09 - 12 - 2013, 08:21 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
" ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ..لاتخافوا."
اليوم ولد لكم في مدينة داؤد مخلص هو المسيح الرب.
هذا ما قاله ملاك الرب للرعاة في تلك الليلة. وظهر مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين "المجد للله في الاعالي وعلى الارض السلام، وبالناس المسرة".
والعلامة كانت "طفلا مقمطا مضجعا في مذود" في مغارة في مدينة داؤد التي تدعى بيت لحم.
نعم، هذه هي الولادة العظيمة والمتواضعة منذ بدايتها وهو ا...لرب والملك، ولادة من عذراء مباركة لم تعرف رجل وملك بلا عرش ولاتاج ولاقصر، ملك يلد بمغارة كانت كوخا للدواجن، وكيف يكون التواضع وكيف يكون الفداء وكيف تكون التضحية، اذا كان الانسان المولد بالشرور والخطايا وليس بمركز يتباهى ويتفاخر بتكريم المولود، فاي استحاق يستحق هذا المولود في مذود وهو الملك وجاء من اجل ان يفتح لنا طريق الخلاص ويغسلنا ويطهرنا مما اقترفنا، لم يكن انانيا ولامميزا ذاته عنا بل جاء حاملا عذابات الارض منذ الولادة ليعطينا درسا ومثلا كي نقتدي و نتذكر ولو للحظة كم هي الهموم التي تحملنا وشكرنا الرب على نعمه علينا قبل ان نتذمر كم وكم .
رسالة الرب يسوع تعود الينا نتذكرها كل عام في مثل هذه الايام رغم انها حدثت قبل اكثر من الفي عام لكنها تعود وكأنها تحدث في يومنا هذا لانها رسالة لايصيبها التقادم والنسيان رساله نعطش ونجوع ونشتاق لها لكنها تتعارض وكبريائنا وشمخرتنا وعجرفتنا، من منا يقبل ان يلد ابنه في مغارة كانت كوخا للدواجن تنفخ الحيوانات بانفاسها عليه بحثا عن الدفء. في كل عام نزداد اصرارا وعنادا وابتعادا عن مضمون رسالة السلام والمحبة ،رسالة الرب يسوع مسرعين لتزيين بيوتنا وتجديد ملابسنا وتنويع مؤكولاتنا ونتفاخر بما نلقي في المزابل بعد الاكتفاء والتحير في امكانية خزنها لكثرتها، وتتصدر شجرتنا البيتية مغارة نعرفها جيدا ونتذكر بها الرب يسوع ولد بمثل هذا المكان مغارة جامدة وبشخوص جامدة وحيوانات لاتنفخ اي دفء مغارة نفرح بها لانها اجمل من مغارة بيت فلان وفلان وثمنها الشئ الفلاني وكانت ارقى نوعية من السوق الفلاني.
فكرنا ان نزين كل شئ ونسينا مغارة قلبنا الاجوف الذي هو القصد الالهي من هذه الولادة المعجزة، القلب المملؤ بكل شرور الحياة ومباهج الترف ونسينا رسالة الحب والسلام التي كانت الهدف الرئيس من مجئ الرب الى الارض فهو قال:" سلاما اترك لكم .سلامي اعطيكم.ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا . لاتضطرب قلوبكم ولاترهب".
العالم كله يحتفل بهذه المناسبة الرائعة بقصد الاستهلاك والبذخ والترف واللهو دون ان يكون في كل ذلك حصة للخلوة والتأمل والاعداد لاستقبال عام كله حب وفرح وسلام والابتعاد عن خصال الحسد والحقد والكراهية والاساءة.
لم يعد في العالم شبرا واحدا لم يسمع برسالة المحبة والسلام هذه لكن التيار يأخذ البشرية نحو الشر والخطيئة والقتل والاستغلال والقهر والظلم.
يامولود المغارة، يا رب السلام والمحبة والعدل انشر نورا من هذه المغارة التي حمتك بذلك الدفئ لكل العالم نورا يملء العالم المتعطش للدفء والحنان كي تصبح قلوبنا المتحجرة الجامدة مكانا دافئا ملئ بالحب كي تحل من الان وصاعدا في قلوبنا ودفئ اجسادنا ونكون كلنا بالكامل مغارة، وقلوبنا بيت لحم حقيقي.
|