رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقدمات المسكن: طلب الله من موسى أن يسأل الشعب لكي يقدم كل إنسان حسبما يسمح قلبه (خر 35: 5)، أي قدر ما تسمح محبته يساهم في التقدمة التي تستخدم في صنع "المقدس" الذي يسكن فيه الرب وسط شعبه: "من كل من يحثه قلبه تأخذون تقدمتي. وهذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم: ذهب وفضة ونحاس واسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزى وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداء والصدرة" [3-7]. ما هي هذه المواد التي نُساهم بها في المبنى الذي يصير في ملكية الله وفيه يجتمع الله معنا؟ لنأخذ أمثلة من هذه المواد ونتفهم معانيها الروحية: أ. الذهب: يرى العلامة أوريجانوس أن الذهب هو الإيمان الذي يجعل من القلب سماءً، لذا يُشير الذهب إلى السمويات، كما يُشير إلى القديسين بكونهم سماء يسكن الله في قلبهم. يقول: [إن آمنت تقدم قلبك وعقلك ذهبًا...! لأجل ذلك فإن موسى وهو يمثل الناموس الروحي يعلن "خذوا من عندكم" (35: 5). إن كنتم تستطيعون أن تأخذوا هذه الأشياء من عندكم، فهي إذن في داخلكم. تستطيع أن تقدم للرب شيئًا من مشاعرك، ومن كلماتك... إلخ ]. ويرى الأب ميئوديوس أن الذهب يُشير إلى حياة البتولية، إذ يقول: [لقد أمر بالذهب (أن تُصْنَع منه أدوات داخل قدس الأقداس) لسببين: أولًا أنه لا يصدأ، وثانيًا أن لونه إلى حدٍ ما يُقارب من لون الشمس. بهذا فهو يناسب البتولية التي لا تحمل شيئًا دنسًا أو غضنًا إنما تشع دائمًا بنور الكلمة. خلالها نقف قريبين من الله، داخل قدس الأقداس وأمام الحجاب بأيد غير دنسة كالبخور، نقدم الصلوات للرب رائحة ذكية مقبولة، في مجامر الأربعة وعشرين قسيسًا (الذهبية) التي هي صلوات القديسين]. ب. الفضة: إن كان الذهب هو الإيمان القلبي، فإن الفضة هي كلمة الكرازة، لأن كلمة الله كالفضة مصفاة سبع مرات. وإن كان الذهب يُشير إلى البتولية فالآباء يرون في الفضة إشارة إلى عفة الزواج. ج. النحاس: يُشير إلى الصبر أو القوة. فالسيد المسيح، ظهرت يداه حلقتان من ذهب (نش 5: 14)، لأن أعماله سماوية، أما رجلاه فشبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون (رؤ 1: 15)، بهما ندُكّ كل أشواك هذه الحياة وضيقات بلا خوف! د. الخشب الذي لا يسوس: يُشير إلى العلم أو العفة التي لا تشيخولا تفسد. ه . البوص (الكتان) المبروم: إذ يُشير البوص إلى الجسد، فكونه مبرومًا أي تحت الضبط والقمع، كقول الرسول "أُقمع جسدي وأستعبده" (1 كو 9: 27). فكل جهاد لضبط الجسد والتحكم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة لبيت الرب. و. القرمز: أن كان الحبل القرمزي الذي أنقذ حياة راحاب وكل بيتها (يش 2: 18) يُشير إلى دم السيد المسيح المخلص، فإن القرمز الذي نقدمه هو شهادتنا له حتى الدم، إذ يقول الرسول "من أجلك نمات كل النهار"؛ كان القرمز يُشير إلى الاستشهاد سواء بسفك دم المؤمنين في عصور الاستشهاد أو حياة الإماتة اليومية من أجل الرب. ز. الأرجوان: إن كان الأرجوان هو لباس الملوك، لذا عندما أرادوا الاستهزاء بالسيد المسيح كملك ألبسوه أرجوانًا، فإننا نلبس نحن الأرجوان، ثوب الملك، الذي هو "المحبة". يرى العلامة أوريجانوس أنه يُشير إلى ضياء المحبة، كما يُشير أيضًا إلى النار . فالمسيحي الحقيقي يحمل في قلبه نارًا، هي نار الروح القدس الذي يُنير الطريق، والذي يحرق الأشواك الخانقة للنفس. أكد السيد المسيح وجود هذه النار في قلوبنا إذ قال: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أُريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 39). وفي سفر إرميا يقول الرب: "هأنذا جاعل كلامي في فمك نارًا" (5: 14)، لأنه منقوش في القلب بالروح القدس الناري. لقد تقبل تلميذًا عمواس نارًا إلهية عند سماعها كلمات المخلص، إذ قالا: "ألم يكن ملتهبًا فينا إذ كان يشرح لنا الكتب؟!" (لو 24: 32). وقبلت الكنيسة الألسنة النارية في يوم الخمسين (أع 2). س. شعر المعزى: يُشير إلى الموت عن الخطية (خر 35: 6، لا 4: 23). يقول العلامة أوريجانوس: [تقديمه يُشير إلى تحطيم الخطية، وموتها فيه، فلا تملك بعد في أعضائه ]. ش. جلود الكباش: إن كانت المعزى تُشير إلى الخطية، فالكباش تُشير إلى الغضب، فمن يقدم جلودها إنما يعلن أنه قد مات الغضب فيه. |
|