منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 02 - 2013, 07:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

الكتاب المقدَّس: التفسير


بعض قصص الإنجيل واضحة للغاية بحيث يستطيع أي إنسان أن يفهمها. ولكن بعض أجزاء الكتاب المقدس الأخرى يصعب إدراك معانيها بسهولةٍ مماثلة. فالكتاب المقدس كتابٌ قديم مؤلف من أجزاء عديدة. ووقد دونه كُتابٌ عديدون ومتنوعون، ووُجَه أصلاً إلى قرَاء عديدين ومتنوعين، بأساليب كتابية ولغوية مختلفة. فمن المُفيد عند قراءتنا مقطعاً من الكتاب المقدس أن نطرح ثلاثة أسئلة:
ماذا يقول المقطع فعلاً؟
ماذا يعني المقطع؟
ماذا يعني لنا المقطع اليوم؟
ماذا يقول المقطع فعلاً؟ لفهم ما يقوله المقطع، ينبغي لنا أن نطرح مزيداً من الأسئلة الأكثر تفصيلاً. فمن المهم مثلاً أن نسأل: متى وأين كُتِب السِّفر أو المقطع؟
قبل ولادة المسيح أو بعدها؟
قبل الخروج أو بعده؟
عندما كانت إسرائيل تحت حكم ملوكها أو تحت الاحتلال الروماني؟
أين كُتِب السفر أو المقطع؟
خلالَ السبي في بابل؟
في زنزانة في سجن روما؟
في البلاط الملكي كسجلٍّ رسمي؟
فإذا استطعنا الإجابة عن هذه الأسئلة تتوضح لنا الخلفية التاريخية للمقطع المدروس. وهذا الأمر يساعدنا على فهم ما قصده الكتاب.
سؤال مفيدٌ ثانٍ: لماذا كُتب هذا المقطع؟ إذا تمكنا من فهم ما قصده الكتاب، نبدأ بصورةٍ أفضل بعض ما يقوله. فمثلاًُ، كتب بولس بعض رسائله لإصلاح أخطا ء تعليمية شاعت بين بعض الجماعات المسيحية. فهو يفضح الضلالة، ويُبيِّن للمؤمنين طريق الحق ليسلكوا فيه. على هذا النحو أيضاً يفيدنا أن نعرف أن كاتب سفر الرؤيا أراد أن يُشجع قراءه الذين كانوا يعانون الاضطهاد لأجل الإيمان.
ومن النافع أيضاً أن نسأل عموماً: ما هو موضوع هذا السفر؟ فالجواب عن هذا السؤال يساعدنا على قراءة السفر بالطريقة الصحيحة.
هل السفر سردٌ للأحداث المتعلقة بسيرة المسيح وموته؟
هل هو قائمة بالفرائض الدينية للشعب العبراني؟
هل هو مجموعة قصائد دينية؟
ومن المهم أحياناً أن نسأل عن معنى كلماتٍ معينة. ففي الكتاب المقدس كلماتٌ خاصة، مثل "الكفارة" أو "الخطية". فمهمٌّ أن نفهم معاني هذه الكلمات إذا أردنا الوقوف على رسالة الكتاب.
وينبغي خصوصاً أن نسأل: أي نوعٍ من الكتابة هذا؟ في أي شكلٍ كُتب؟
أهو تاريخ؟
أم شعر؟
أو رسالة؟
ومن ثم نستطيع أن نتابع بطرح الأسئلة المتعلقة بذلك النوع من الكتابة.
فإن كنا نقرأ سفراً تاريخياً، يُمكن أن نسأل: أية أحداث مهمة أُخر كانت جارية في الفترة نفسها؟ لماذا اختار الكتاب سرد هذه الأحداث؟ ولماذا سردها على هذا النحو؟
ولكن إذا كان السفر شعرياً، فعلينا أن ننظر في استعمال الكاتب لغة التصوير الشعريّ. ماذا يعني استعماله لهذه الصور الشعرية؟ وكيف كانت هذه القصيدة، أو الترنيمة، تُستخدم في العبادة؟
ويجدر بنا أن ننظر عن كثب في بعض أشكال الكتابة التي يحتوي عليها الكتاب المقدس.
التاريخ والسيرة:


في العهد القديم عدة أسفار تاريخية، مثل صموئيل والملوك. ونجد في العهد الجديد تاريخاً في الأناجيل والأعمال. فإذا كنا نقرأ تاريخا، ينبغي أن نطرح أسئلة تتعلق بخلفية الأحداث.
ماذا كان يجري في العالم الأوسع آنذاك؟
أية شؤون مهمة كانت تجري؟
ثم ينبغي أن ننظر في المقطع نفسه بانتباه وتدقيق.
ماذا يحدث فعلاً؟
من هم الأشخاص الرئيسيُّون؟
أين حدث هذا كلُّه؟
ولما كانت الأسفار التاريخية تُكتب أحياناً لإثبات فكرة معينة أو لإيضاح وجهة نظر مخصوصة، فمن المهم أن نسأل عما يحاول الكاتب إظهاره.
الشريعة:


إن أسفار الشريعة الرئيسية في الكتاب المقدس هي الخروج واللاويين والتثنية والعدد. هذه الأسفار تتضمن مقاطع طويلة تسرد شرائع (أو قوانين) نواحي عديدة في الحياة. فمن النافع أن نسأل على أية ناحية من نواحي الحياة ينطبق هذا القانون أو ذاك.
هل يتناول القانون قضايا السلوك والأخلاق؟
هل القوانين حكومية أو اجتماعية؟
هل تتعلق القوانين بالصحة وحياة الأسرة؟
أو هي قوانين دينية تتعلق بالعبادة والطقوس والذبائح؟
وهل تتضمن بركاتٍ أو لعناتٍ طقسية مؤكدة ذات علاقة بالديانة اليهودية؟
وحين نقرأ فصولاً من أسفار الشريعة، فمن المهم أن نربطها بفتراتٍ معينة تنطبق عليها من تاريخ بني إسرائيل. وعندما نصل إلى العهد الجديد، ينبغي أن نفهم مدى تفوُّق تعليم المسيح على الشريعة القديمة. فرسالتا غلاطية والعبرانيين، مثلاً، تبينان أن المسيحيين الأولين اعتقدوا أن غاية الشريعة قد تحققت في المسيح.
الشِّعر:


في العهد القديم أسفار يغلب عليها الشعر. وخير أمثلة على هذا أيوب والمزامير ونشيد سليمان. وتوجد أيضاً مقاطع شعرية في أسفار الأنبياء وأخرى أقصر منها في العهد الجديد- مثلاً نشيد العذراء التسبيحيّ. هذه المقاطع ينبغي أن نقرأها كشعر لا كنثر.
هل السفر مكتوبٌ أشبهَ بمسرحية لها أشخاصها؟ (كسفر أيوب مثلاً).
أهي مشاعر الكاتب الشخصية التي قد نشاركه فيها أحياناً؟ (بعض المزامير هي هكذا).
أتحتوي هذه القصيدة على كثير من التصوير الشعري؟
وبعض الشعر في العهد القديم كُتِب للعبادة الرسمية في الهيكل. وقد يوجز أحد المزامير، مثلاً، أحداثاً كبيرة في تاريخ بني أسرائيل. ومن المهم أحياناً أن نعرف الخلفية التاريخية لقصيدة معينة- كمرثاة داود لصديقه يوناثان مثلاً. وفي الشعر العبري تكرار توكيدي، حيث يكثر أن نجد الشاعر يورد الفكرة نفسها في بيتين متتاليين بطريقتين تختلفان قليلاً.
الأمثال والحِكَم:
في العهد القديم سفران مخصصان للأمثال والِحكَم، وهما الأمثال والجامعة (ما عدا بعض ما جاء في أسفار الأبوكريفا). هذه الأمثال والحكم مرتبة أحياناً بحسب موضوعٍ يجمعها، وواردة أحياناً كأقوال مستقلة بعضها عن بعض. من الأمثال ما هو اختصار لملاحظات بديهية سليمة تتعلق بالحياة اليومية وتتسم أحياناً بشيء من الفكاهة. ومنها ما يحاول أن يُحدِّد مبادئ عامة في الحياة الإنسانية. وبعضها تتحدث عن الحياة بعيداً عن الله، وبعضها عن مصدر السعادة الحقيقي.
النبوّة:


تشغل "الأسفار النبوية" حيِّزاً كبيراً من العهد القديم. وهذا لا يعني بالضرورة أن هذه الأسفار تُنبئ بأحداث المستقبل. فقد كان الأنبياء الذين كتبوها معنيين عادةً بفضح الشرور والمفاسد وما رأوه في المجتمع حولهم من لامبالاةٍ بالله وإهمالٍ لوصاياه. إلا أنهم أيضاً تطلعوا بين الحين والآخر إلى ما يخفيه الله طي المستقبل.
عند قراءتنا لأسفار الأنبياء، ينبغي أن نُحيط بخلفيتها التاريخية. وهنالك أيضاً أسئلة أخرى نافعة:
هل يستعمل الكاتب لغةً مجازية؟
هل يكتب نوعاً من الشعر؟
ماذا تعني صُوَرُه الكلامية؟
ماذا كان قصد النبي إذ تكلم هكذا؟
هل فهم كاتبوا العهد الجديد هذه النبوة على نحوٍ خاص؟
الأمثال أو القصص الرمزية:


نجد في الأناجيل كثيراً من أمثال المسيح. كذلك نجد أمثالاً في بعض أسفار العهد القديم التاريخية والنبوية. وهنا علينا أن نفهم أولاً الفكرة الرئيسية للمثل. ثم نسأل: هل تحمل التفاصيل معاني خاصة، أم هي واردة فقط لإكمال مشهد القصة؟ فكثير من أمثال المسيح رواها ليُسهِّل على الناس العاديين أن يفهموا صورة ملكوت الله وكيف يُعامِل تعالى البشر.
الرسائل:


مُعظم الأسفار الأخيرة من العهد الجديد رسائل كتبها رُسُل المسيح إلى جماعات مسيحية في أماكن شتى. فعندما نقرأ هذه الرسائل، ينبغي أن نسأل:
من كتب هذه الرسالة؟
إلى من؟
ماذا كان قصده من الكتابة؟
ما هو موضوع الرسالة الرئيسي؟
كيف فهم القُرّاء الأولون المقطع؟ بعد الإجابة عن جميع الأسئلة، ومعرفة ما يقوله المقطع فعلاً، لا يصعب علينا كثيراً أن نعرف كيف فهمه القُرّاء الأصليون. فيمكننا أن نحاول الاهتداء إلى الفكرة الأساسية في المقطع: ماذا يُعلِّم؟ وإن كان قد كُتب تلبيةً لحاجة معينة أو معالجةٍ لوضعٍ ما، فنستطيع أن نسأل: هل يكمنُ مبدأٌ عامٌّ خلف هذه الأحداث؟
حتى إذا علمنا ما يقوله المقطع فعلاً، وكيف فهمه قراؤه الأصليون، نستطيع أن نطرح سؤالنا الأخير واثقين.
ماذا يعني لنا المقطع اليوم؟ أفي عصرنا اليوم وضعٌ مشابه لما كان فيه القارئ الأصلي؟ ماذا يقول الكاتب في هذا الوضع؟ وإلا، فهل من مبدإٍ ما زال ينطبق؟ أي تعليم محدد نجده في المقطع؟ (من المفيد غالباً أن نقارن المقطع بفصولٍ أخرى من الكتاب المقدس تتناول موضوعاتٍ مماثلة. فتلك الفصول توضح المقطع أحياناً، أو تُفضي عليه مزيداً من المعنى). أفي المقطع شيءٌ يمكن أن نتعلمه:
عن الله؟
عن الإنسان؟
عن العالم؟
عن الكنيسة؟
عن أي موضوعٍ خاصٍ آخر؟
هل نجد مثالاً نقتدي به. أو تحذيراً نعمل به؟ أفي المقطع وعدٌ ينطبق علينا؟ هل من عملٍ ينبغي أن نقوم به في ضوء هذا المقطع؟ أيدفعنا المقطع إلى الصلاة؟ أو إلى الحمد والتسبيح؟ هل يمكننا استخدام كلمات الكاتب للتعبير عن مشاعرنا تجاه الله؟ كيف يتناسب هذا المقطع ومعناه مع ما نعرفه من مقاطع أخرى ذات موضوعٍ مشابه؟
راجع أيضاً نص العهد الجديد، نص العهد القديم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مناهج التفسير في سفر دانيال في الكتاب المقدس
مار أنطونيوس علـَّم لتلاميذه أهمِّيَّة الكتاب المقدَّس
تعودنا في الكتاب المقدَّس
البقايا المقدسة في الكتاب المقدَّس
مدارس التفسير وسمات التفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024