رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأحمق يهين الآخر ويخزيه، وعطيّة الإنسان الحاسد تُعَتِّم العيون [17]. لا يعرف الإنسان الأحمق كيف يلاطف ليكسب الآخرين بالحنو مع الحكمة، إنما ينتقد على الدوام بروح العنف والقسوة، فيُحَطِّم نفوس من يتعامل معهم. أما الحاسد، فإنه وإن قدَّم عطايا لإخوته، لكنه فاقد المحبة الصادقة، فلا يشتهي نجاحهم وتَقَدُّمهم بسبب أنانيته الخفية؛ هذه العطايا تعتم عيون الغير، إذ لا يدركون ما في أفكاره وما في قلبه من حسدٍ، كما تعتم عينيه، فيظن أنه أَدَّى واجبه على أكمل وجه بتقديم العطايا دون إصلاح قلبه. يرى القديس جيروم[18] أن الكلمة اللاتينية للحاسد هي invidus جاءت في اليونانية بأكثر قوة بمعنى الذي يقذف بتعويذة ساحرة spellcaster. فالحاسد يتأذَّى بنجاح الآخرين وتَقَدُّمهم. إن كان بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم، فإنه لا يكف عن أن يبثّ روح الحسد في الإنسان لا لنفع ما يقتنيه، وإنما ليثير بغضته ضد الناجحين. |
|