سنة 1870 بينما الحرب البروسية تحصد ألوف النفوس من زهرة الشباب ، كانت الوالدات الثواكل يبحثن في ساحة القتال كي يوارينها في التراب .لكن الضباط كانوا يأبون عليهن تلك التسلية الاخيرة لقساوتهم .فلما علمت احدى الوالدات بهذا الامر الوحشي وكان لها وحيد في ساحة الحرب ،فقدت شعورها من شدة فزعها على ابنها فأسرعت الى الكنيسة باكية وارتمت على اقدام العذراء المحبول بها بلا دنس و بعد التوسل والنحيب التجأت ايضا الى مار يوسف والدموع قد غطت وجهها من شدة توجعها على فلذة كبدها فأخرجت صورته من جيبها ووضعتها تجاه ايقونة مار يوسف وقالت له : اني اريده منك فردٌهُ إليٌ سالماً .فتحنن مار يوسف ذو القلب الحنون على دموع تلك الأم المتوجع وجازى ثقتها العظمى به بأن أعاد إليها وحيدها سالماً من كل أذى في الـ 19 من آذار 1871.
فعلامة على شكرها العظيم و قياماً بنذرها علقت عند ايقونة مار يوسف قطعة من مرمر ثمين مكتوب عليه بحروف ذهبية عبارات شكرها الجزيل .لعمري ان مار يوسف الذي ذاق بنفسه مرارة الاوجاع لايتأخر عن تسلية الحزانى الملتجئين اليه .