رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23
تعليق : يعتمد موقعنا على تقسيم بطاركة الأقباط بالنسبة لأعمالهم إلى ثلاث طبقات العليا : وتشمل عظماء بطاركة الأقباط .. الوسطى : الذين تساوت أعمالهم الجيدة مع السيئة - الطبقة السفلى : وهى فئة البطاركة الذين لم يقدموا للمسيحية شيئاً كما أنهم أسائوا إلى الشعب بتصرفاتهم ,اضاعوا كثيراً من رعيتهم ، ولم يكونوا أمناء فى تبشيرهم بالمسيح ، أو إنهم إنجرفوا نحو إدارة أملاك الكنيسة أكثر من الرعاية ، أو انهم بنوا المعابد ولم يهتموا بالعابد . إن تاريخ حياة البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 ملئ بالأحداث وقد سجل المؤرخون جميعهم جوانب مضيئة وجوانب مظلمة فى تصرفات البابا ثاؤفيلس وقد دخل هذا البابا التاريخ من أوسع أبوابه لأنه يرجع إليه الفضل فى القضاء على عبادة الأوثان فى مصر وما كان يصاحبها من تقدمات بشرية ولكن أخذ عليه المؤرخون أيضاً تصرفه المشين مع القديس يوحنا ذهبى الفم والأخوة الطوال ، ولولا هذه التصرفات لأعده المؤرخون من طبقة عظماء بطاركة الكنيسة القبطية فى مصر ، ولكن وضعوه فى الطبقة الوسطى منها . وفى تقدير الموقع أن البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 كان عملاقاً وقزماً فى عصره فقد بدأ عملاقاً ودمر الهياكل والتماثيل الوثنية . وكان قزماً عندما هاجم الأديرة بقوة مسلحة وطرد ونفى الأخوة الطوال ومعهم 300 راهب ، ونفى قديساً من أعظم قديسى الكنيسة وهو يوحنا ذهبى الفم الذى مات والأصح قتلوه فى المنفى من الأجهاد بدأ بدءاً حسنا وأنتهى بنفى القديس يوحنا ذهبى الفم الذى ما زالت كلماته تقرأ حتى هذا اليوم ، ويكفى أن نقول أنه لا أحد اليوم يتذكر البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 ولكن جميع المسيحيين فى العالم بما فيهم الكنيسة القبطية يعرفون من هو هذا الذهبى الفم . عاصر هذا البابا كل من الأباطرة تيودوسيوس الكبير وأركاديوس وثيودوسيوس الثانى (الصغير) ظل الوثنيين يقتلون المسيحيين ويضطهدوهم طيلة قرون وأعتمدوا على الفلسفة الوثنية كما أعتمدوا على سلطة الدولة وقوة جيشها قتلوا الملايين ولكنهم بدأوا فى الإنهيار بعد تأسيس الأقباط مدرسة الإسكندرية فتلاشت مدرستهم الفلسفية وبدأ الأقباط ينشئون الكنائس ولكن ظلت المعابد تقدم عليها الذبائح . بعد أن تنيح البطريرك البابا تيموثاوس الأول البطريرك رقم 22الملقب بالفقير إختير ثاؤفيلس ليكون البابا رقم 23 ، وقد كان كاتب سر للبطريرك البابا أثناسيوس . البطريرك السكندري البابا "ثاوفيلوس (23)" (385- 412م) عاصر هذا البابا الآباطرة : تيودوسيوس - والأمبراطور أركاديوس Arcadius وزوجته الأمبراطورة إيدوكسيا AELIA EUDOXIA - وثيودوسيوس الثانى ، تنبأ عنه البابا أثناسيوس الرسولي بأن "ثاوفيلوس "سيكون مطرقة قوية لهدم معابد الوثنيين" ، وحدث تحول فى أيام الإمبراطور الروماني الأرثوذكسي "ثيئودوسيوس الكبير" (378- 395م) فقد أمر بتعميم الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية الشرقية ( البيزنطية). قال عنه يوحنا النيقاوى (1) : " أنه ولد من والدين مسيحيين فى مدينة ممفيس ، تيتم ثاؤفيلس وهو فى مهد الطفولة وكانت له اخت صغيرة أيضاً فكلف أبيهما أمر تربيتهما جارية حبشية كانت ملكاً له ، ، فحدث ذات ليلة قبل شروق الشمس أن الجارية أخذت الطفلين إلى هيكل ألالهة الكاذبة سيرابيس وكان فيه تمثالاً لـ أرطاميس وأبولون وذهبت لعبادة الالهة حسب عادة الوثنيين ولم يكد أرجل الطفلين تطآن أرض الهيكل حتى سقطت الأصنام على الأرض وتحطمت تحطيماً (2) فخافت الجارية إقتصاص الكهنة الوثنيين منها ففرت هاربة وجائت بالطفلين إلى بلدة نقيوس ولكنها لم تستقر فيها طويلاً لأنها أحست أن أهالى المدينة قد يمكن أن يسلموها إلى كهنة الأصنام ، فذهبت مرة ثانية إلى الإسكندرية ، وكأن إلهاماً من الروح القدس قد اوعز لها أن تأخذ الطفلين إلى إحدى الكنائس لكى يتسنى لها فهم عبادة المسيحيين بطريقة واضحة ، فحينما دخلوا من باب الكنيسة وجلسوا على مقربة من المنبر نظر إليهم البطريرك الأنبا اثناسيوس الرسولى ، وامر بإبقاء هؤلاء الأشخاص فى الكنيسة ، إلى ما بعد نهاية الخدمة ، فلما أنتهت الصلاة أحضروا الجارية والطفلين أمام البابا اثناسيوس فوبخ الجارية لأنها ذهبت بأبناء والدين مسيحيين إلى هيكل الوثن ثم اوضح لها أن هذه ألالهة كاذبة لا تفهم ولا تعى ولا مقدرة لها على مساعدتها فى شئ فضلاً عن أنها تحطمت أمام ولدين صغيرين ، ثم قال لها : " من ألان فصاعداً يبقى هاذان الطفلان فى قبضة يدى " فلما رأت الجارية ان البابا اثناسيوس عرف كل شئ بدون أن تخبره بما فعلت ، طرحت نفسها على قدمى البطريرك وطلبت منه ان يعمدها لكى تصير مسيحية ، فقبل البابا اثناسيوس وحقق طلبها بفرح وعمد الثلاثة معاً ثم وضع الصبية فى دير بقيت فيه حتى يوم زفافها برجل من بلدة المحلة (غربية) وفيها ولدت النبا كيرلس الذى اطلق عليه المؤرخون " النجم المشرق " الذى صار بنعمة الرب بطريركاً بعد خاله ثاؤفيلس أما ثاؤفيلس فبعد عمادة ألبسوه الحلة البيضاء (التونية) ووضعوه مع الطلاب الدارسين بالكنيسة فنشب فى خوف الرب فنهل العلوم المسيحية وتضلع فى معرفة الكتب المقدسة وكان مطيعاً لأوامرها سائراً حسب شريعة الرب . ثم ترقى إلى رتبة شماس ثم إلى رتبة الكهنوت ، وأخيراً أختير للكرسى البطريركى ، فأضاء الإسكندرية كلها بنور إيمانه الذى كان ينعكس على من حوله ، ففاز بإستئصال عيادة الأصنام من جميع المدن المصرية ، ولم يعد مصرياً يعبد التماثيل المنحوتة كما تنبأ عنه البابا أثناثيوس من قبل . ولن نتطرق لرأى الموسوعة الكاثوليكية (3) عن البابا ثاؤفيلس ولكننا نشير إلى ماذكرته عن أعماله : 1 - أنه الذى قضى على العبادة الوثنية ( ملاحظة من الموقع : البعض من المؤرخين لامه على تحطيم المعابد الوثنية (4) ) 2 - هيداتيوس (5) أطلق عليه لقب " أعظم البشر علماً " لأنه وضع جدول عيد الفصح تستطيع الكنيسة العمل به لمدة مائة عام ولما تنيح البابا تيموثاوس البطريرك رقم 22 إجتمع الساقفة والشعب وقسموا ثاؤفيلس بابا وأصبح البطريرك رقم 23 فى عدد باباوات الإسكندرية وقال عنه الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة (7) : " وكان ثاؤفيلس كاتب البابا أثناسيوس البطرك 20 وكان مستقيم الحال عند الله والناس " كان البابا ولوعاً ببناء الكنائس وفن المعمار - لقد وجدنا كنزاً تقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى (8) فلما إعتلى الأنبا ثاؤفيلس السدة المرقسية وضع نصب عينية أن يشغل أيام باباويته ببناء الكنائس لأنه كان ولوعاً بفن المعمار ، وكان جالساً ذات يوم فى الحديقة الخاصة بالمتنيح البابا أثناسيوس الرسولى ففكر أن أستاذه الكبير كان يتوق إلى بناء الكنائس فى هذا الحى على أسم يوحنا المعمدان وإيليا النبى ، ويلاحظ الأنبا ثاؤفيلس - وهو جالس بالحديقة - أن ما فى هذا الحى من جمال تشوهه تلال من لارمال محيطة به ، فأبدى رغبته فى إزالتها وإقامة تلك الكنيسة التى كانت رغبة أستاذه فى إقامتها مكانها ، وكان يضم المجلس الباباوى يومذاك سيدة تقية من أثؤياء المدينة ، فما أن سمعت رغبة الأنبا ثاؤفيلس حتى أعلنت بأنها ستزيل هذه التلال على نفقتها الخاصة ، وسرعان ما قامت بتنفيذ وعدها ، ولما ازال العمال هذه التلال عثروا فى جوف الأرض على كنز يرجع تاريخه إلى عهد الإسكندر ألأكبر ، فبعث البابا السكندرى إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير برسالة أنبأه فيها بالعثور على ذلك الكنز . وإستثار هذا النبأ شوق الإمبراطور فحضر إلى المدينة ليرى الكنز ويشاهد المكان الذى وجدوه فيه ، وكان الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير يجل الأنبا ثاؤفيلس فرأى ان يقتسم الكنز معه ففرح البابا السكندرى لهذه العطية المفاجأة ، وإستخدمها كلها فى تشييد الكنائس والأديرة ، ومن المتواتر أن بين الأديرة التى شادها دير السيدة العذراء بجبل قسقام المعروف بإسم المحرق ، كذلك صرف عناية خاصة فى تجميل كنيسة مار مينا بضواحى مريوط ، وكانت هذه الكنيسة من أجمل كنائس الشرق طراً وهى فى أوج إزدهارها أما ألان فلم يبق منها غير بعض الأعمدة المتدتعية المبعثرة (9) تحويل المعابد الوثنية لكنائس كانت بعض الكعابد الوثنية اليونانية أو الرومانية ذات الآلهة المشتركة التى عبدها اليونانيين والرومان أو المصريين ذو الأصل المختلط بالحكام قد بدأت تقفل أبوابها وإقفرت وخلت من زوارها وتقول المؤرخة أيريس حبيب اللمصرى : " أن الأنبا ثاؤفيلس قد إنتهز فرصة وجود الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير بالأسكندرية وأقنعه بفكرة تحويل المعابد الوثنية إلى كنائس مسيحية ، وراقت الفكرة للإمبراطور فأصدر فوراً أمراً بتيسير هذا الطلب (10) ، وكان هيكل باخوس إله الخمر (*) أول الهياكل التى إستولى عليها البابا الإسكندرى وحين شرع رجاله فى إزالة التماثيل الوثنية تمهيداً لتحويل هذه الهياكل إلى أماكن تليق ويتفق بالعبادة المسيحية عثروا على رسوم مخلة بالآداب العامة . وظن الأنبا ثاؤفيلس أنه يمكن الوثنيين وعبادتهم بالطواف بهذه التماثيل الخليعة فى شوارع المدينة فينبذون وثنيتهم فيتحولون إلى المسيحية ، ولكن أثار هذا العمل حفيظة الوثنيين ، وإستغل الفيلسوف الوثنى أولميمبياس هذه الإثارة فألهب مشاعر الوثنيين فقامت ثورة وثنية راح ضحيتها كثيراً من شهداء المسيحيين" كما كانوا يخطفون المسيحيين ويعذبونهم وقدموا بعضهم ذبائح بشرية لآلهتهم . الوثنيون يحاولون فتح معبد وثنى بأورشليم ذكر الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة (7) : " ذهب الوثنيين إلى اورشليم ليفتحون بيت اصنامهم فأرسل البابا ثاؤفيلس رقم 23 رهباناً إلى هناك ليطردوهم فلم يقدر الرهبان على الوثنيين ، فأرسل البابا ثاؤفيلس وأستدعى رهبان سواح من دير باخوم بصعيد مصر وأرسلهم إلى أورشليم فلما دخلوا صلوا فهربت فهربت الشياطين من البريا ( هياكل المعابد الوثنية) فهجرها الوثنيين فحول الرهبان هذا المعبد مسكناً لرهبان اورشليم ، ولما عادوا لم يتركهم البابا ليعودوا للبرية بل أنه أعطاهم بستاناً كان ملكاً للبابا اثناسيوس فعاشوا فيه بالأسكندرية وكان يأكل معهم كل أحد . في هذا الصرح الشامخ تحصّنت الأقلية الوثنية من أهل الإسكندرية.. وكانوا كلما شاهدوا مسيحياً قريباً منهم قبضوا عليه وجذبوه عندهم وعذّبوه لكي يبخّر لأصنامهم، وإذا أبَى كانوا يقدّمونه ذبيحة لآلهتهم.. وقد افتخر بعد ذلك هيلاريوس كاهن الإله جوبيتر بأنه ذبح مرة بيده تسع ذبائح آدمية على مذابح الأصنام.. ولما ازدادت تعدّياتهم نصحهم الوالي بالحُسنى ليكفّوا عن شرّهم، ولكن الفيلسوف "أولمبيوس" قائدهم كان يغريهم بفصاحته على عدم التسّليم.. ولما لم يذعنوا اضطر الوالي أن يشهر أمر الملك القاضي بهدم هيكل سيرابيوم، فوقع الرعب في قلوبهم وتركوا الهيكل تحت جنح الظلام وتفرّقوا.. فلما علم ذلك الوالي والبطريرك أتيا باحتفال عظيم لكي ينقضا هذا الهيكل، وكان آخر ما بقى من الديانة الوثنية. سقوط هيكل سيرابيس " سيرابيوم"كان هيكل "سيرابيوم" بالإسكندرية على جانب عظيم من المتانة والاتساع، وكان مبنياً على قمة تل يُصعَد إليه بسلّم يبلغ مائة درجة، وكانت حجارته من داخل مغطاة بالنحاس والفضة والذهب، وفي وسطه ردهة واسعة، وتحته سراديب وطرق سرّية، وهو مقسّم إلى غرف يختصّ بعضها بالكهنة وبعضها بالمصلّين وبعضها بالضيوف، وفيه مكتبة كبرى. تمّت أحداث تخريب وهدم هيكل سيرابيس فى عام 391م والصورة الحانبية لمخطوط يصور البابا القبطى يقف وتحت رجلة معبد الإله الوثنى سيرابيس وكان في هيكل سيرابيس صنم كبير جداً يداه ممتدتان من الحائط الواحد إلى الآخر، وهو مصنوع من الخشب ومغطّى بالمعادن ومطعّم بحجارة كريمة، وقد إسودّ لونه لتقادم عهده إذ كان موضوع إجلال المصريين مدة 600 سنة.. وكانت تخرج منه أصوات لا يُعرَف مصدرها، فكانوا يعتبرونها دليلاً على عظمة هذا الإله.. فلما تقدّموا لتحطيم ذلك الصنم، خاف بعضهم إذ كانوا لا يزالون مصدقين بخرافات أجدادهم، ووقفوا جامدين ظانين أنه إذا كُسِر هذا الصنم يخرب العالم.. ولكن البطريرك أمر جندياً بإجراء العمل حالاً فرفع يده وضرب الصنم ضربة أزعجت جميع المشاهدين كأن عدواً قوياً فاجأهم، ولكنه على أثر ضربة أخرى انكسرت بها رأس الصنم تحوّل خوفهم إلى ضحك عندما رأوا أنه قد خرج من جوفه جملة فئران كانت معشعشة فيه!! وحينئذ تقدّم الآخرون وأكملوا تحطيمه وأحرقوه، وذروا رماده في الريح، ونقضوا جميع أبنية هذا الهيكل.. وبنوا فوقها كنيستان، إحداهما شُيّدت في مكان معبد إيزيس وسُمّيت باسم الملك هونوريوس والأخرى أُقيمت على أطلال معبد سيرابيس وسُمّيت باسم الملك أركاديوس (هونوريوس وأركاديوس هما ابني الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير) وقد كتب سقراط المؤرخ الكنسي (5) فيما بعد عن ذلك الهيكل قائلا: عندما تهدّم هيكل سيرابيس وأصبح أنقاضاً بالية وُجدت كتابة منقوشة على حجارته باللغة الهيروغليفية لها شكل صليب وهيئته تماماً، فلما رآها المسيحيون والوثنيون قال كل فريق منهما أن هذه شارات ودلائل من ديانتنا الخاصة بنا دون الغير ذلك لأن المسيحيين يعتقدون أن الصليب علامة الفداء وتذكار الخلاص الذي عمله المسيح للجنس البشري ولذلك قالوا أن هذه الإشارات التي وُجدت على الحجارة تدل على ديانتهم وتنبئ بها، أما الوثنيون فقالوا لا يبعد أن تكون هذه العلامات دلائل على المسيح وسيرابيس في آن واحد وذلك لأنها مشتركة بين المسيحيين من حيثية الشكل وبين الوثنيين من جهة الكتابة والحفر. وبينما كان الطرفان يتباحثان ويتجادلان في هذا الشأن ظهر لهم وثني اعتنق الديانة المسيحية وكان ملمّاً بمعرفة الهيروغليفية عارفاً باللغة المصرية القديمة، فترجم لهما هذه الكتابة الموضوعة بشكل صليب وإذا هي "الحياة الآتية أو حياة الدهر الآتى "، فلما سمع المسيحيون هذه الترجمة قالوا لم يبق بعد دليل على أنها تشير إلى ديانتنا وأنها وُضعت لتنبئ بها. ثم ظهرت كتابات أخرى باللغة المصرية وأوضحت معنى شكل الصليب هذا إيضاحاً تاماً ومعناها "أنه عندما يبتدئ الناس يعيشون العيشة الجديدة (أي يصيرون مسيحيين) فلا بد من سقوط هيكل سيرابيوم"، فلما طرق هذا القول مسامع الوثنيين قبل الكثيرون منهم الديانة المسيحية معترفين بخطاياهم تائبين إلى ربهم عما فرط منهم ثم تعمّدوا بمعمودية التوبة الصحيحة. محاولة الوثنيين تدمير المعبد بما فيه المكتبة قبل مغادرته ويعتقد أن الوثنيين حاولوا تدمير المعبد قبل مغادرته حتى لا يفعل البابا ثاؤفيلس رقم 23 بما فعله فى معبد باخوس إله الخمر وحتى لا تقع المكتبة فى أيدى المسيحيين ويقول المؤرخ سوزومين (11) : " غير أن نفراً من الوثنيين - عند مغادرتهم السيرابيوم - أضرم فيه النار غضباً وحنقاً ، فسارع المسيحيون إلى إخمادها حرصاً منهم على الكنوز التى تضمها المكتبة ، وهكذا إستطاع المسيحيون أن يحافظوا على مبنى السيرابيوم بحيث لم يتهدم غير محراب سيرابيس " ومما لا شك فيه أن المسيحيين درسوا الفلسفاات الوثنية وكان يهمهم الحصول على هذه الكتب لأنه هكذا امرهم السيد المسيح بأمر إلهى واضح : " فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية و هي التي تشهد لي (يو 5 : 39 ) " ومن المعلوم أن البابا ثاوفيلس هو أول من أطلق على الكنيسة المصرية اسم "الكنيسة القبطية". الإمبراطور وتحديد عيد الفصح وحدث أن طلب الأمبراطور من البابا ثاؤفيلس أن يقرر رأيه فى تحديد عيد الفصح التى وقع الإختلال فيه مرة ثانية حتى أنه فى سنة 387 أصبح الفرق بين العيد المصرى والعيد الرومانى مدة خمسة أسابيع كاملة ، وبناء على ذلك وضع البطريرك تقويماً للأعياد لمدة 418 سنة وأعد جدولاً يحتوى على الأيام التى يقع فيها عيد الفصح لمدة مائة سنة مبتدئاً من سنة 380 م ، ولا تزال صورة هذا الجدول الخاص بأعياد الفصح باقية إلى يومنا هذا وفيها وضع البابا ثاؤفيلس أفكاره بان مخلصنا صلب فى اليوم الخامس عشرة من شهر نيسان (أبريل) لا فى الرابع عشر منه ، ثم وضع هذه القاعدة وهى :- إذا كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمرى يوافق يوم الأحد فعيد الفصح يتبعة بأسبوع ( أى الأحد التالى) أطلال هيكل هبة من الإمبراطور وحوالى سنة 389م حصل ثاؤفيلس على هبة من الإمبراطور هى أطلال هيكل دارس خاص بباخوس إله الخمر فى الأسكندرية فأراد أن يبنى فيه كنيسة ، وعند البدء فى حفر الأساسات إكتشف قباب متنوعة الرسوم عليها صور تدل على الطقوس الدينية للعبادة الوثنية . ومن المعروف أن جورجيوس أساء كثيراً بتقويضه أركان هيكل الإله مثراس الخاص بالوثنيين ، وقام البابا ثاؤفيلس بإرتكاب شططاً بالطريقة التى سلكها نحو إزالة رسوم هذه الطقوس ومحوها ولم يكد بنتهى من هذا العمل حتى أصبحت شوارع الإسكندرية مسرحاً لخصام دائمونزاع مستمر بين المسيحيين والوثنيين الذين كان سلطتم وقوتهم آخذه فى الأفول وديانتهم الوثنية ذاهبة للفناء لذا أخذ منهم اليأس والطيش كل مأخذ سيما أن الديانة الوثنية تحت حكم الأمبراطور قسطنطين تعامل معاملة حسنة بالقياس على الحوادث التى وقعت فى 12 سنة التى سبقت هذه المدة ، ولكن أبطل الإمبراطور قسطنطين الذبائح الوثنية خاصة التى كانت تجرى تحت جنح الظلام لأنها كانت ذبائح بشرية فإعتبرها جريمة قتل وجناية فظيعة ، ولم يكتفى الإمبراطور قسطنطين عند هذا الحد بل تعداه إلى القصاص لكل من خالف أمر قسطنطين ومعاقبته بالموت وضم ممتلكاته لخزينة الدولة المــــرجع: (1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 301 - 318 (2) تفسر المؤرخة بتشر هذه الحادثة وتحللها منطقياً بعيداً عن حدوث معجزة حسب عادة الغربيين كما يعتقد الأقباط ونحن نورد هنا جميع الاراء فقالت فى حاشية المرجع السابق ص 301 أسفل الصفحة فقالت : " إن حكاية يوحنا النيقاوى هذه غامضة مبهمة وقد يحتمل أن الطفلين أضرا بالأصنام فى انهما طرحاها على الرض وحطماها تحطيماً " تاريخ الكنيسة القبطية- القس منسى يوحنا (3) http://www.newadvent.org/cathen/14625b.htm (5) (Socrates, V, 16; Ammian., XXII, xi, 7) (6) Hydatius ("Chron.", II; P.L., LI, 874) calls him a "most learned man", and dedicates to him an Easter table for 100 years (7) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 55 (8) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الكتاب الأول ص 345 (9) الآثار المسيحية فى الخمس مدن القيروانية - نشرة بالإنجليزية وارد بيركنز فى مجلة الآثار القبطية العدد التاسع (سنة 1943) ص 132 - 133 (10) فى سنة 1902 جاء إلى مصر راهب فرنسى اسمه الأب ميشيل جوليان وقد زار عدداً من المعابد القديمة التى تركها الفراعنة ولاحظ أن المسيحيين إعتنقوا المسيحية لم يهدموا معابد آلهتهم القديمة بل حولوها إلى كنائس ، وفى بعض الأحيان حولوا جزء من المعبد إلى كنيسة ولم يجدوا حرجاً فى أن يقيموا صلواتهم داخل جدران هذه المعابد القديمة ، وقد وجد الأب جوليان كنيسة فى صحن معبد دندرة ، وإثنتين فى معبد الأقصر ، وإثنتين آخرتين فى معبد الكرنك ، وكذلك وجد أن معبد الملكة حتشبسوت قد تحول إلى دير أطلقوا عليه أسم الدير البحرى ، على أنه لم يبق الآن أثراً لهذا الدير ، غير أن بعض الصلبان ما زالت مرسومة على جدرانه . راجع المقال " ألاثار القبطية تبعاً لملاحظات الأب جوليان " ( باللغة الفرنسية ) نشره فى مجلة الاثار القبطية العدد السادس سنة 1940م (11) بريشيا : إسكندرية المصريين (باللاتينية ) ص 97 - وراجع أيضاً "قديسو مصر" (باللغة الفرنسية ) للأب بول دورليان ج1 ص 405 (*) أنتشرت عبادة باخوس إله الخمر فى منطقة الشرق الأوسط حتى أن كلمة باكيش فى لبنان هو تحريف للفظة «باخوس» وهو إله الخمر الذي أقيمت له الهياكل في تلك المشارف. وقد وجد قلب خاتم من الحجر الكريم بلون الخمرة الذهبية محفور عليه صورة الإله باخوس وهو يعصر عنقوداً من العنب في كأس منقوشة برسوم مختلفة. المؤرخ سوزومين ك8 ف15 - راجع أيضاً سقراط ك5 ف 16 و 17 - روفينوس ك 2 ف22 - 30 - وثيؤدوريت ك5 ف2 |
|