انقطاع الكهرباء يهدد مستقبل السياحة.. والسياح ناموا حول حمامات السباحة هربا من الحر..

[Mary Naeem]

راسخ والخرافى يتسببان فى أزمة بين منظمى الرحلات وشركات السياحة المصرية.. انقطاع الكهرباء يهدد مستقبل السياحة.. والسياح ناموا حول حمامات السباحة هربا من الحر.. والخسائر تجاوزت 160 مليونا بالغردقة

الخميس، 2 أغسطس 2012 - 08:20

صورة أرشيفية
كتبت ميرفت رشاد وأحمد عوض

تسببت شركة "جلوبال للطاقة" التى يمتلكها رجل الأعمال الهارب مجدى راسخ صهر علاء مبارك، فى خلق أزمة بين منظمى الرحلات السياحية بالخارج وشركات السياحة المصرية بسبب انقطاع الكهرباء عن الفنادق والمنتجعات السياحية بمنطقة "نبق " بشرم الشيخ لمدة 8 ساعات يوميا، مما دفع شركات السياحة الأجنبية لإرسال إنذارات للفنادق بإلغاء الحجوزات السياحية للفترة المقبلة، إضافة إلى مغادرة العديد من النزلاء دون استكمال البرنامج الخاص بهم، وهو ما سبب خسائر إضافية على الفنادق إلى جانب إتلاف المعدات الكهربائية، كما قامت شركات السياحة بدفع تعويضات مالية لمنظمى الرحلات بعد الشكاوى التى تقدم بها عدد من السائحين المتضررين من قضاء لياليهم والنوم حول حمامات السباحة بالفنادق هربا من حر الصيف بعد انقطاع الكهرباء.


قامت شركة "جلوبال للطاقة" بتخفيف الأحمال الكهربائية، مما تسبب فى حدوث هذه الأزمة التى دفعت بوزير السياحة منير فخرى عبد النور، المعتذر عن المشاركة فى الحكومة الجديدة برئاسة هشام قنديل، للتدخل ومطالبة وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس بوقف هذه الشركات التى تمارس أعمالها فى قطع التيار واحتكار التوزيع فى أقرب وقت ممكن لوقف نزيف خسائر أصحاب الفنادق التى تحولت إلى ظلام دامس أنهى على الحياة السياحية بشرم الشيخ، علاوة على نقص السولار اللازم لتشغيل المولد الكهربائى الاحتياطى بكل فندق، ولم تكن "نبق" هى المنطقة المتضررة من انقطاع التيار الكهربائى، بل طالت الأزمة فنادق مدينة الغردقة بالبحر الأحمر التى أطفأت أنوارها بسبب شركة "إيماك" المملوكة لمجموعة الخرافى، مما أدى إلى توقف محطات التحلية فى بعض الفنادق، بسبب الاعتماد على الكهرباء، بالإضافة إلى الخسائر التى وقعت نتيجة ضعف الكهرباء فى الأجهزة الكهربائية المختلفة.

كانت مدينة الغردقة هى أولى المدن المتضررة بالمحافظة، حيث تأثرت فنادقها بشكل كبير بتلك المشكلة، حيث نتج عنها احتراق العديد من الأجهزة الكهربائية نتيجة عدم استقرار الكهرباء وتوقف محطات التحلية تماما، ما كبد الفنادق خسائر فادحة فى الأيام القليلة الماضية.

وأكد حاتم منير، أمين غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر، أنه أرسل مذكرتين تشرح الخسائر التى تعرض لها القطاع السياحى من أزمة تذبذب التيار الكهربائى قدمهما للواء سعد الدين أمين سكرتير عام المحافظة، والأخرى لرئيس قطاع الكهرباء بالبحر الأحمر.

وقال منير إن عددا كبيرا من السياح غادر قبل موعد المغادرة الرسمى له وأن عددا كبيرا أيضا ألغى الحجوزات قبل المجئ للغردقة بسبب المشكلة الحالية.

وأضاف منير أن الفنادق تعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة بها فى حال انقطاع التيار الكهربى لتشغيل الفندق بشكل جزئى ولكن عدم توفر السولار، أدى إلى عدم الاستفادة منها إطلاقا، وكذلك عدم قدرة الفندق على تشغيل محطات تحلية المياه، قائلا: فنحن الآن نعيش مأساة حقيقية نتيجة انقطاع الكهرباء والسولار والمياه، ما أدى إلى حرق العديد من المعدات بالقرى السياحية والفنادق وجعل الإقامة بالفنادق صعبة".

وأكد منير أن الفنادق أرسلت بيانات للغرفة بحجم الخسائر فى المعدات، والتى تتعدى 100 ألف جنيه للفندق الواحد وأن عدد فنادق الغردقة أكثر من 160 فندقا ويعنى أن خسائر القطاع أكثر من 16 مليون جنيه.

وقامت الفنادق بعمل محاضر بالخسائر استعدادا لرفع دعوى على شركة الكهرباء لتسببه فى هذه الأزمة، ومطالبتها بالتعويض عن هذه التلفيات، وعن إلغاء الحجوزات.

وأضاف عمر عبد السميع، نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر، أن العشرات من شركات السياحة بالغردقة ألغى السياح رحلاتهم، مما عرض هذه الشركات لخسائر بملايين الجنيهات.

وعلى الجانب الآخر، أكد المهندس حسنى حامد أحمد مدير عام كهرباء القناة فرع البحر الأحمر، أن محافظة البحر الأحمر مستثناة من انقطاع الكهرباء لعدة أسباب أهمها: أن الترشيد يقتصر على المدن المربوطة بالشبكة الكهربائية الموحدة وينطبق ذلك على مدينتين فقط من 6 مدن بالمحافظة، وهما الغردقة التى تعتمد عليها أغلبية القرى السياحية الموجودة بها، ولكن فى ساعات الذروة يتم التنسيق معها لتشغيل المحطات الخاصة بها، ومدينة سفاجا، أما مدينة رأس غارب فتعتمد على التوربينات التى تعمل بالغاز الطبيعى، وبالتالى لا توجد مشكلة لتوفر الوقود الخاص بالمدينة أما باقى مدن المحافظة وهى "القصير، ومرسى علم، والشلاتين" فتعتمد على المحطات الكهربائية التى تعمل بالديزل وهو متوفر بصفة مستمرة.

ويضيف المهندس سيد منصور، مدير محطة الطاقة الجديدة والمتجددة بالبحر الأحمر، أن الموقع الحالى هو موقع تجريبى ينتج منه فى مدينة الغردقة نحو أربعة وواحد من عشرة ميجا ومن الزعفرانة نحو 450 ميجا ويتم ربطهم مع الشبكة الكهربائية الموحدة وبالتالى نشارك فى توفير الطاقة عن طريقها لكن سيظهر تأثير هذه الطاقة الجديدة والمتجددة المولدة من الرياح فى المشروع الكبير المزمع إنشاؤه فى منطقة جبل الزيت بشمال مدينة الغردقة ومن المنتظر أن تنتج المحطة الواحدة منه 300ميجا.

يذكر أن شركة «جلوبال» للطاقة، التى يمتلكها رجل الأعمال محمد مجدى راسخ حصلت على ترخيص إنتاج وتوزيع الكهرباء من جهاز تنظيم مرفق الكهرباء يشمل منطقة نبق بشرم الشيخ بإجمالى طاقة متوقع شراؤها فى السنة 178 مليون ك. و. س، وسعة إنتاج تصل إلى 13 ميجاوات وفقاً لنص الترخيص الرسمى.

ويحظر تأسيس أى شركة جديدة لتوزيع الكهرباء فى منطقة نبق بخلاف «جلوبال للطاقة»، وعندما حاولت شركة القناة التابعة للقطاع الحكومى إنشاء شركة توزيع فى المنطقة تدخلت "جلوبال" للحيلولة دون إنشاء الشركة، ما أدى لبيع كابلات ومحولات شركة القناة إلى «جلوبال»، واكتفت الأخيرة بشراء الكهرباء من القناة وإعادة بيعها للعملاء بأسعار مضاعفة.