوية لا ينقطع التسبيح من قلبه يجد كل طالب الحكمة في الله فرحه إن كان مريضا أو بصحة جيدة، متألما أو في فرج، معوزا أو غنيا في سجن أو منفي أو صاحب سلطان، يجد فيه الخاطئ رجاءه في الخلاص ويدرك البار بنوته لله. يصور سفر المزامير حياة المؤمن بكل خبرتها من فرح وألم، نصرة وفشل. ** تصنيف المزامير: 1. مزامير تعليمية أو تهذيبية 2. مزامير التكريس (التقوى) مثل مزامير التوبة السبعة 6،32،38،51،102،130،143 3. مزامير التسبيح والشكر الجماعية والشخصية: 33 ، 95، 100، 117، 145، 148، 149، 150 4. مزامير مسيانية: 2،8، 16، 22، 23، 24، 40، 45، 68،72،80،89، 97،101،110،118، 132. 5. مزامير تاريخية: 78، 105، 106، 136 6. المزامير الليتورجية: 15، 24، 50، 75، 118، 135 7. المزامير الملوكية: 2، 18، 20، 21، 45، 72، 89، 101، 110، 132، 144 8. مزامير هاليل: (113 - 118) ترنم أثناء أعياد الفصح والمظال والخمسين وتدشين الهيكل ورأس الشهور. 9. مزامير المناسبات: 92 (السبت)، 24 (الأحد) ، 48 (الاثنين)، 94، 112 (الثلاثاء)، 93 (الجمعة)، 81 (الخميس)، 30 (تكريس الهيكل)، 100 (تقدمه الشكر) 10. مزامير التضرعات والمراثي، الجماعية والشخصية 11. المزامير الأبجدية (حسب الترتيب الأبجدي): 9، 10، 25، 34، 37، 111، 112، 119، 145 12. مزامير التهليل لله: 105، 106، 111 - 113 ، 115، 117، 135، 146 - 150 13. مزامير اللعنة: يوجد أكثر من 20 مزمورا تستنزل اللعانات علي الأشرار. محتويات السفر + توجد عبارة قديمة يهودية "أعطي موسى الإسرائيليين خمسة كتب الشريعة، تطابقها خمسة كتب المزامير أعطاهم إياهم داود " فسفر المزامير منذ القديم ينظر إليه كخمسة كتب تطابق الأسفار الخمسة لموسى النبي.. الأمر الذي قبله كثير من الدارسين كما يظهر من التحليل التالي: 1- الإنسان وخلاصه 1 - 41 (يطابق هذا الكتاب سفر التكوين) - الإنسان المطوّب 1 - سقوطه عن الحالة المطوّبة ودخوله إلى العداوة مع الله 2- 8 - ظهر العداوة أيضًا ضد المسيح 9 - 15 - العودة إلى الحالة المطوّبة في المسيح واهب النعمة 16 - 41 نلنا الخلاص بعد السقوط خلال السيد المسيح (صوّر المزمور 22 صلبه، والمزمور 23 رعايته السرائرية). 2- إسرائيل وخلاصه 42 - 72 (يطابق هذا الكتاب سفر الخروج) القسم الأول يقابل سفر التكوين الذي يكشف عن اهتمام الله بكل شخص مثل آدم وقايين وإبراهيم واسحق الخ., إما القسم الثاني فيقابل سفر الخروج حيث يعلن الله عن عمله الخلاصي لشعبه وتحريرهم من عبودية فرعون يتحدث هنا عن إسرائيل أو الكنيسة التي أقامها العريس من الهلاك وملك عليها خلال ألآمه (72)، جامعا إياها من أربع جهات العالم. - هلاك الشعب 42 - 49 - مخلص الشعب 50 - 60 - خلاص الشعب 61 - 72 إنه يهتم بالكنيسة التي يجمعها من كل العالم ليدخل بها إلى بيته كنت أمر مع الجماع.. أتدرج معهم إلى بيت الله (42: 4) 3 - الهيكل الجديد 73 - 89 (يطابق هذا الكتاب سفر اللاويين) في الكتاب الأول تمتع الإنسان بالحياة الجديدة المقامة في المسيح، وفي الثاني ظهرت الكنيسة المتمتعة بالخلاص في عريسها، وهنا إذ يطابق سفر اللاويين، سفر خدمة الهيكل خلال الكهنة فيظهر السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم الذي يهدم الحرفية في العبادة ليعبر بنا إلى مقدساته أو هيكله السماوي.. أنها مزامير الهيكل الجديد والعبادة الجديدة. الهيكل وعلاقته بالإنسان 73 - 83 الهيكل وعلاقته بالله 84 - 89 (ما أحلي مساكنك يا رب الجنود.. طوبى للساكنين في بيتك أبدًا يسبحونك) 84: 1 - 4 4 - الأرض الجديدة 90 - 106 (يطابق هذا الكتاب سفر العدد) + يطابق سفر العدد حيث يقدم لنا عبور الشعب إلى البرية للدخول إلى أرض الموعد.. أنه سفر الجهاد علي الأرض من أجل التمتع بالسماء. + يبدأ بالمزمور 90 الذي كتبه موسي النبي في البرية ليكشف عن فناء الحياة الزمنية والحاجة إلى الله كملجأ لا يركز علي الجانب السلبي فقط - الحياة الزائلة - وإنما علي الجانب الإيجابي أيضًا - الرجاء في الله الذي يملك فينا التمتع بالحياة الإلهية المطوّبة + أن كان هذا السفر هو سفر الأرض الزائلة، لكنه هو سفر الرجاء في الله الذي يملك فينزع عنا هلاكنا. - الحاجة إلى الطوبى 90 - 94 - الإعداد للطوبى 95 - 100 - التمتع بالطوبى 101 - 106 5- كلمة الله الحي 107 - 150 (يطابق هذا الكتاب سفر التثنية) يطابق سفر التثنية سفر الطاعة لله، خلالها يصير الإنسان مباركا في بيته وفي حقله وفي دخوله وفي خروجه (تث 28) حيث يطلب موسي من الجيل الجديد تجديد العهد قبل دخولهم أرض الموعد وقد ركز علي الوصية أو كلمة الله التي تدعو إلى التجاوب مع العهد الإلهي " أرسل كلمته فشفاهم ونجاهم من تهلكاتهم" (107: 20). أنه سفر كلمة الله التي نطيعها فنصير مباركين، وفي سفر المزامير يهتم الوحي بإعلان كلمة الله الحي والفعّال فينا، الذي بحلوله في وسطنا بارك طبيعتنا ووهبها الشفاء من جراحاتها يعتبر المزمور 119 الخاص بكلمة الله قلب سفر المزامير كله أو مزمور المزامير. خبرة الكلمة 107 - 118 عرض للكلمة 119 عمل الكلمة 120 - 151 ## أرقام المزامير: يوجد اختلاف في أرقام مزامير النسخة العبرية والتي عنها ترجمت أغلب النسخ التي بين أيدينا وبين النسخة السبعينية، والسبب في هذا هو أن المزمور في نسخة قد ينقسم إلى مزمورين في الأخرى، كما هو واضح في الجدول الأتي: العبرية السبعينية 1 - 8 1 - 8 9 - 10 9 11 - 113 10 - 112 114 -115 113 116 114 - 115 117 - 146 116 - 145 147 146 - 147 148 - 150 148 - 150
|
15 - 01 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
تفسير سفر المزامير
( مزمور 1) هذا المزمور يضع أمامنا طريق الموت وطريق الحياة، البركة واللعنة، ويتركنا أحرارًا أن نختار. فهو يتحدث عن سعادة الرجل الصالح وشقاوة الشرير وتعاسته. آية (1): "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس." طولى للرجل= قالها بالمفرد فليس صالحاُ سوى المسيح وحده. ونلاحظ التدرج لا يسلك في مشورة الأشرار=أي يفكر في طريقهم ويستحسنه ويعطي ظهره لله وهذه مخاطرة. ولا يقف في طريق الخطاة= هنا حدث استحسان للشر ووجد الإنسان لذة، فبدأ يجاري الأشرار ويخطئ. ونلاحظ قوله طريق الخطاة، ونقارن هذا بأن المسيح هو الطريق والحياة فالمسيح طريق الأبرار وأي طريق سواه فهو طريق الشيطان طريق الموت واللعنة. لا يجلس في مجلس المستهزئين= هنا نجد الاستسلام لطريق الشر، وصار الأشرار رفقاء لهذا الإنسان، والمستهزئين هم من يستهزئون بالأمور المقدسة. هنا استمرار إرادي في الشر. آية (2): "لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا." قارن مع خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك، فكلمة الله تحصن المسيحي من السقوط + (يش8:1). وقوله نهارًا وليلًا= يشير لكل فترات الحياة، الليل والنهار أيام الفرح وأيام الحزن، أيام الانتصار على الخطية وأيام السقوط. آية (3): "فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في أوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح." كشجرة مغروسة على مجاري المياه =(راجع مت 13: 31، 32) مجاري المياه هي الروح القدس (يو37:7-39) هذه المياه تجري كالعصارة وتصل إلى جميع الأغصان والأوراق. وقوله مجاري يشير إلى أنها مياه حية جارية تحمل معها الحياة. والشجرة المثمرة هي سبب بهجة لكل إنسان وحيوان، ثمارها تشبع ويستفاد من ظلها. ونلاحظ أن المسيح هو شجرة الحياة (رؤ7:2) تعطي ثمرها في أوانه= قارن مع ثمار الروح القدس (غل22:5). والمسيح لعن التينة غير المثمرة. وورقها لا ينتثر= لأن غذاءها يأتيها في حينه. والمتعبين يأتون ليستظلوا بهذه الشجرة. كل ما يصنعه ينجح= قارن مع "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني. فمن يثبت في المسيح يكون له نجاح في كل أموره مادية وروحية (فالله بارك ليوسف في كل ما عمله). آية (4): "ليس كذلك الأشرار لكنهم كالعصافة التي تذريها الريح." العصافة= هذا وصف الأشرار، فهم عكس الأبرار، لا يستمتعون بالمياه الجارية فورق الشجرة يذبل ويصير عصافة تحمله الريح الخفيفة أي التجارب البسيطة التي ينساق وراءها الشرير= التي تذريها الريح. تصير حياتهم بلا معني فهم كعصافة حملتها الريح. آية (5): "لذلك لا تقوم الأشرار في الدين ولا الخطاة في جماعة الأبرار." لا تقوم الأشرار في الدين= لا يستطيعون أن يقوموا للدفاع عن أنفسهم، ولا يكون لهم قيام الوجود الدائم في حضرة الله، إذ يقولون للجبال غطينا وللأكام أسقطي علينا من وجه الجالس على العرش (رؤ16:6،17). فالدينونة أكيدة بلا شك (يو29:5). آية (6): "لأن الرب يعلم طريق الأبرار. أما طريق الأشرار فتهلك." الرب يعلم طريق الأبرار= العلم والمعرفة هنا هما معرفة الفرح والسرور والموافقة طريق الأشرار فتهلك= أي يمهلهم الله ويرذلهم ويطردهم من حضرته. هذا المزمور نرنمه في صلاة باكر ونحن نذكر قيامة المسيح من الأموات لنسأل الله أن يعطينا الحياة المطوبة كنعمة إلهية قبل أن نبدأ حياتنا اليومية. هذا المزمور يذكرنا بأن الله خلق آدم أولًا في صورة الكمال ولما سقط أتى المسيح آدم الأخيرالكامل ليكملنا. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 2 - تفسير سفر المزامير مزمور عجيب يتنبأ فيه داود بدقة عن عمل المسيح. وكما بدأ المزمور الأول بالتطويب ينتهي هذا المزمور الثاني بالتطويب. فالطبيعة المطوبة التي يترجاها المرتل في المزمور الأول لا يمكن تحقيقها إلا خلال المسيح الملك الذي يتكلم عنه في المزمور الثاني. وكان اليهود يفهمون هذا المزمور على أنه يتكلم عن المسيا، وبسبب أن المسيحيين فسروه عن المسيح بدأ اليهود من القرن العاشر تفسير المزمور أنه يتكلم عن داود. ولكن المزمور بصورة عامة يظهر أن الأرض وملوكها في حالة تكتل وهياج ضد الله وشعبه وبالتالي مسيحه ووصاياه ونيره. ورمزيًا كان هناك هياج ومؤامرات على داود فلقد قام ضده الفلسطينيون والموآبيون وبني عمون والأدوميون والأراميون فهو رمز للمسيح. والله له وقت يتدخل فيه ويوقف مؤامرات هؤلاء الأشرار ويثبت ملكه وتسود مملكة المسيح أخيرًا. وهنا كلمات لا يمكن أن تنطبق على داود مثل هل كانت الأمم ميراثًا لداود؟ هذا لم يتم سوى للمسيح (أع27:4 + 33:13 + عب5:1). آية (1): "لماذا ارتجّت الأمم وتفكّر الشعوب في الباطل." الهياج على داود كمسيح للرب أو الهياج على الكنيسة هو هياج على الله نفسه. وهذا ما يستغرب منه داود هنا. وهذا ما حدث فقد تآمر الجميع على المسيح. الأمم والشعوب هم الدولة الرومانية واليهود. الذين فكروا في الباطل= فكل تدبيراتهم ضد المسيح هي باطلة فهل ينجح أي تدبير ضد مشورة الله. آية (2): "قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين." <FONT face="Arial Black">قَامَ مُلُوكُ.. تَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ = الملوك هم بيلاطس وهيرودس، بل هم طاردوه منذ ولادته. والرؤساء هم رؤساء الكهنة بل حتى الرعاع أيضاً صرخوا أصلبه أصلبه. وسؤال داود يعني أنه يستغرب ما حدث فهو بلا سبب (يو24:15 ، 25) "فهم أبغضوني بلا سبب" عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ = "أبغضوني أنا وأبي" (يو24:15 ، 25). فالأشرار لم يقبلوا نير المسيح وأغلاله أي وصاياه ومبادءه الكاملة بينما هي هينة (مت29:11 ، 30).مسيحه= سمى مسيحاً لأنه مسيح الرب، الذي حل عليه الروح القدس في شكل حمامة عند عماده، ليس لأجل التطهير بل لأجل إعلان أنه مُسِح ليكون ملكا ورئيس كهنة يقدم ذبيحة نفسه ، ولكى يحل الروح القدس علينا فنحن جسده . هو مُسِحَ لينوب عني في المعركة ضد إبليس واهباً إياي نصرته. "مسحه بزيت الابتهاج" (مز7:45) . آية (3): "لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما." لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا = كما قال اليهود "لا نريد أن هذا يملك علينا" (لو14:19). فهم هاجوا على الرب وعلى مسيحه (الآب والابن). آية (4): "الساكن في السموات يضحك. الرب يستهزئ بهم." اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ = الهياج على الأرض يقابله سلام فائق في السماء، الله يضحك فهل يطوله هؤلاء "صعب عليك أن ترفس مناخس" فمن يرفس المناخس يصيبه هو الضرر وأما المناخس فلا يصيبها شئ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ = بينما يظن العالم في ثورته أنه قد إنتصر على الرب وعلى مسيحه، إذ بهم يجدوا أنفسهم أنهم قد حققوا غرض الله، فالله لم يتركهم ينفذون ما أرادوا إلا لأنه يريد ذلك، فالله ضابط الكل. فهم قاموا على المسيح وصلبوه ولكن لم يكن هذا انتصاراً لهم بل انتصاراً للمسيح. فهو قد أتم رسالة الفداء وظهرت هذه القوة بوضوح بعد القيامة فالصيادين الضعفاء نشروا المسيحية في العالم وتشتت اليهود المتكبرين. إن ساد الأشرار فترة فالله يتركهم فهم ينفذون غرضه . آية (5): "حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه." بِغَضَبِهِ = الله منزه عن الانفعالات، وهذه تعنى سقوطهم تحت دينونة وعدل الله . وهذا ما حدث لليهود فعلاً فقد تشتتوا في العالم كله. وهذا نصيب كل من يبتعد عن الله. آية (6): "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي." مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ = المسيح في ميلاده قيل "أين ملك اليهود" وفي دخوله إلى أورشليم قالوا "مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" وبموته ملك على قلوب كل المؤمنين به "وأنا إن ارتفعت أجذب إلىَّ الجميع" ، وأحبه الجميع لأنه أحبنا أولاً وكل من أحبه ملَّكَه على قلبه وأطاع وصاياه، والشهداء ماتوا على إسمه وعصوا أوامر القياصرة والملوك الوثنيين. هو الآن يملك في مجده ويملك على صهيون كنيسته جَبَلِ قُدْسِي = هي جبل ثابت سماوي بعد أن قدسها بدمه. آية (7): "أني اخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك." أني اخبر من جهة قضاء الرب= وفي السبعينية (الأجبية) لأكرز بأمر الرب. فالمسيح جاء إلينا ليستعلن لنا الآب، فالآب لا يمكننا أن نراه ونحن ما زلنا في الجسد. الابن تجسد ليعلن لنا من هو الله. أعلن لنا محبة الآب لنا، رأينا في صليبه المحبة والعدل ورأينا في حياته التواضع والوداعة ، وعرفنا إرادة الآب بحياته وتعاليمه. حينما أقام موتي كان يعلن أن إرادة الآب لنا هي الحياة الأبدية، وحينما كان يشفي الأمراض كان يعلن أن إرادة الآب من نحونا هي الشفاء الكامل نفسا وجسدا وروحا.....ولذلك قال المسيح لفيلبس "منْ رآني فقد رأي الآب" والآب كلمنا فيه (عب1: 2). قال لي أنت ابني. أنا اليوم ولدتك = هذه الآية حيرت اليهود في تفسيرها، فقد أعلنت لنا ميلاد الرب الجسدي. فهناك ميلاد أزلي للرب يسوع من الآب بلاهوته وميلاد زمني أي جسدي. فقوله أنت ابني هذه إشارة لبنوته الأزلية من الآب بلاهوته. وقوله أنا اليوم ولدتك يتكلم عن الميلاد الزمني. ولذلك استخدم بولس الرسول هذه الآية (عب 1: 4 ، 5) ليثبت أن للمسيح اسمًا أعظم من الملائكة بكونه ابن الله الوحيد لا بالتبني بل له نفس طبيعة الآب. وبتجسده حصلنا نحن على البنوة. آية (8): "اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض ملكًا لك." أقاصي الأرض والأمم صارت ملكًا للرب يسوع بصليبه (قارن مع في6:2-11). آية (9): "تحطمهم بقضيب من حديد. مثل إناء خزاف تكسرهم." تحطمهم بقضيب من حديد= وفي السبعينية ترعاهم بقضيب من حديد. وكلا المعنيين يشيران لسلطان الرب عندما يملك. وهو يؤدب ويرعى بالتجارب والآلام ومن يقبل ويخضع تكون له بركة، ومن يتمرد سيتحطم وينكسر مثل إناء خزفي. وتفهم الأمم أيضًا علي أنه الشيطان الذي تسيَّد علي الأمم من خلال عبادة الأوثان والخطية. آية (10): "فالآن يا أيها الملوك تعقلوا. تأدبوا يا قضاة الأرض." أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا = على كل متكبر أن يخضع لتأديب الله، وليفهم كل متكبر أن "الله لا يشمخ عليه" (غل6 : 7). آية (11): "اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة." بخوف= في عبادتنا لله يجب أن تمتلئ قلوبنا بمخافة إلهية مقدسة، والله حين يريد يعطي الفرح في قلوبنا. هنا نجد داود ينهي مزموره بنصيحة للفهم والطاعة. آية (12): "قبلوا الابن لئلا بغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه." قَبِّلُوا الابْنَ = تقبيل قدمي أو يدى الملوك عادة شرقية علامة الطاعة والولاء. ويضاف لهذا أن القول تقبيل الفم يعنى الخضوع التام كما قال فرعون عن يوسف إذ فسَّر له الحلم "أنت تكون على بيتى، وعلى فمك يقبل جميع شعبى ..." (تك41 : 40) . والتقبيل علامة على المحبة فهو خضوع عن حب وثقة فى الإبن . ونصلي هذا المزمور في باكر، فنذكر أن المسيح يملك علينا، وحتى إن قام علينا العالم كله فالله يضحك بهم. والمسيح ملك بصليبه وقيامته فنذكر قوة قيامته وانتصاره على الموت، بل نذكر أنه بولادته وفدائه صرنا أبناء نتمتع بقوته. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 3 - تفسير سفر المزامير يرتل كل من يصلي صلاة باكر هذا المزمور ويبدأ بقوله "لماذا كثر الذين يحزنونني"(سبعينية) فيذكر مضايقيه من أهل العالم ويذكر الخطايا التي تضايقه وربما يسقط فيها، ولكن سرعان ما تتحول الصلاة إلى إنشودة خلاص تملأ النفس سلاماً خلال التمتع بروح النصرة وروح القيامة في صلوات داود. ونرى الرب منتصراً على كل أعدائنا حتى أقوى الأعداء وهو الموت. يبدأ المزمور بصيغة الفرد ثم ينتهي بالبركة على كل شعوب الرب. ونلاحظ في عنوان المزمور أن داود وضع المزمور في ضيقته وهو هارب من أمام إبشالوم ابنه. وهناك ملحوظة هامة جداً:- أنه بينما كانت المشكلة موجودة ومازال داود مطروداً من عرشه وإبنه يقود ضده ثورة ويريد قتله فهو وضع محزن مبكي بلاشك حتى لمن يسمعه ولكننا نجد داود يسبح الله على خلاصه والخلاص لم يتم بعد، وهذا ما يحدث مع كل من يصلي متعلماً من المزامير، فيصلي في ضيقته فيجد المسيح يحمل ألامه ويشترك معه في صليبه ويعزيه ومازالت المشكلة بلا حل، لكن حدث تغيير واضح في قلب الذي يصلي فهو بدأ صلاته حاملاً همومه وأنهاها وهو في حالة سلام داخلي. بل شعر أنه في أمان طالما هو تحت الحماية الإلهية. هذا عمل الروح القدس فى الصلاة. آية (1): "يا رب ما أكثر مضايقي. كثيرون قائمون عليّ." كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ = فداود قام عليه ابنه إبشالوم ومشيره أخيتوفل والجيش بل ومعظم الشعب (كان هذا نتيجة لخطية داود). وبالمثل قام على المسيح الرومان وملوكهم واليهود ورؤساء كهنتهم بل والشعب ويهوذا تلميذه (كانت نهاية يهوذا كنهاية أخيتوفل) فكلاهما كانا أصحاب مشورة شريرة. لقد كتب داود هذا المزمور لضيقه مما حدث من إبشالوم. وبروح النبوة إنطبق المزمور بالأكثر على المسيح وكأن المسيح أيضاً يتساءل لماذا كثر مضايقو الكنيسة جسده. آية (2): "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه.سلاه." كَثِيرُونَ يَقُولُونَ.. لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ = صوت التشكيك هذا كثيراً ما نسمعه في ضيقاتنا فنتصور أن الله تخلى عنا. ومن اجتمع حول الصليب قال "قد إتكل على اللهفلينقذه" (مت43:27). إن أخطر ضربة يوجهها إبليس لنا هي ضربة اليأس وهي إنكار إمكانية عمل الله الخلاصي. وخلال اليأس تتسلل كل خطية إلى حياتنا. سِلاَهْ = هي أضيفت بعد ذلك لتسكت الموسيقى فترة ويسكت المرنمين وتستمر الموسيقي ليتأمل المرنمين والسامعين في هذا الكلام الخطر الذي قيل "هل ليس خلاص بالله؟!" آية (3): "أما أنت يا رب فترس لي. مجدي ورافع رأسي." أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي = بالاختبار عرف داود أن الله كما أنقذه في حادثة الدب وفي حادثة الأسد ثم مع جليات سينقذه الآن، "كما كان وهكذا يكون من جيل إلى جيل" وفي (عب8:13) "يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد".وَرَافِعُ رَأْسِي = هكذا رفع الله رأس داود وهزم أعدائه ، ومع المسيح - فلقد نزل المسيح بعد موته إلى الجحيم لينجي عبيده منه. ثم قام من الأموات ظافراً وصار موضوع مجدنا وترتفع رؤوسنا به. وحتى إن حملنا الصليب فترة من الزمن سنشعر أننا في هذا نشبه المسيح ولابد من أن نقوم معه ظافرين. لقد كانت الجماهير والجيش هما قوة إبشالوم، ولكننا نسمع هنا أن الله هو ترس وقوة داود. هكذا قال الله لإبراهيم "أنا ترس لك" (تك15 : 1) . مَجْدِي = داود في ملكه كان في مجد عظيم ، فهو الذي أسس المملكة وتوحدت الأسباط تحت ملكه ، وأخضع كل أعدائه . والآن لقد سقط تاجه وهرب أمام أعداؤه وشتمه شمعي بن جيرا . وإكتشف داود الحقيقة ...أن كل ما في العالم زائل وباطل. وتوصل لهذه الحقيقة أن العالم لايوجد فيه مجد ، بل أن المجد الحقيقي هو في وجوده مع الله وعبادته لله ، مجده الحقيقي هو الله، وهو القادر أن يرفع رأسه ويرد له كرامته. والله سيعطينا مجداً في السماء. وهذا ما سمعناه من الله ..."أكون مجداً في وسطها" ( زك 2 : 5 ) آية (4): "بصوتي إلى الرب أصرخ فيجيبني من جبل قدسه. سلاه." ليس معنى الصراخ هو ارتفاع الصوت ولكن معناه الصلاة من القلب بعمق. جبل قدسه = هو ملكوت الله السماوي. من هناك نسمع استجابة الله، نسمعها في قوة، فداود محروم الآن من أورشليم الأرضية لكنه على اتصال بأورشليم السماوية. والمسيح صرخ على صليبه لحسابنا فاستجاب له الله، هو صرخ كممثل عن البشرية فاستجاب له الله وخلصنا (عب7:5). الآيات (5، 6): "أنا اضطجعت ونمت. استيقظت لأن الرب يعضدني. لا أخاف من ربوات الشعوب المصطفين علىَّ من حولي." أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ = هي نبوة عن موت المسيح وقيامته بعد أن أحاط به الأعداء الذين تكلم عنهم في الآيات (1،2). وقوله أنا إضطجعت تشير لموت المسيح بإرادته (يو17:10 ، 18). وعن داود نقول أنه بعد صلاته زالت عنه حالة الإضطراب من كثرة الأعداء ونام "فالرب يعطي لأحبائه نوماً" وعجيب أن نرى داود نائماً في هدوء وأعدائه محيطين به، ولكن هذا هو "سلام الله الذي يفوق كل عقل" (في7:4). ويقول داود في (مز132) "لا أعطى لعينيَّ نوماً.. حتى أجد موضعاً للرب". فهو حين صلي وأعطى لله موضعاً في قلبه نال سلاماً عجيباً فنام. ومع كل منا يمكن أن يحدث هذا. بل في كل مرة نصاب بفتور روحي ونشابه النائمين روحياً علينا أن نستيقظ (أف14:5 + 1تس6:5 ، 7) فالنوم أي الكسل يؤدي للسقوط. فالسقوط موت والتوبة هي قيامة مع المسيح الذي إنتصر على الخطية وعلى الموت. ولو أعطانا الله حالة السلام نقول مع داود لاَ أَخَافُ مِنْ رِبْوَاتِ الشُّعُوب.. ولماذا لا يخاف، فالله أعطاه ثقة بوجوده وحمايته له = لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي. وبسبب هذه الآيات الواضحة عن المسيح نرتل هذا المزمور في ختام صلوات يوم الجمعة العظيمة ولكننا نتوقف عند قوله "أنا اضطجعت ونمت" ولا نكمل فكلمة استيقظت تشير للقيامة التي حدثت فجر الأحد. فهذا المزمور يُعتبر:
الآيات (7، 8): "قم يا رب. خلصني يا إلهي. لأنك ضربت كل أعدائي على الفك. هشمت أسنان الأشرار. للرب الخلاص. على شعبك بركتك. سلاه." هي طلبة داود ومن يصلي مع داود قُمْ يَا رَبُّ = أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا، كما أيقظ التلاميذ الرب في السفينة. هذه علامة القوة في الصلاة واللجاجة. وتؤكد عمق إيمان المرتل واختباراته في الرب الذي يعطيه الخلاص ويعطي البركة له ولكل شعبه. ونلاحظ قول داود عَلَى شَعْبِكَ = فهو الملك ولكنه لا يقول شعبي فهو يفهم أن الشعب هو شعب الله بينما هو كملك يرعى شعب الله. ونلاحظ أن المزمور يبدأ بالصراخ وينتهي بالخلاص والبركة وهزيمة الأعداء، هو صورة رائعة لصلاة الإنسان الساقط في ضيقة أو تجربة"، وكيف يخرجه الرب بهذه القوة هذه هي نتيجة الصلاة القوية، هي تملأ النفس تعزية ولا تنتهي سوى بالبركة والخلاص. أَسْنَانَ الخطاةِ = يشبه المتمردون ضد داود بالحيوانات الضارية التي تريد أن تلتهمه ولكن الرب ينزع أسلحتهم، فذراع الله لا تقصر عن أن تخلص. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ = فلا فضل للإنسان نفسه، إنما الفضل للرب الذي وحده يخلصنا من موت الخطية ويتمجد فينا. ونلاحظ أن المزمور الأول يتكلم عن المسيح البار الكامل . والمزمور الثانى عن أنه سيتجسد ليملك على العالم . والثالث يظهر أنه سيملك بالصليب . ونرتل هذا المزمور في باكر كل يوم لنذكر قيامة الرب وانتصاره على كل من قام ضده. ونذكر بركة الرب لشعبه ونتسلح في بداية يومنا بهذا الإيمان القوي. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 4 - تفسير سفر المزامير لإمام المغنين على ذوات الأوتار= داود كتب المزمور وأعطاه لقائد فريق الإنشاد (الخورس أو الكورال) ليرتلوا به مستخدمين الآلات الوترية. يرى بعض المفسرين أن داود كتب هذا المزمور أيضًا متأثرًا بموقف إبشالوم ابنه ضده ويرون أن داود كتبه بعد أن أحبطت مشورة أخيتوفل وفيها كان داود يدعو شعبه أن لا يسيروا وراء الباطل بل يقدموا توبة. فقد كان هناك من يريد إعادة تنظيم صفوف فريق إبشالوم ضد داود. وداود يقول لهم حتى متى تهينوا الكرامة الملكية التي أعطاها الله لي وتسيروا وراء الكذب، فخصومتكم ضدي هي خصومة ضد الله الذي اختارني للملك. آية (1): "عند دعائي استجب لي يا إله بري. في الضيق رحبت لي. تراءف عليَّ واسمع صلاتي." اسْتَجِبْ لِي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي = في الشدة فرجت عني (سبعينية). داود يصرخ إلى الله أن ينصره على مضايقيه ويتذكر كل الشدائد التي سانده فيها الله ولم يتخل عنه (جليات.. ) وعلينا أن نصلي دائماً ونذكر كل أعمال الله السابقة معنا "نشكر صانعالخيرات لأنه سترنا وأعاننا وحفظنا.."يَا إِلهَ بِرِّي = علامة اتضاع داود. فكل البر الذي يظهر في حياة داود أو حياتنا ليس هو إستحقاق صلاتنا وجهادنا الشخصي، لكن بر الله أى عمل الله فينا . فبئس الإنسان الذي يكون بره من ذاته. هذا هو السر أننا بعد أن نتقدم روحياً نعثر إذ نظن أننا أبرار. "لأن غاية الناموس هو المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو4:10) فربنا هو برنا. ونلاحظ أن داود لم يقل رفعت عني الشدة بل في الشدة فرجت عني أو رحبت لي، فهو مازال في شدته لكنه شعر براحة (هذه هي طريقة الله، وهذا ما حدث مع الثلاثة فتية فالله لم يرفعهم من الأتون بل جاء إليهم وأعطاهم راحة وسط النيران). وبعد أن حصل داود على هذه الراحة لم يكف عن الصلاة كما يفعل الكثيرون فيدخلون إلى الفتور بل إستمر في صلواته قائلاً= تَرَاءَفْ عَلَيَّ وَاسْمَعْ صَلاَتِي (مثال: بعد التناول علينا أن نستمر في جهادنا). المسيح تمم الفداء لكن علينا ألا نكف عن الصراخ. آية (2): "يا بني البشر حتى متى يكون مجدي عارًا. حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب. سلاه." يَا بَنِي الْبَشَرِ، حَتَّى مَتَى يَكُونُ مَجْدِي عَارًا = "لماذا تثقل قلوبكم لماذا تحبون الباطل"(سبعينية). الإنسان بطبعه ترابي يميل للأرضيات (ثقل القلب). وهذا يحدث لنا بالخطية والهموم العالمية ومحبة الدنيويات والإنشغال بها عوضاً عن الاهتمام بالسماويات التي ترفع القلب إلى فوق. ونفهم الآية عن داود، بأنه يعاتب مقاوميه بأنهم يسيرون وراء الأكاذيب التي أطلقها إبشالوم وأخيتوفل وحولوا مجد داود إلى عار. وهم بوقوفهم ضد داود الممسوح من الله يخطئون إلى الله الذي اختاره . وهذا راجع لثقل قلوبهم بسبب خطاياهم فصدقوا الأكاذيب (فالشيطان كذاب). ولكن هذه الآية توجه لكل خاطئ أحب العالم والخطية فثقل قلبه وسار وراء الباطل (العالم وأكاذيبه وخداعاته) حقاً قال سليمان عنه باطل الأباطيل. من إلهه المال يسعى وراء باطل. وهؤلاء يحولون مجد الله في حياتهم إلى عار في حياتهم. فالخطية مخادعة تظهر للناس أن فيها لذة وتخفى مرارتها. آية (3): "فاعلموا أن الرب قد ميز تقيه. الرب يسمع عندما أدعوه." الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ تَقِيَّهُ = "قد جعل قدوسه عجباً" (سبعينية) إن من يحبه الله يحيطه بعنايته ورعايته بطريقة عجيبة، حدث هذا مع المسيح ومع داود ومع كل من يطلب الله بأمانة. هي دعوة لكل متألم أن يحول أفكاره عن أحزانه الداخلية إلى الرب السماوي غير المنظور. ونحن نتمجد في السيد المسيح إن قبلنا الحياة المقدسة بعمل روحه القدوس فينا. آية (4): "ارتعدوا ولا تخطئوا تكلموا في قلوبكم على مضاجعكم واستكنوا. سلاه." "اغضبوا ولا تخطئوا"= (سبعينية) واستشهد بولس الرسول بهذه الترجمة في (اف26:4) وهي تعني أنه إن كان هناك مبرر للغضب فلا يوجد مبرر للخطأ. وعلى الإنسان أن يتخلص من حالة الغضب هذه بأسرع ما يمكن، ويا حبذا لو كان الغضب على أنفسنا بسبب خطايانا فنقدم توبة، هذا أفضل من أن نغضب على أحد. الذي تقولونه في قلوبكم إندموا عليه في مضاجعكم = بحسب السبعينية ومعناه الذي أخطأتم فيه وفكرتم فيه بسبب أي إثارة مفاجئة، قدموا عنه توبة وأنتم على فراشكم. داود هنا يحول الفراش إلى مذبح للصلاة فيبتعد الفكر عن أي أفكار شريرة أو تشتيت، فيظل الفكر مشغول بحساب النفس وإدانة النفس. وفي الترجمة العربية طبعة بيروت نجدها ارتعدوا ولا تخطئوا = فهي دعوة أن نخاف من الله فلا نخطئ، وهي دعوة داود لشعبه أن يرتعد من التمرد عليه الذي هو تمرد على الله وبهذا يخطئ. آية (5): "اذبحوا ذبائح البر وتوكلوا على الرب." إذبحوا ذبيحة البر= بعد تبكيت النفس، والتوبة، إذا اتخذت النفس قرارًا بالامتناع عن الخطية المحببة فكأنها قدمت ذبيحة بر "قدموا أنفسكم ذبائح حية". هذه النفس تقدم نفسها ذبيحة على مذبح الإيمان، فهي تتوقف عن ممارسة خطية محببة. آية (6): "كثيرون يقولون من يرينا خيرًا. ارفع علينا نور وجهك يا رب." كثيرون يقولون من يرينا خيرًا= هناك مسيحيون شكليون، إذا طلبت منهم أن يمتنعوا عن الخطية المحببة إليهم يقولون.. من يرينا الخيرات. أي ماذا يضمن لنا أننا لو توقفنا عن الخطية المحببة لنا الآن أن الله سيجازينا خيرًا في الأبدية. فهم محبون لخطاياهم متذمرون على الرب، ناكرون أعماله الحسنة، بدون إيمان، ناقدين للرب والإجابة التي يجيب بها داود، إن عربون عطايا الله في الأبدية لعبيده الأتقياء يظهر هنا على وجوه عبيده "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب" (سبعينية) فالله وهو نور يضئ علينا ونحن في ظلمة هذا العالم ويملأهم سلامًا يظهر أمام الآخرين كدليل على عمله الداخلي فيهم. وحسب الترجمة العبرية وضعت هذه الآية بروح الصلاة.. ارفع علينا نور وجهك يا رب = ليرى هؤلاء المتشككين أي سلام نحن فيه، وبنورك هذا نضئ لهم ولكل متشكك. الآيات (7، 8): "جعلت سرورًا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم. بسلامة أضطجع بل أيضًا أنام لأنك أنت يا رب منفردًا في طمأنينة تسكنني." هي شهادة داود عن عمل الله معه، فهو يشبعه ويقوده إلى ينابيع ماء حيَّة وهكذا كل مسيحي ملأه الله بروحه القدوس، ويشبع من ذبيحة القداس، ويتغذى على كلمة الله في كتابه المقدس وصار الرب يسوع موضوع شبعه، يشبع أكثر ممن يشبعون من خيرات هذا العالم، الحنطة والخمر.. الخ. بل هو يحيا في سلام وينام في سلام. ونصلي هذا المزمور في صلاة باكر لنطلب نور الله وسلامه بالرغم من المضايقين. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 5 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور رتله داود وهو ممتلئ مرارة من أخيتوفل ومن شابهه، الذين كانوا أصدقاء ومخلصين له ثم شعر بخيانتهم له. وهذا ما حدث للمسيح إذ خانه تلميذه يهوذا وقام عليه من شفاهم وكان يجول وسطهم يصنع خيرًا، طالبين صلبه، وكانوا يستهزئون به. وهناك من يرون أن الشخص الخائن هنا القائم ضد المسيح هو رمز لضد المسيح الذي سيأتي في نهاية الأيام. ونجد في هذا المزمور تضاد بين الخيرات التي ينالها ابن الله الذي يحتمي بهيكل قدس الله وبين الأخطار التي تحيق بالأشرار. والمزمور يبدأ أيضًا بصورة المفرد وينتهي بصورة الجمع، ففي عبادتنا لا يمكن الفصل بين العبادة الفردية والعبادة الجماعية. آية (1): "لكلماتي أصغ يا رب. تأمل صراخي." لكلماتي إصغ يا رب= هي صرخة داود في ألمه، وصرخة كل إنسان لله الذي يثق في أن الله يسمع ويخلص، هي صرخة الكنيسة عمومًا التي تثق في عريسها أنه يستجيب. إسمع صراخي= هو صراخ القلب. فالله قال لموسى "مالك تصرخ إليَّ هكذا" وهو لم يصرخ على الإطلاق (خر15:14). ولذلك جاءت كلمة صراخي بمعنى فكري (الكتاب بشواهد). آية (2): "استمع لصوت دعائي يا ملكي وإلهي لأني إليك أصلي." في آية (1) قال يا رب وهنا يقول يا ملكي وإلهي. وهذا التكرار المثلث يشير للثالوث. فنحن نصلي للآب وصلاتنا مشفوعة بشفاعة المسيح الكفارية وبأنات الروح القدس (الروح لا يئن بل بعمله فينا نحن نئن شاكرين ومسبحين). ولذلك يقول داود يا رب (وذلك لأن اليهود يعرفونه). داود هنا يمثل الكنيسة التي تعرف الابن والروح القدس فتقول ملكي وإلهي. ولم تقل يا ربي فهي الوحيدة التي تعرفت على الابن وعلى الروح. والتكرار يشير أيضًا إلى لجاجة داود في صلاته. آية (3): "يا رب بالغداة تسمع صوتي. بالغداة أوجه صلاتي نحوك وانتظر." بِالْغَدَاةِ تَسْمَعُ صَوْتِي = أي في الصباح فأول عمل يعمله هو الصلاة ولكننا نصليه هذا اليوم ونطلب لأجل الغد والمعنى أننا نطلب من الله أن نصلى كل العمر. والغد يشير لعهد النعمة المملوء فرحاً بخلاص الرب يسوع وأحضانه المفتوحة لنا. أما البارحة فتشير للعهد القديم. والغد يشير للحياة الأبدية حياة التسبيح الدائم. ونصلي دائماً كل صباح متوقعين مراحم الرب الجديدة كل صباح. والصباح يشير للقيامة سبب كل بركة لنا. ويشير للتبكير في الصلاة لتكريس اليوم كله لله وهذا يعطي سلام لنا وبركة لليوم كله. آية (4-6): "لأنك أنت لست إلهًا يسر بالشر. لا يساكنك الشرير. لا يقف المفتخرون قدام عينيك. أبغضت كل فاعلي الإثم. تهلك المتكلمين بالكذب. رجل الدماء والغش يكرهه الرب." لنحرص قبل أن نقف أمام الله أن نكون في حالة استعداد وندم على خطايانا، وفي حالة توبة من كل إثم وشر ومخالفة للناموس وكذب وسفك دم وغش. هكذا قال المسيح "إذا قدمت قربانك".... (مت23:5، 24). ورجل الدماء والغش هنا قد يشير للشعب اليهودي الذي صلب المسيح. وقد يشير لضد المسيح وأتباعه الأشرار. هنا نرى ليل وسواد الخطية ولذلك أتى المسيح نور العالم بعد ما أظلمت الخطية العالم. وكأن داود في هذا الوصف يصور نفسه يقف كل صباح ينتظر أن يشرق نور المسيح. آية (7): "أما أنا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك. أسجد في هيكل قدسك بخوفك." هذه الآية نقولها دائمًا عند دخولنا للكنيسة. وداود هنا يقول أنه يدخل بيت الله عكس الأشرار الذين ذكرهم سابقًا فهم لا يدخلونه وأن دخلوه فهم لا يكونون في شركة مع الله فلا شركة للنور مع الظلمة. فبكثرة رحمتك أدخل بيتك= ليس من حقي الدخول إلى بيتك إلا برحمتك. وإذا قدسنا الهيكل هكذا ينبغي أيضًا أن نحافظ على أجسادنا فهي هيكل الله. وربما داود بهذه الكلمات وهو منفي بعيدًا عن أورشليم يعبر عن ثقته في أن الله سيعيده لأورشليم ويدخل الهيكل ثانية. آية (8): "يا رب اهدني إلى برك بسبب أعدائي. سهل قدامي طريقك." هي صلاة لداود ليقوده الرب، وإن قاده الرب فسيكون طريقه هو طريق البر. ومن يريد أن يسلك في هذا الطريق سيكون في مأمن من الأعداء الروحيين الذين يمنعونه عن السلوك فيهلكن الله يحمى من يريد.طريقك= الله وضع لكل منا خطة لحياته وداود يطلب أن يسهل الله له الطريق. العالم خاضع للظلم، ولكن الله يعتني بأولاده ويظهر لهم رحمته ويدافع عنهم ويحفظهم وهو الطريق، وطريق المسيح هو الصليب، وفي رحلة حياتنا سيكون لنا ألام لنقبلها كصليب، والمسيح يعطينا أن يشترك معنا معطياً لنا سلام. الآيات (9، 10): "لأنه ليس في أفواههم صدق. جوفهم هوة. حلقهم قبر مفتوح. ألسنتهم صقلوها. دنهم يا الله ليسقطوا من مؤامراتهم بكثرة ذنوبهم طوح بهم لأنهم تمردوا عليك." الله يدين الخطاة لأجل أولاده، ويسقطهم في مؤامراتهم (هامان ومردخاي) ثم يستأصلهم. ولاحظ مواصفاتهم حلقهم قبر مفتوح= لسانهم مميت كالسيف، وضد المسيح هذا سيضل كثيرين بأكاذيبه. ولأنه قبر مفتوح فهو لا يشبع من القتلي، يضم كل يوم قتلى إنكار الإيمان. ألسنتهم صقلوها= أما لنشر عدم الإيمان، أو الأكاذيب أو النميمة والإشاعات الكاذبة أو التجديف والشتائم والكلام البطال والمعثر. وقابل هذا بقول داود عن نفسه أن "لسانه قلم كاتب ماهر" أي يكتب ويرتل ما يعلمه إياه الروح القدس. لهذا حسب كلام الأشرار سيف فهو قاتل وحسب كلام داود قلم فهو معلم. وحلقهم قبر فكلامهم ميت بلا روح وبلا حياة. ليسقطوا من مؤامراتهم= هذه نبوة وليست لعنة، أي لتفشل مؤمراتهم. الآيات (11، 12): "ويفرح جميع المتكلين عليك. إلى الأبد يهتفون وتظللهم ويبتهج بك محبو اسمك. لأنك أنت تبارك الصديق يا رب كأنه بترس تحيطه بالرضا." هي صورة عكسية للآيات (9، 10) فهنا نجد نصيب أولاد الله وفرحهم وبركتهم ونتيجة جهادهم وسهرهم يأخذون بركتهم ونصيبهم السماوي ميراثهم. لذلك ففي الترجمة السبعينية نجد اسم المزمور للتمام من أجل الوراثة. كأنه بترس تحيطه بالرضا= رضا الله على المؤمن البار هو ترس له، فكأن ترسنا هو مسرة الله ورضاه علينا. نصلي هذا المزمور في صلاة باكر لنذكر مقاومي الرب ونمتلئ رجاء في أن الله يسندنا وسط ضيقات وخيانات الأشرار في وسط هذا العالم. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
تفسير سفر المزامير ( مزمور 6 ) هذا المزمور من أروع مزامير التوبة ويجب على المؤمن أن يردده باستمرار. وداود كان نبيًا باكيًا مثل أرمياء. وعلى كل متألم أن يفعل مثله. والمزامير الثلاثة السابقة كانت تتحدث عن ألام الأبرار بسبب مضايقين خارجيين، وفي هذا المزمور وباقي مزامير التوبة نجد أن داود البار يعاني بسبب خطيته هو (مزامير التوبة 6، 32، 38، 51، 102، 130، 143). وغالبًا قالها داود بسبب خطاياه وأشهرها خطيته مع امرأة أوريا. ولهجة المزمور تناسب الإنسان التائب فهي تعبر عن شدة الحزن على إرتكاب الخطية، وفيها بكاء وفيها كراهية للخطية وفيها أيضًا رجاء في مراحم الله. ونرى هنا داود يرى أثار الخطية وكيف أنها أثرت على نفسه (حزن شديد) وعلى جسده (عظامي قد رجفت). الآيات (1-3): "يا رب لا توبخني بغضبك ولا تؤدبني بغيظلك. ارحمني يا رب لأني ضعيف اشفني يا رب لأن عظامي قد رجفت. ونفسي قد ارتاعت جدًا. وأنت يا رب فحتى متى." اعتراف بالخطايا بالرغم من كل إنذارات الله وسماع صوته، وإذا وقفنا أمام الله فلا نطلب إلا الرحمة، فنحن دنسنا أجسادنا وأسأنا لربنا الذي قدم لنا دمه وأسأنا لروحه القدوس الساكن فينا، ليس لنا وجه أن نطلب سوى الرحمة. إشفني= من أمراضي الجسدية= عظامي قد رجفت.. وأمراضي النفسية= نفسي قد ارتاعت والمسيح هو الطبيب الماهر الذي يقدم الشفاء للأمراض المستعصية. وداود لم يطلب أن لا يبكته الله أو يوبخه "فالروح القدس هذا هو عمله أن يبكت" (يو8:16) ولكن داود يطلب أن لا يكون هذا التبكيت يصاحبه سخط وغضب الله= لا توبخني يا رب بغضبك بل بكتني كأب يبكت إبنه، لا أريد أن أشعر أنني إنسان منبوذ، وغضب الله يُفنى أما حبه الأبوي فيصلح ويجبر ويخلص. وهنا نجد اعتراف داود بأنه ضعيف= وهكذا ينبغي أن نقف أمام الله شاعرين بأننا لا نقدر أن نخلص أنفسنا طالبين مراحم الله. وأنت يا رب فحتى متي= هنا شعر المرتل بعجزه، وأن خطيته تستحق الغضب الإلهي وأن كيانه كله (جسده ونفسه) أخذ في الأنهيار، فصرخ لا تتركني إلى النهاية، إلى متى تتركني أعاني، إلى متى يا رب تنسانا نتيجة لأعمالنا الشريرة. الآيات (4،5): "عد يا رب نج نفسي. خلصني من أجل رحمتك. لأنه ليس في الموت ذكرك. في الهاوية من يحمدك." لا تتركني ولا تهملني ولا تنساني بسبب خطاياي بل قم يا رب أيقظ جبروتك وهلم لخلاصنا، لأجل مراحمك نجني، لأن العمر الحاضر فقط هو زمان التوبة= ليس في الموت ذكرك. وقوله عُد يا رب= الله موجود في كل زمان وفي كل مكان. . ولكن قوله عُد إشارة لحضور النعمة حيث يسكن وسط شعبه، في داخل قلوبهم، معلنًا إتحادهم به. وإذ يشعرون بوجوده تكون لهم راحة، فأمَّر الضيقات على الإنسان هي التي فيها يشعر بغياب الله. لذلك يقول إرجعوا إلىّ أرجع إليكم (زك3:1). فقوله عد تفهم بأن إجعلني أعود يا رب إليك لتعود بحضورك إلىَّ. خلصني من أجل مراحمك= أنا لا أستحق الخلاص ولكن خلصني من أجل رحمتك. الآيات (6،7): "تعبت في تنهدي. أعوم في كل ليلة سريري بدموعي أذوب فراشي. ساخت من الغم عيني. شاخت من كل مضايقي." هي آيات تظهر أن المزمور مزمور توبة. هنا يحقق ما قاله في (مز4:4). ساخت من الغم عيني= تعكرت من الغضب عيناي (سبعينية). وغضبه هنا موجه إلى أعدائه الروحيين الذين أسقطوه في الخطية وهم محبة العالم وإغراءاته وشهوات الجسد والشيطان وحيله (فحربنا ليست مع لحم ودم بل مع قوات شر روحية). ولاحظ أنه يبكي في الليل، حيث لا يراه إنسان فعلاقتنا مع الله علاقة خاصة في المخدع وهو في الليل يبكي يشير للخطية فالليل يشير لظلمة الخطية (في المساء يحل البكاء وفي الصباح السرور). أعوم كل ليلة سريري= التوبة هي معمودية ثانية. كل هذا الإنسحاق وهو الملك العظيم، لكن مركزه لم يمنعه من الإنسحاق أمام الله. ومن لا يخاف ويبكي إذا تذكر دينونة الله الرهيبة. الآيات (8-10): "ابعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم. لأن الرب قد سمع صوت بكائي. سمع الرب تضرعي. الرب يقبل صلاتي. جميع أعدائي يخزون ويرتاعون جدًا. يعودون ويخزون بغتة." علامة التوبة الحقيقية هي ترك كل أصدقاء السوء وكل علامات الخطية فمتى ترك مكان الجباية، وزكا ترك أمواله وداود هنا يقول إبعدوا عني يا جميع فاعلي الإثم وتأمل إضطراب داود في أول المزمور وثقته في استجابة الله وقبوله لتوبته. ولنعلم أن من ضمن فاعلي الإثم هم الشياطين الذين يشككون في قبول التوبة. ولذلك يرد داود عليهم بثقة الرب سمع صوت تضرعي. وسلاح داود في محاربة هؤلاء الأعداء هو الصلاة، وهو أحس وشعر بأن الله استجاب لدموعه، إذ ملأه قوة جديدة فتغيرت نغمة صلاته واستعاد هدوءه بل صار يتكلم بفرح، فالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز5:126). ونصلي المزمور في باكر لنذكر هذه القوة والفرح وقبول التوبة. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
تفسير سفر المزامير (مزمور 7) العنوان: شجوية= لا يمكن تحديد المعنى تمامًا، وربما تعني مرثاة أو صراخ عالي حينما كان المرنم في حالة ارتباك من الاضطهاد الواقع عليه. وقيل أنها مشتقة من كلمة عبرية معناها يتجول تائهًا بسبب هروبه من شاول وارتباكه بسبب هذا. كوش البنياميني= لم يذكر الكتاب أن هناك شخصًا بهذا الاسم قد تكلم على داود، لذلك وجدت عدة أراء لتفسير هذا الاسم. فالبابا أثناسيوس الرسول والقديس باسيليوس الكبير قالا أنه حوشاي الأركي الذي أبطل بحكمته مشورة أخيتوفل وأسماه البنياميني أي ابن اليمين لأنه كان أمينًا مع داود. وقال آخرون أن كوش هو شمعي الذي شتم داود. وربما هو صديق لشاول كان يوقع بينه وبين داود كلما هدأ شاول من جهة داود. أو هو شاول نفسه واسماه كوش أي أسود بسبب أعماله. وسواء كُتِبَ هذا المزمور أثناء اضطهاد شاول لداود، أو أثناء خيانة إبشالوم له فالله أنقذه من مؤامرات أعدائه. وفي هذا هو يرمز للمسيح المتألم الذي استجاب له الآب. الآيات (1،2): "يا رب الهي عليك توكلت. خلصني من كل الذين يطردونني ونجني. لئلا يفترس كأسد نفسي هاشمًا إياها ولا منقذ." كل الذين يطردونني= بصيغة الجمع.. يفترس كأسد= بصيغة المفرد. فكان كثيرون يضطهدون داود. ولكن كان واحدًا وهو كأسد زائر وراء كل هذا الاضطهاد وهو إبليس. ونرى هنا إتكال داود الكامل على الله، وطلبه الخلاص من يده. ولاحظ قوله أيها الرب إلهي= فأنت رب الخليقة كلها وضابط الكل، وأنت إلهي أنا بوجه خاص. ولقد أضطهد إبليس آدم فطرد من الجنة، واضطهد المسيح. وهو استبعد آدم وخطف نفسه ولكنه لم يستطع هذا مع المسيح فالمسيح كان بلا خطية. الآيات (3-5): "يا رب الهي إن كنت قد فعلت هذا إن وجد ظلم في يديّ. إن كافأت مسالمي شرًا وسلبت مضايقي بلا سبب. فليطارد عدو نفسي وليدركها وليدس إلى الأرض حياتي وليحط إلى التراب مجدي. سلاه." ربما ينطبق هذا على داود، وأنه كان كملك عادل، وكان بقدر استطاعته بارًا أمام الله. ولكنه هنا يتنبأ عن المسيح الكامل الذي بلا خطية. وبينما استعبد إبليس آدم وبنيه بسبب سقوطهم، لم يستطيع هذا مع المسيح لكماله وبره. ونلاحظ أن الله قال للحية تأكلين ترابًا، فكل من يعيش في تراب هذا العالم وتستهويه شهواته يصبح ترابًا ومأكلًا لإبليس. لذلك علينا أن نقارن حالنا مع ما قاله داود هنا فهو لم يوجد في يده ظلم ولما يكافئ أحد شرًا حتى الذين ضايقوه، وفي هذا طبق داود تعليم العهد الجديد. فإن كنا هكذا فعلًا لا يقوى علينا إبليس ولا يدوسنا والمسيح قَبِلَ أن يموت بعد أن أخلى ذاته حتى لا نموت نحن ونداس من إبليس. وهناك من يعترض على داود أنه يذكر بره وقداسته. ولكن الأغلب أن هذا لم يكن في فكر داود فكل مزاميره تنطق بالانسحاق. ولكنه يذكر أنه برئ من التهم المزورة التي الصقها بها أعداؤه. وبالنسبة لنا حين نقرأ هذا ونصلي به فعلينا أن نبكت أنفسنا. وإن كانت نبوة عن المسيح فهو البار وحده. الآيات (6-10): "قم يا رب بغضبك ارتفع على سخط مضايقيّ وانتبه لي. بالحق أوصيت. ومجمع القبائل يحيط بك فعد فوقها إلى العلى. الرب يدين الشعوب. اقض لي يا رب كحقي ومثل كمالي الذي فيّ. لينته شر الأشرار وثبت الصدّيق. فان فاحص القلوب والكلى الله البار. ترسي عند الله مخلّص مستقيمي القلوب." صورة في موقع الأنبا تكلا: الرب "فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى" (سفر المزامير 7: 9؛ سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 23)، يد تحمل قلب، الحب داود يلجأ لله ليكون ترس له أي يحميه من مؤامرات الأعداء. وبالمعنى النبوي نجده يتنبأ عن عمل المسيح في صلبه= ارتفع. في قيامته= قُم. ثم بصعوده= عُد فوقها إلى العلي. فالمسيح بعد أن ارتفع على الصليب قام من الأموات. ولكنه في كل حين هو في وسط كنيسته= ومجمع القبائل يحيط بك. وكان نداء داود عد إلى العلي هو لكي تصعد باكورتنا إلى السماء. والرب يدين الشعوب= فالدينونة أعطيت للابن (يو22:5). فالله أدان إبليس وأتباعه، وفي اليوم الأخير سيلقي في البحيرة المتقدة بالنار. ولقد بدأت الدينونة بالصليب. أما داود فهو يسلم قضيته بين يدي الله لكي يدين الله أعداؤه ويحكم له وينصفه، فالله وحده هو الذي يعرف براءته فهو فاحص القلوب والكلى. هو الله البار= الله العادل. ونلاحظ أن داود هنا لا يطلب فناء الشرير بل قال لينته شر الأشرار= هو يطلب لهم التوبة. وهكذا ينبغي أن نصلي. وثبت الصديق= حتى لا يسقط في غوايات إبليس، وحتى يحتمل آلام الأشرار كما ثبت الله الشهداء في إيمانهم إلى النفس الأخير (مت13:24). وقوله قم هو صرخة كل متألم حتى يرفع الله الظلم عنه، ففي وسط الضيق يظن الإنسان أن الشر قد انتصر، فيصرخ إلى الله ليقوم ويحقق العدل. وقوله عُد فوقها إلى العلى وارتفع على سخط مضايقيّ= أي إظهر أنك فوق هؤلاء الأشرار وتمجد أمامهم. مجمع القبائل= مجمع الشعوب أي كنيسة المسيح. الآيات (11-13): "الله قاض عادل واله يسخط في كل يوم. إن لم يرجع يحدد سيفه. مدّ قوسه وهيّأها. وسدد نحوه آلة الموت. يجعل سهامه ملتهبة." المرتل ينبه الأشرار حتى يرجعوا بالتوبة، فإن لم يرجعوا سيضربهم الله. إن لم يرجع الشرير عن شره يحدد الله سيفه. فعدل الله حاد كالسيف وماضٍ كالسهم. والله قبل أن يقتل الجسد بسهامه، يوجه سهامًا معنوية للضمير لعله يتحرك ويتوب. وهذه السهام المعنوية هي كلمته وكرازته. وضربات الله للشرير تتدرج لتصل إلى الموت فعلًا. الآيات (14-17): "هوذا يمخض بالإثم. حمل تعبا وولد كذبا. كرا جبّا. حفره فسقط في الهوة التي صنع. يرجع تعبه على رأسه وعلى هامته يهبط ظلمه. احمد الرب حسب بره. وأرنم لاسم الرب العلي." آية (14) هي ما ردده يعقوب في (يع14:1،15). فمن يتحد بالمسيح يكون له ثمار الروح. ومن يتحد بإبليس ينجب كذب وخداع وعنف وقلق وتعب. فالخطية يصحبها فقدان السلام. وتنتهي بأن ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد. كرا جبًا= أي حفر حفرة فسقط فيها (أم27:26 + جا8:10). يرجع تعبه على رأسه= (حز31:22) وهذا يقوله داود عن كل من دبَّر له شرًا، فكل ما يدبره الأعداء سيرتد على رؤوسهم وهذا ما حدث مع هامان. رمزًا لما حدث مع المسيح، فقد تآمر يهوذا عليه وكان في نهايته درسًا لكل من يقف في وجه الله. وكان أخيتوفل يرمز ليهوذا. ثم ينهي المرنم مزموره بتسبيح الله العلي، الذي يتعالى على كل أعدائه ويتمجد فيهم. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 8 - تفسير سفر المزامير هو مزمور تسبيح لله على كل أعماله التي تنطق بمجده. ويلخص داود أعمال الله في:- 1. مجد الله ظاهر في السموات فهي عمل يديه.. القمر والنجوم وكل ما فوقنا. 2. التسبيح الذي يخرج من فم الأطفال. فالطفل بصعوبة يتعلم ولكنه بسهولة يسبح الله ويحبه. 3. الله الديان بعدل تظهر قداسته في دينونته، وفي دينونته يسكت العدو والمنتقم. 4. خلقة الله للإنسان، وكون الإنسان ينقص قليلًا عن الملائكة، وأن الله يعطي سلطانًا للإنسان. 5. قد ينشأ في داخل الإنسان شعور بتفاهته وأنه لا يساوي شيء (هذا شعور هام من الناحية الروحية لاكتساب فضيلة التواضع).. ولكننا نرى الجانب الآخر ليكون مفهوم التواضع صحيحًا أن الله يحب الإنسان وأعطاه سلطانًا ومن أجله تجسد وافتدى الإنسان. إذًا فالإنسان مهم جدًا عند الله. وأن الله أعد مجدًا للإنسان. وهذا المزمور اتخذ رمزًا ونبوة صريحة عن المسيح في العهد الجديد ولنراجع:- 1. (مت16:21) فتسبيح الأطفال حدث فعلًا في دخول المسيح إلى أورشليم. وكلما عدنا لمرحلة الطفولة وبساطتها يسهل أن نسبح الله "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل هؤلاء الأطفال.." (مت3:18). 2. (عب6:2-8) ونقارنه مع الآيات (4-6) من المزمور. فبولس الرسول رأى في هذا نبوة عن المسيح الذي أنقص عن الملائكة بكونه صار إنسانًا ومات. ولكنه تكلل بالمجد والكرامة في قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب. 3. (1كو27:15) ونقارنها مع آية (6) تسلطه على أعمال يديك، جعلت كل شيء تحت قدميه ونرى هنا خضوع الخليقة كلها للمسيح. فالله خلق آدم وأعطاه سلطانًا على جميع المخلوقات وفقده بالخطية، وخسر كل المجد الذي كان فيه. ولكن المسيح جاء ليعيد للإنسان المجد الذي خسره "بمجد وبهاء تكلله"، فأي مجد صار لنا بالخلاص الذي قدمه المسيح. لقد صار لنا مجد أولاد الله لأننا سنصير مثله تمامًا. (1يو1:3، 2 + في21:3). فهذا المزمور الذي يتحدث عن مجد الله في خلقته للطبيعة وللإنسان، يتحدث أيضًا عن عمل المسيح ليعيد المجد للإنسان بعد أن فقده بخطيته. فنرى في هذا المزمور محبة الله للإنسان وعنايته به، والمجد الذي أعد لنا وشركة الحياة الأبدية مع الرب يسوع. على الجتية= ربما هي آلة موسيقية، أو لحن موسيقي مشهور في جت (مدينة فلسطينية وكان لداود علاقة وثيقة بها، وكان حرسه الخاص من جت. وفي العبرية كلمة جت تعني معصرة لذلك ترجمتها السبعينية على المعاصر. ولنقارن مع عنوان المزمور التاسع "على موت الابن" لنرى الارتباط، فالابن يسوع حين مات داس المعصرة وحده بصليبه (أش3:63) آية (1): "أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات." أَمْجَدَ اسْمَكَ = فإسمه يدعي عجيباً (اش6:9)، "باسم يسوع الناصري قم وإمش" (أع6:3 + أع12:4). (تدريب= الالتزام بصلاة يسوع ) "يا ربي يسوع المسيح إرحمني أناالخاطئ"جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ = فالملائكة في السموات عملها تسبيح الله. والنفس التي تسبح الله تكون في السموات وتشترك مع الملائكة في تسابيحها. آية (2): "من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم." من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدًا= الأطفال هم المولودين جديدًا في المعمودية وبالتوبة، هم من عادوا من خطيتهم بتوبتهم ليشبهوا الأطفال في بساطتهم وطهارتهم والرضع هم من يرضعون تعاليم الكتاب المقدس (1كو1:3، 2). بسبب أضدادك لتسكيت عدو ومنتقم= اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء، واختار ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.. (1كو27:1، 29). فهؤلاء الأطفال الروحيين يهزمون جبابرة العالم (2كو4:10،5). آية (3): "إذا أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها." القمر يشير للكنيسة والنجوم يشيرون للقديسين. ما جعلهم نورًا هكذا هو عمل الروح القدس = أصابعك. آية (4): "فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده." من هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده= الإنسان عزيز جدًا في عيني الله وهنا المرتل يتعجب لهذه المحبة التي بسببها افتقدنا الله بفدائه. آية (5): "وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلله." هي عن المسيح الذي بتجسده صار أنقص قليلًا عن الملائكة لأنه أخذ جسدنا ومات ثم تمجد في قيامته. والإنسان بوضع عام أقل قليلًا من الملائكة بسبب جسده الذي اتخذه المسيح فشابه الإنسان تمامًا، وذلك ليعيد للإنسان مجده= بمجد وبهاء تكلله هذه تقال عن المسيح بعد صعوده، وتقال للإنسان الذي آمن وثبت في المسيح فصار وارثًا. الآيات (6-8): "تسلطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه. الغنم والبقر جميعًا وبهائم البر أيضًا وطيور السماء وسمك البحر السالك في سبل المياه." هذا السلطان كان للإنسان قبل سقوطه (تك28:1). ونرى صورة للسلطان الذي عاد للإنسان على الخليقة بعد الفداء في قصة مثل الأنبا برسوم العريان والثعبان. الآية (9): "أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض." لا يختم المرتل تأملاته في المزمور بسلطان الإنسان بل بمجد الله وهو نفس ما قاله في آية (1) فالمجد في البداية والنهاية هو لله، ومجد الإنسان عطية منه. نصلي هذا المزمور في باكر، فبعد ما صلينا (مز6) مزمور التوبة نرى هنا أمجاد التوبة. ونرى المسيح الذي توج بالمجد والكرامة بعد أن قام وصعد للسموات. |
||||
15 - 01 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 9 - تفسير سفر المزامير في النسخة السبعينية نجد المزموران (9، 10) كلاهما عبارة عن مزمور واحد هو رقم (9) وهناك أسباب كثيرة تؤكد وحدة المزمورين: 1. ثمة نسق هجائي عبراني، أو تركيب لغوي (ألفا بيتا) ممتد في المزمورين. 2. لا يوجد عنوان للمزمور العاشر، وهذا يؤكد أنه امتداد للمزمور التاسع. 3. استمرارية الأفكار فمزمور (9) يتكلم عن الأعداء الخارجيين، ومزمور (10) يتكلم عن الأعداء الداخليين الذين يظلمون المساكين. ولكن كلاهما يتكلم عن أزمنة الضيق. غالبًا فداود رنم هذا المزمور بعد انتصاره في إحدى معاركه ضد أعداء شعبه. على موت الابن= قد تعني أن نغمة المزمور على لحن مشهور بهذا الاسم. وهناك من قال أنه قالها بعد انتصاره على قوات إبشالوم وموت إبشالوم ابنه. إلا أنه من الناحية النبوية يشير لموت المسيح الابن الوحيد بالجسد ليعطينا الخلاص وهذا هو سبب الفرح والتهليل والتسبيح في المزمور. الآيات (1، 2): "احمد الرب بكل قلبي. احدث بجميع عجائبك. افرح وابتهج بك أرنم لاسمك أيها العلي." صلاة شكر لأجل الانتصار على عدو، وأولاد الله لا يكفون عن شكره على كل أعمال محبته، فهم أدركوا محبته وعنايته وحكمته حتى في الآلام التي تحل بهم لذلك تصلي الكنيسة شاكرة الله على كل حال.. بكل قلبي= فمن يحب الله من كل قلبه سيشكره من كل قلبه أي بكل همة ونشاط. ومن يتأمل في أعمال الله معه سيجد أعماله كلها عجيبة وكل اليوم وكلها بحكمة تصنع. وإذا فهمنا أن المزمور يتحدث عن الخلاص الذي تم بالصليب. أفرح وابتهج بك= من يفرح بالعالم يفرح بشيء فانٍ سينتهي وربما يفرح اليوم وينتهي الفرح في الغد، أما من يفرح بالله ففرحه دائم كامل أبدي. آية (3): "عند رجوع أعدائي إلى خلف يسقطون ويهلكون من قدام وجهك." رجوع الأعداء لخلف حدث مع داود حينما سقط عدوه جليات. وحدثت حينما أتى اليهود للقبض على المسيح وقال لهم أنا هو فسقطوا، وحدثت في اندحار إبليس حينما حاول أن يجرب المسيح على الجبل وحدثت في معركة الصليب. وتحدث في حياة كل منا حين يغلب المسيح إبليس فينا (رؤ2:6). فالمسيح هو قائد مسيرتنا (راجع3:18-6). الآيات (4-9): "لأنك أقمت حقي ودعواي. جلست على الكرسي قاضيا عادلا. انتهرت الأمم. أهلكت الشرير. محوت اسمهم إلى الدهر والأبد. العدو تم خرابه إلى الأبد. وهدمت مدنا. باد ذكره نفسه أما الرب فإلى الدهر يجلس. ثبّت للقضاء كرسيه. وهو يقضي للمسكونة بالعدل. يدين الشعوب بالاستقامة. ويكون الرب ملجأ للمنسحق. ملجأ في أزمنة الضيق." جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلاً = بعد صعود المسيح جلس عن يمين الآب والابن أُعطِيَتْ له الدينونة (يو22:5). وحين يأتي على السحاب سيدين الأحياء والأموات. بل هو يجلس أيضاً كملك في قلوب محبيه ويدين الخطية فيهم أي ينزعها من داخلهم إذ ملكوه عليهم فينزع الكرسي الذي إمتلكه إبليس في قلوبهم ويجلس هو عليه. انْتَهَرْتَ الأُمَمَ = بالنسبة لداود فالأمم هي الأمم الوثنية التي حاربته ونفهم الأمم بالنسبة لنا أنها الخطايا والشرور، فحينما يملك المسيح ينتهر خطايانا ويبكتنا عليها فلا شركة للنور مع الظلمة. أَهْلَكْتَ الشريرَ = هذا يشير لإبليس أو أى شخص يتحرك بحسب أوامره. مَحَوْتَ اسْمَهُمْ إِلَى الأبدِ = بعد الصليب لم يعد للشيطان قوة ولا سلطان لمن يتبع المسيح. هَدَمْتَ مُدُنهم = المدن عادة محصنة، وهكذا كان إبليس ولكن المسيح هدم كل قوته ومَنَعَتَه. فصار يسهل على كل المؤمنين هزيمته بإسم المسيح وإشارة الصليب. وصار الله ملجأ لنا. مَلْجَأً للْمُنْسَحِقِ = كل متواضع يعرف ضعفه ويلجأ للمسيح يحتمي فيه، يغلب إبليس. آية (10): "ويتكل عليك العارفون اسمك. لأنك لم تترك طالبيك يا رب." العارفون اسمك= اسم الله يعني شخصيته وقوته، ومن يختبرها يلجأ إليه وحده. آية (11): "رنموا للرب الساكن في صهيون. اخبروا بين الشعوب بأفعاله." من يعرف أعمال الرب عليه أن يسبحه على محبته، وبتسبحته يخبر الآخرين ويكرز بها. الآيات (12-20): "لأنه مطالب بالدماء. ذكرهم. لم ينس صراخ المساكين. ارحمني يا رب. انظر مذلتي من مبغضيّ يا رافعي من أبواب الموت. لكي احدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون مبتهجا بخلاصك. تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها. في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم. معروف هو الرب. قضاء أمضى. الشرير يعلق بعمل يديه. ضرب الأوتار. سلاه. الأشرار يرجعون إلى الهاوية. كل الأمم الناسين الله. لأنه لا ينسى المسكين إلى الأبد. رجاء البائسين لا يخيب إلى الدهر. قم يا رب. لا يعتزّ الإنسان. لتحاكم الأمم قدامك. يا رب اجعل عليهم رعبا. ليعلم الأمم أنهم بشر. سلاه." نرى فيها إنتقام الله من الأشرار، ورحمته وخلاصه للمساكين. مُطَالِبٌ بِالدِّمَاءِ ربما تشير لأعداء داود القتلة ولكنها تشير لإبليس الذي أهلك الإنسان (يو44:8). والله سيطالب الأشرار بكل دم سفكوه للشهداء (تك10:4). انْظُرْ مَذَلَّتِي مِنْ مُبْغِضِيَّ = فإبليس يثيرنا بالشهوة وإذ سقطنا يذلنا. يَا رَافِعِي مِنْ أَبْوَابِ الْمَوْتِ = المسيح خلصنا من موت الخطية. ومن تحرر يسبح = لِكَيْ أُحَدِّثَ بِكُلِّ تَسَابِيحِكَ فِي أَبْوَابِ ابْنَةِ صِهْيَوْنَ = الكنيسة وقولهأبواب المقصود به أنه سيخبر كل الداخلين للكنيسة بأعمال الرب.مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ = عدالته معروفة وستظهر حين يدين الأشرار ويكافئ الأبرار. وعندما يصل المرتل في آية (16) لعقاب الله للشرير يقول ملحوظة.. ضَرْبُ الأَوْتَارِ. وأصل الكلمة هيجايَّون وقد تترجم بوقفة موسيقية أو وقفة خشوعية للتأمل فيما قيل. وفي (20) أَنَّهُمْ بَشَرٌ = أي يسمح الله ببعض المخاوف للأمم = إجعل عليهم رعبا لِيَعْلَمَ الأُمَمُ أَنَّهُمْ بَشَرٌ وذلك ليبعد عنهم كبرياءهم ويعرفوا أنهم ضعفاء وأنك أنت الإله القوي وحدك. وهذا حدث كثيرا فى الكتاب المقدس مثلا حين أرعب الله فرعون وجنوده عند مطاردتهم الشعب . |
||||
|