رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل العقل والمنطق يشهدان لصحة الكتاب المقدس؟ أولًا: أليست التوراة والإنجيل كلام الله؟! بلا شك أن الجميع يعترفون بأن التوراة والإنجيل كلام الله حتى أن اليهود والمسيحيين يُدعَون بأهل الكتاب وبلا شك أن الجميع يعرفون أن الله يهتم بكلمته ولا يهملها حتى قال.." أنا ساهر على كلمتي لأجريها" (أر 1: 12). وهنا السؤال: كيف يسمح الله بتبديل وتحريف كلماته؟! وإن كان المثل يقول كلام الملوك ملوك الكلام.. وأيضًا كلام الملوك لا يرد. فما بالك بكلام ملك الملوك ورب الأرباب.. هل يُرَد؟! وهل يتغير؟! وهل يصيبه الضعف والتحريف؟! أليس الذين يدَّعون التحريف يتهمون الله بأنه غير قادر على الحفاظ على كلمته ليجريها؟! ثانيًا: الجميع يعلمون أن العهد القديم في أيدي اليهود والجميع يعلمون كيف يغالى اليهود في الحفاظ على كتاب الله، بدرجة تفوق التصور حتى أنهم قد أحصوا عدد كلماته وحروفه، وعدد كلمات(الله) فيه، والحرف الأوسط في كل سفر.. نفس العهد القديم الموجود في أيدي اليهود كان أيضًا في حيازة المسيحيين منذ القرن الأول، يوقرونه ويجلُّونه تمامًا مثل العهد الجديد معترفين أنه كلام الله الذي لا يزول. إذًا العهد القديم كان في حيازة أمتين.. اليهود والمسيحّيين، ولا يُخفى على أحد العداء العقيدي المستحكم بين اليهود والمسيحيين ومدى اضطهاد اليهود للمسيحيين والسؤال الآن: تُرى لو قامت فئة من اليهود بتحريف جزء من العهد القديم، هل كان يصمت المسيحيون؟! ولو حدث العكس.. هل كان يصمت اليهود؟! إذًا العهد القديم صحيح تمامًا.. ويكفى أن نعرف أنه من خلال نبوات العهد القديم ورموزه نستطيع أن نصل إلى جميع حقائق العهد الجديد مثل التثليث والتوحيد، والتجسد الإلهي، وألوهية السيد المسيح، والفداء الإلهي على الصليب. والذي يدرس التاريخ يعرف أنه في القرن الثاني جرت مباحثات بين يوستينوس الشهيد الفيلسوف المسيحي وبين تريفو اليهودى، وكلاهما استند على آيات من العهد القديم، ولم يتهم إحداهما الآخر بالتحريف أو التبديل في كلام الله. إذًا من المستحيل أن يكون قد قام بالتحريف اليهود، ومن المستحيل أن يكون قد قام به المسيحيون، فهل يدلوننا دعاة التحريف عمن قام بالتحريف؟! أو لمصلحة من تم التحريف؟! ثالثًا: المسيحية منذ نشأتها والأعداء يتربصون بها من كل ناحية أولًا: اليهود من ناحية، وثانيًا: الوثنيون من ناحية، وثالثًا: الهراطقة والمبتدعون من ناحية ، ورابعًا: الرؤساء والولاة والملوك والأباطرة من ناحية..ومن المعروف أن المسيحية لم تنشأ في ركن محدود من أركان العالم، ولكنها سريعًا ما نمت وترعرعت وانتشرت وملأت أركان العالم.. دخلت إلى جميع البلاد، ووصلت إلى جميع الطبقات حتى إلى القصر الإمبراطوري وأحدثت انقلابًا عظيمًا في العالم للأفضل.. إذًا العالم كله انشغل بالمسيحية منذ نشأتها، وكانت الكرازة وبشرى الخلاص تتم شفاهه لعشرات السنين ثم كتابةً بعد ذلك، والسؤال الآن: لو حدث تغيّير في كلام الرسل سواء الشفاهي أو الكتابي هل كان اليهود يصمتون وهم يرون أخوتهم وأولادهم من اليهود يتنصَّرون؟! وهل كان يصمت فلاسفة الوثنية وهم يرون ديانتهم وقد اهتزت؟! وهل يصمت علماء الوثنية وهم يرون أخوتهم يدخلون للمسيحية؟! ثم ألم يكن الهراطقة علماءًا درسوا الكتاب ولكنهم ضلوا؟ ألم يكن في حوزتهم نسخ من الكتاب المقدس؟! تُرى هل لو قام بعض المسيحيّين بتحريف أجزاء من الكتاب هل كان يصمت هؤلاء الهراطقة..؟! لقد عُقِد العديد من المجامع المكانية بالإضافة إلى ثلاث مجامع مسكونية لمناقشة البدع التي ظهرت في القرن الرابع والخامس.. حقًا كان لكل بدعة مؤيدون من شعب وقسوس وأساقفة وأحيانًا بطاركة، وحقًا كانت المناقشات والمجادلات حامية الوطيس، وحقًا سجل لنا التاريخ كل شيء حتى أدق التفاصيل، ومع هذا لم يحدث على الإطلاق أن المبتدعين اتهموا المؤمنين بالتحريف، ولم يحدث على الإطلاق أن المؤمنين اتهموا المبتدعين بالتحريف في الإنجيل. لقد اختلفوا في التفسير دون أن يختلفوا في الأصل المكتوب. رابعًا: انتصار المسيحية على أعظم فلسفة، وأعظم مدرسة وثنية، وأعظم قوة عسكرية إن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم فلسفة في العالم حينذاك وهى الفلسفة اليونانية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم مدرسة وثنية في العالم حينذاك وهى مدرسة الإسكندرية، وإن كانت المسيحية قد انتصرت على أعظم قوة عسكرية في العالم حينذاك وهى الإمبراطورية الرومانية،وهنا تتوالى الأسئلة:
خامسًا: دماء الشهداء دماء آلاف وملايين الشهداء تكذب دعوى التحريف.. فهل يُعقل أن يبذل الآلاف والملايين دمائهم من اجل عقيدة مزوَّرة؟! ومن أجل كتاب محرَّف؟! هل يتصوَّر العقل أن المسيحيين الذين ضحوا بحياتهم حتى لا ينكروا مسيحهم ولو في الظاهر يقبلون تحريف كتابهم المقدس وما هو المقابل الذي أغراهم فارتضوا بالتحريف في الوقت الذي ضحوا فيه بممتلكاتهم وحياتهم من أجل إيمانهم؟ ألم يستشهد جميع كتبة العهد الجديد باستثناء يوحنا ومن بعدهم الآلاف والآلاف؟! وكيف أيدهم الله بالمعجزات الباهرات أثناء الاستشهاد وبعده.. قال السيد المسيح " وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات وإن شربوا شيئًا مميتًا لا يضرهم ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون" (مر 16: 17- 18) ومازالت هذه الآيات والمعجزات في كنيسة الله تشهد بصحة الإيمان المُسلَّم مرة للقديسين.. كيف يؤيد الله المحرّفين لكلامه؟ وهل يعُقل أنه بدلًا من تأديبهم وعقابهم يكافئهم الله بالمعجزات؟ سادسًا: التشهير بالمسيح وصلبه، وأخطاء الرسل والأنبياء كانت كرازة الرسل في منتهى الصعوبة إذ هم ينادون بإله مصلوب.. كانت كرازتهم ضد العقل ومع ذلك كانوا يصرون عليها " ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 3) لقد كرزوا بما رفضوه أولا.. ألم يرفض بطرس فكرة الصليب (مت 16: 21-22)؟! فلو افترضنا جدلًا حدوث تحريف وزيادة ونقصان ألم يكن من المنطقي حذف استهزاء اليهود بالسيد المسيح ووصفهم إياه بأنه إنسان أكول وشريب خمر، وانه ناقض للناموس وكاسر للسبت، وانه سامري وبه شيطان ؟! ألم يكن من المنطقي حذف ما تعرض له الإله المتجسد من إهانات وسخرية ولطم وضرب وبصاق وجلد وصلب؟ ألم يكن من المنطقي حذف خوف التلاميذ وهروبهم أثناء الصلب؟! ألم يكن من المنطقي حذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ أنهم لم يصدقوا القيامة إلاَّ بعد ظهور المسيح لهم؟! أم أن هذه الأمور غير صحيحة وغير حقيقة ثم أضافوها؟! وبنفس المنطق.. ولو افترضنا جدلًا حدوث تحريف في العهد القديم، أما كان يحذف اليهود صور الضعف التي ظهر فيها أنبياؤهم؟! سكر وعرى نوح، وكذب إبراهيم، وخداع يعقوب، ومخالفة موسى، وزنى وقتل داود، وهروب إيليا، ومخالفة يونان.. إلخ. سابعًا: أسئلة بلا إجابات مع نهاية القرن الأول كانت المسيحية قد انتشرت في قارات العالم.. في فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وإيران والهند بآسيا.. في مصر والخمس مدن الغربية والحبشة بأفريقيا، واليونان ورومية وحتى أسبانيا بأوربا.. وفي نهاية القرن الرابع صارت المسيحية هي الديانة الرسمية في العالم كله، وصار الأباطرة من المسيحيين. وهنا تتوالى الأسئلة:
ثامنًا: على المدَّعى إقامة البينة القانون ينادى بأنه على المدَّعى إقامة البينة.. فهل للمدَّعين التحريف إقامة البينة؟ وما هذه البينة؟ إنها النسخة الأصلية للكتاب المقدس التي لم يصبها التحريف. هل من المعقول أن أقابل صديقي مينا جرجس بطرس، فأقول له: اسمع يا مينا.. يجب أن تعلم إن اسم أبيك ليس هو جرجس بطرس.. وعندما يسألني: إن لم يكن اسم أبى جرجس بطرس.. فما اسمه؟ أقول له: أنا لا أعرف. لكنى أعرف شيئًا واحدًا وهو أنك يجب أن تثق فيَّ وتسمع كلامي. وقد أعذر من انذر.. هل هذا معقول؟ وهل إن لم يصدقني مينا يكون ملوم؟ أم أنني أصير في نظره مثل مجنون أو مخبول؟! تاسعًا: دعوى التحريف تنصب على صلب العقيدة المسيحية في جوهرها هي أن الله الذي يحبنا تنازل وتجسد من أجلنا، وصلب ومات عنا، وقام وأقامنا معه، وصعد وأرسل روحه ليسكن فينا، ثم إنه سيأتي ويأخذنا إلى ملكوته.. هذه هي عقيدة المسيحية منذ نشأتها وحتى نهاية الأيام. هذا إيمان المسيحيّين منذ آباءنا الرسل وحتى المجيء الثاني.. ماذا يظن المنادون بالتحريف؟! هل يظنون أنهم ينادون بأمر سهل؟ كلًا.. إنهم يريدون هدم جوهر العقيدة! يريدون إنكار الفداء العجيب بدم الصليب، وهم لا يدركون انه لا توجد مسيحية بدون الصليب!.. يريدون تجريد إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح من ألوهيته وهم لا يفهمون انه بدون ألوهية السيد المسيح لا توجد مسيحية!.. يطلبون أن نصدقهم وإلا كنا من الكافرين! عجبًا.. ثم عجبًا.. ثم عجبًا!!. عاشرًا: الفن يجسم العقيدة الذين ينادون بالتحريف هل يُكلِفون أنفسهم بعمل بسيط وهو دراسة فن الرسم منذ القرن الأول وحتى الآن، ولسوف يجدون العقيدة محفورة في ذهن الفنان المسيحي، الذي شرب الإيمان مع لبن الأم.. سوف يبصرون الإيمان الذي تسلمه في طفولته يتجلى في فنه.. سيجدون العقيدة كاملة ودقيقة وثابتة من جيل إلى جيل.. لم تتغير ولم تتبدل، والفنان لم يحد قيد أنمله عنها. سيرون ألوهية السيد المسيح، وميلاده وحياته وعماده (التثليث والتوحيد) وصلبه وقيامته وصعوده.. الخ. ليرجعوا إلى النقود الأثرية التي يتم اكتشافها يومًا فيومًا، إنها تحمل العقيدة المسيحية وتتزين بالصليب. حادي عشر: أمانة المسيحيين إن كان المسيحيون معروفين دائمًا وأبدًا بالأمانة في كل أمور حياتهم، فكم وكم تكون أمانتهم في كتاب الله؟! هذه الأمانة جعلت الأمهات يرضعن أطفالهن الإيمان القويم.. فعلًا لو سألتم طفلًا لم يتجاوز الرابعة من عمره: من هو السيد المسيح؟.. لعرفتم الكثير والكثير.. ثاني عشر: هل يجتمع الإيمان والكفر معًا: من المستحيل أن يجتمع الإيمان والكفر في وقت واحد، فان كان المسيحيون قد آمنوا وصدقوا بالإنجيل فكيف يكفرون به ويغيرون فيه؟! ولو فعل ذلك قلة قليلة فلماذا لم تتصدى لهم الأغلبية الساحقة؟! |
|