رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم تأخذ الوصايا العشر أرقامًا في الكتاب المقدس لهذا ظهر نوعان من التقسيم: أولًا: التقسيم القديم الذي عرفه اليهود، وأورده يوسيفوس وفيلون ، وأخذ به العلامة أوريجانوس ولا تزال الكنائس البروتستانتية غير اللوثرية تأخذ به. يقوم هذا التقسيم على التمييز بين الوصية الخاصة بمنع تعدد الآلهة [3]، والوصية الخاصة بعدم إقامة عبادة الأوثان [4]، باعتبارهما الوصيتين الأولى والثانية، هذا مع اعتبار "لا تشته امرأة قريبك..." جزءًا من الوصية التي تأمر ألاَّ يشتهي ممتلكات القريب [17]. بهذا التقسيم تصير الوصايا الأربع الأولى خاصة بعلاقة الإنسان بالرب، أما الوصايا الباقية "الستة" فخاصة بعلاقة الإنسان بأخيه. وقد نادى هذا الرأي بأن كل لوح حمل خمس وصايا، فتكون الوصية الخامسة الخاصة بإكرام الوالدين قد نُقشت مع الوصايا الخاصة بعلاقة الإنسان بالله على اللوح الأول، ويبرر أصحاب هذا الرأي ذلك، بأن اليهود كانوا يرون إكرام الوالدين أمرًا مطلقًا بلا شرط (مر 7: 10-13)، وكأن الوصية الخاصة بذلك هي امتداد للوصايا الخاصة بعلاقة الإنسان بالله. ويلاحظ أن الرسولي بولس حين ضم الوصايا الخمسة الأخيرة معًا لم يضم هذه الوصية إليها، ولو أنه ترك المجال لدخولها مع هذه الوصايا (رو 18: 5). أما السيِّد المسيح فقد ضمها إلى ذات المجموعة (مر 10: 19). ثانيًا: التقسيم الذي تُنادي به الكنيسة الكاثوليكية والكنائس اللوثرية، وقد اعتمدت الكنيسة على أغسطينوس الذي اعتبر أن الوصية الخاصة بعدم تعدد الآلهة تضم معها الوصية الخاصة بعدم عبادة الأوثان، بينما جعل من الوصية الخاصة بعدم اشتهاء امرأة القريب وصية مستقلة عن عدم اشتهاء ممتلكات القريب. بهذا يرى أن الوصايا الخاصة بعلاقة الإنسان بالله هي ثلاثة، والوصايا الخاصة بعلاقة الإنسان بقريبه سبعة، اللوح الأول شمل الثلاث وصايا الأولى، والثاني شمل الوصايا السبع الأخيرة. ويلاحظ أن الوصايا العشر قد حملت جانبًا سلبيًا فيما عدا وصيتيّ تقديس السبت وإكرام الوالدين، كما أن الوصية الخاصة بإكرام الوالدين هي الوصية الوحيدة التي لها وعد. وقد لخص السيِّد المسيح هذه الوصايا جميعها في وصية "المحبة لله والقريب" (مت 22: 37، رو 13: 9، غل 5: 14، يع 2: 8). |
|