رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عقاب الخيانة: أ. تأديبها العلني: سبق لنا أن تحدثنا كيف يستر الله على خطايانا، ينصحنا خفية لعلنا ننتصح فإن إصرارنا على الخطأ يسمح بالتأديب العلني لا للتشهير بل للتأديب (أصحاح 5). هنا إذ صارت في زناها "زانية سليطة" [30] ودخلت في حالة مرضية لا تشبع من الخطيئة ولا تكف عن ارتكابها مع كل عابر التزم الرب لتأديبها أن يتدخل معها بشيء من القسوة لأجل خلاصها، إذ يقول: "هأنذا أجمع جميع محبيك الذين لذَذْتِ لهم وكل الذين أحببتهم مع كل الذين أبغضتهم فأجمعهم عليك من حولك وأكتشفُ عورتك..." [37]. ب. يترك الفساد يُحطم نفسه بنفسه، فالذين وجدت فيهم لذتها هم الذين يحطمون حياتها. "أُسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك، ويأخذون أدوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية" [39]. الأمور التي يظن الإنسان أنها موضوع سعادته تصير هي بعينها سر شقائه، وما يظن أنه سر شبعه يجده في النهاية سر جوعه وعطشه وعريه وخزيه! ج. غضب الرب عليها: إذ يندفع الإنسان نحو الشر، ليس فقط يصير الشر في ذاته عقابًا له، لكنه يحرم من الوجود مع الله فيسقط تحت الغضب الإلهي. أما أمرّ درجات الغضب الإلهي وأقساها فهي أن الله "لا يعود يغضب بعد" [42]، أي يتجاهلها تمامًا. فإن كان الله يغضب علينا لأنه يحبنا ويشتهي اتحادنا معه. فإننا إذ نصرّ على رفضه لا يعود يغضب فنفقد كل حب إلهي. "وأحلّ غضبي بك فتنصرف غيرتي فأسكن ولا أغضب بعد" [42]. في هذا يقول القديس جيروم: [إن أشد درجات غضب الله ضد الخطاة يكون حينما لا يظهر غضبًا... "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله" (عب 12: 6). فالأب يرشد ابنه، والمعلم لا يصحح طريق تلميذه لو لم يحبه إذ يرى فيه علامات الوفاء. حينما يتوقف الطبيب عن الاهتمام بالمريض يكون ذلك علامة يأسه منه]. كما يقول: [بمعنى آخر، حين كنت مجرد زانية أحببتك بحب مملوء غيرة، لكن إذ صار لك عشاق كثيرون ازدريت بك، لا أعود أغضب عليكِ. بنفس الطريقة يغير الإنسان على زوجته حينما يحبها، لكنه إن كان غير غيور عليها إنما يكرهها، فلا يقول كلمات (الله) "أفتقد بعصا معصيتهم" (مز 89: 33)، بل يقول "لا أعاقب بناتكم لأنهن يزنين" (هو 4: 14)]. ه. تصير مضربًا للأمثال: "هوذا كل ضارب مثل يضرب مثلًا عليك قائلًا: مثل الأم بنتها" [44]. حينما يسقط المؤمن في الشر غالبًا ما يكون أشر من غير المؤمن، لأنه يأخذ ما لله بالإمكانيات القوية التي وهبت له ويستخدمها للشر، لهذا يصير مثلًا أمام الكثيرين. هنا يُعاتب الشعب أنهم تركوا الله كأب لهم. وصارت أمهم حثية وأبوهم أموريًا بانتسابهم لهم من خلال اشتراكهم معه في شرهم، وصارت أختهم السامرة (إسرائيل أو مملكة الشمال) التي اندفعت في الشر زمانًا طويلًا، وأختهم الصغرى سدوم التي استحقت أن تحرق بالنار، وإنما صارت أشر من هؤلاء جميعًا، إذ يقول: "ولا في طريقهن سلكتِ ولا مثل رجاساتهن كأن ذلك قليل فقط ففسدتِ أكثر منهن في كل طرقك" [47]. يركز على الخطايا التالية [49] 1. الكبرياء [49-50] تدفع إلى الثورة ضد الله والعصيان... نهاية الكبرياء السقوط. يقول العلامة أوريجانوس: [ما هي إذن أكبر الخطايا جميعًا؟ بالطبع تلك التي سببت سقوط الشيطان ما هي هذه الخطية التي سببت انهيار تلك العظمة حيث يقول الرسول: "لئلا يتصلف فيسقط في دينونة إبليس" (1 تي 3: 6). فالتصلف والكبرياء والعجرفة هي خطايا الشيطان، بسببها ترك السماء ونزل إلى الأرض. لذلك: "يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة" (يع 4: 6). لماذا يتكبر من هو تراب ورماد فيتعجرف الإنسان، ناسيًا ما سيكون عليه مصيره، ناسيًا أنه إناء هش، متجاهلًا الأقذار التي يغوص فيها والنفايات التي تخرج من جسده؟]. يوبخ العلامة أوريجانوس الكهنة المتكبرين، قائلًا: [كم نسوا الاتضاع حين نُصبوا كهنة؟! كأنهم قد رُسموا لكي يكفوا عن الاتضاع مع إنه كان يجب أن يسلكوا طريق الاتضاع، إذ يقول الكتاب: "بمقدار ما تكون عظيمًا هكذا ازدد في الاتضاع" (ابن سيراخ 3: 18). الجماعة تختارك وأنت تحني رأسك، جعلوك رئيسًا فلا تتعالى، كن بينهم كواحد منهم. يلزمك أن تتضع وأن تتذلل وتهرب من الكبرياء لأنه منبع الشرور]. 2. الشبع من الخبز [49]، حيث يطلب الإنسان الشبع المادي ويتكل على الزمنيات، مستهينا بكل القيَّم الروحية. 3. سلام الاطمئنان [49]: أو تهدئة الضمير... عوض الاعتراف بالخطأ وتقديم التوبة يستكين الإنسان ويقول لنفسه: سلام...؛ أي اختيار الطريق الواسع والحياة المدللة عوض التوبة وحمل الصليب. |
|