|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة مونيكا من هيپو والدة القديس أغسطينوس إبن الدموع نموذج الأمومة وقوة الصلاة St. Monica (عيدها 27 أغسطس) إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني : وُلِدت مونيكا في "طاغاست" (شمال إفريقيا، في دولة الجزائر حاليًا) حوالي عام 332م. عندما صارت فتاة يافعة، أُعجَب بها رجل روماني يُدعىَ "باترسيوس" يشغل منصبًا حكوميًا كبيرًا في "طاغاست"، فطلبها للزواج، وإذ كانت عائلتها من عوام البربر، ولا تقوىَ على عواقب رفض طلب السيد الروماني فقد تم تزويجها منه برغم كونه وثني. كان باترسيوس عنيف الطباع، منحرف المزاج، لا حدود لفجوره. وكانت مونيكا عفيفة النفس وتحُسن معاملتها للجميع وإحسانها للفقراء، واختلائها للصلاة وتقديم الأصوام على نية بركة البيت، أمور تُضايق زوجها في أحيانًا كثيرة، لكنه كان يحترم أخلاقها ويدرك أنه تزوج إنسانة غير عادية. توفيَّ أبناء كثيرين لمونيكا بعمر الطفولة، لكن نجا من هذا المصير صبيين وفتاة: "أغسطينوس" و"نافغيوس" و"بربتوا". كان ما يُحزن قلب مونيكا هو عدم قدرتها على تعميد أطفالها على اسم المسيح. ويُذكَر أنه عندما مَرِض أغسطينوس وهو مازال رضيعًا، طلبت مونيكا من زوجها أن تعمِّد الطفل إذا تماثل لشفاء كنوع من النذور، فوافق باترسيوس تحت تأثير الرغبة في شفاء إبنه ولو بتقديم نذور لإله لا يؤمن به، ثم عاد وسحب موافقته عندما تعافى الطفل. فرحت مونيكا بشفاء طفلها أغسطينوس، لكنها كانت دائمة القلق على مصيره الأبدي، وعلى كونه سيكبر ليعيش حياة ضالة كالتي يحياها والده. عندما عاد أوغسطينوس من قرطاج لرؤية والدته، تحدث إليها عن إعتناقه البدعة المانوية، فاعترضت عليه وفكرت أن تطرده من بيتها، لكنها عادت فقبلت اختلافه بمحبة، بناءً على رؤية سماوية تراءت لها عندما دخلت مخدعها لتصلي. ثم ذهبت إلى الكنيسة تصلّي بالدموع، قال لها اسقف المدينة بعد أن استمع لمشكلتها، ثم عزّاها بالكلمات الشهيرة: "إن ابن هذه الدموع لن يهلك". تبعت مونيكا إبنها عندما سافر إلى إيطاليا، وفي ميلانو تعرفت إلى أمبروزيوس، أسقف ميلانو، وهو الذي رافق أغسطينوس روحيًا حتى طلب اغسطينوس منه أن يعتمد على اسم المسيح بعد أكثر من سبعة عشر عامًا من العناد، فتم عماده بكنيسة القديس يوحنا المعمدان بميلانو، فكانت فرحة غامرة للأم مونيكا التي ربما لم تفرح في حياتها كمثل هذا اليوم. رقدت مونيكا بعطر القداسة عام 387م بعمر الخامسة والخمسين، وألهم رحيلها أغسطينوس بأروع صفحات كتابه "الإعترافات" والذي يذكر فيه الكثير من عاداتها وطاعتها للكنيسة وثقتها في وعود الله وصبرها الطويل عليه حتى اهتدائه. هي شفيعة الزيجات المُتعثرة، وشفيعة الأمهات اللاتي تعانين مع الأبناء الضائعين. وهي نموذج الأمومة ولقوة الصلاة. فلتكن صلاتها معنا. |
|