وهذا الإنفصال يحدث علي ثلاثة مستويات: انفصال الروح عند الجسد (مز 104 : 29)، وانفصال الروح عن الخالق أدبيا (أف 2 : 1)، اللذان بدورهما يقودان في النهاية - ما لم يتغمدنا المخلص برحمته - إلي انفصال الإنسان نفسا وجسدا عن الله أبديا أو ما يسميه الوحي بالموت الثاني مقابلة بالموت الأول الذي تنفصل فيه الروح عن الجسد (رؤ 20 : 14). وفي اعتقادنا في أن السبب في عدم تمييز الكتاب المقدس صراحة أو لفظا بين موت جسدي وآخر روحي ، هو أنه لا يمكن لأحدهما أن يحدث دون الآخر ، لهذا جاء التمييز فقط بين موت أول وموت ثان. وإذا كان الموت يعني الإنفصال بمعانيه الثلاث التي ذكرناها فبذلك يكون الموت أمر غير طبعيي ولم يكن مشيئة الله التي تسره من جهة الجنس البشري. لأنه لا يمكن أن تكون مشيئة الله من جهة الإنسان الذي خلقه ورآه حسن جدا هو انفصام عُري كيانه عن بعضها البعض وانفصال هذا الكيان بجملته عنه أيضا.