منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 07 - 2013, 12:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

يوآش وتجديد الهيكل
يوآش وتجديد الهيكل
لا حاجة إلى القول إن يوآش عندما فكر في تجديد الهيكل وترميمه، كان قد وصل إلى حالة سيئة محزنة، وقد وقف مقابله هيكل البعل، وكاهنه متان، وكانت عثليا قد عملت على تقويضه وهدمه، وكان لابد أن يرمم ويجدد!!.. ولعلنا نلاحظ أن تاريخ يوآش ارتبط بهذا التجديد والترميم، كما ارتبط سليمان ببنائه، ومع ذلك، فمن اللازم أن ندرك أن تاريخ الترميم كان في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك، أي أنه بدأ بالترميم وهو في الثلاثين من عمره، والسؤال الذي لا شك يقفز إلى الذهن، ولكن لماذا لم يبدأ يهوياداع، بعد قتل عثليا، في الترميم وقد كان في يده كل شيء، ولماذا تأخر هذا الترميم ليهتم به الملك مباشرة، ويدعو إليه؟؟... يظن البعض أن شيخوخة يهوياداع كان لها الأثر في ذلك، إذ أن الرجل ألف الواقع الذي عاشره سنوات طوالاً، فقد رأى الهيكل وحالته، وطالت رؤيته لهذه الحالة حتى أنه ألفها، وما أكثر ما يفعل الناس هكذا، عندما يركنون إلى الواقع الذي عاشوه وألفوه دون أن يفكروا في قلبه وتغييره،.. لكن دم الشباب لا يمكن أن يقبل هذا ويتحمله، وهذه ميزة رائْعة يلزم التنبه إليها واستغلالها، وعلى الشيوخ ألا يقفوا في وجه الشباب، عندما يندفعون في حركات تبدو بالنسبة للعجائز مغامرة ليس من السهل تحقيقها، فإذا كانت المغامرة تستهدف عملاً جليلاً، لا بأس من الاتجاه إليه، والسعي فيه، فإنها تكون حماقة ما بعدها حماقة أن يقف الشيوخ حاجزاً ضد المحاولة، ما دامت المحاولة لا تستهدف أفكا أو شراً!!.. بل سيسعد الشيوخ تماماً، للوثبة التي بدت في أول الأمر مستحيلة أو شبه مستحيلة!!.. وفي الحقيقة أن نجاح الراعي أو فشله يظهر في الكنيسة على قدر ما له من حنكة أو قدرة في استثمار جهد الشباب وطاقته، وأحسن القادة والرعاة، هم الذين حولوا كنائسهم إلى ما يشبه خلية النحل في العمل، وأفشلهم هم الذين كانت كنائسهم عامرة بالشباب، إلى أن تمكنوا من شل قواهم، أو مطاردة نشاطهم، بزعم الخوف من تهورهم أو اندفاعهم، وكانت المحصلة النهائية تقلص الجهد الكنسي إلى ما يقرب من الخواء والخراب!!... ولابد أن نلاحظ أن يوآش كان شديد الغيرة على بيت الله لأن البيت كان كل شيء في حياته، فهناك اختفى، وهناك عاش، وهناك وجد أصدقاءه، وهناك توج على العرش، كان البيت في حياة يوآش كل شيء، وعندما كتبت قصته للناس والتاريخ، كان البيت أهم شيء في هذه القصة وأعظمها،.. ولو عقل الناس لأدركوا هذه الحقيقة الدائمة، إن الذي يبقى من الإنسان ويستمر ويخلد، هو صلته ببيت الله، وأثر هذه الصلة في حياته ونفسه،.. هل رأيت المرنم وهو في المنفى وراء الأردن، وهو يرى نفسه كالإيل التي تشتاق إلى جداول المياه، وهو يعطش إلى الله سائلاً: "متى أجيء وأتراءى قدام الله صارت لي دموعي خبزاً نهاراً وليلاً إذ قيل لي كل يوم أين إلهك هذه أذكرها فأسكب نفسي علي لأني كنت أمر مع الجماع أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنم وحمد جمهور معيد"؟؟.. هل رأيته وهو يصعد إلى جبل مصعر من أرض الأردن من جبال حرمون، وهو يمر بخياله العظيم إلى البيت الذي بعد عنه، والذي يمكن أن يرفع نفسه المنحنية الممتلئة بالأسى والأنين؟؟ هل رأيت واحداً من أبناء قورح، يقترب من البيت لتفيض نفسه بالغبطة والانشراح وهو يهتف: "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب، قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي؟؟. هل رأيته وهو يرى العصفور يبني عشه هناك، والسنونة وهي تضع أفراخها في آمن مكان لها على الأرض، إذ لا يجرؤ أحداً أن ينالها أو أفراخها بالقنص والصيد، إذ هو محرم على أي إنسان أن يفعل ذلك عندما يرى عشاً في بيت الله؟؟... وهل رأيته وهو يرى نفسه عصفوراً أو سنونة، مضموناً في بيت الله في مكان الراحة والهدوء والأمن؟؟ وألا يحق له بعد ذلك أن يقول: "طوبى للساكنين في بيتك أبداً يسبحونك.." وألا يحق له أن يدرك ما يجني من وراء الصلة العميقة التي تربطه ببيت الله، فيستطرد في القول: "طوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً أيضاً ببركات يغطون مورة يذهبون من قوة إلى قوة يرون قدام الله في صهيون.. لأن يوماً واحداً في ديارك خير من ألف اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار".. كان ادي كنتور، الممثل الهزلي، يسير ذات يوم في أحد الشوارع حين انهمر المطر بغزارة، فبحث عن أقرب مكان يلجأ إليه ليحميه من المطر، فوجد كنيسة قريبة فسارع إليها، وبقى فيها حتى انتهت الزوابع والأمطار،.. وكان عليه أن يتكلم في الإذاعة، وبعدما أنهي كلامه الهزلي، قال: والآن أريد أن أتحول إلى الجد من الكلام،.. وذكر ما حدث معه، ثم علق قائلاً: لا أعتقد أن هناك مكاناً يمكن أن يحمينا من زوابع الحياة وعواصفها وأمطارها أفضل من بيت الله، من الشركة مع الله، من الاقتراب إلى الله!!.. هذا هو المكان الوحيد في الأرض، الذي يمكن أن يجد الإنسان حياته ونجاته فيه!!.. بهذا المعنى أدرك يوآش القديم بيت الله، فربط تاريخه به، وبترميمه وتجديده!!...
ولا يغرب على البال أن الهيكل عند يوآش أو يهوياداع لم يكن مجرد مبني مادي، بل هو أكثر من ذلك هو رمز إعلان عن الشركة الأعلى والأسمى والأولى مع الله، ولأجل ذلك حرص سليمان على أن يجعله آية في الفخامة والجلال، وحرص يوآش على أن يجعل من تجديده تجديداً للدين وإنهاضه وإبراز سلطانه ومجده!!.. وبيت الله كان وما يزال رمزاً للعلاقة القائمة بين الله وشعبه، ومع أننا لا نصر أن يكون مبنى الكنيسة آية في الفخامة والروعة، إذ أن التلاميذ عندما افتخروا بمبنى الهيكل أمام المسيح، بين لهم مصيره المفزع، إذ أن الله يهمه البناء الروحي قبل المادي، إلا أن ما يطلبه الله منا أن لا يكون اهتمامنا بمبنى الكنيسة واحتياجاته أقل من اهتمامنا ببيوتنا واحتياجاتها المختلفة، ولذلك قال على لسان حجي النبي: "هل الوقت لكم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب"... إن مقياس عظمة الفرد أو الشعب، يبدو في الحقيقة من درجة اهتمامه وتعلقه ببيت الله!!... وعلى قدر اهتمامك بهذا البيت اعرف من أنت!!...
وثمة أمر آخر ينبغي ذكره، وهو الدور الذي يلعبه المال في تجديد الهيكل وترميمه، وهنا تبرز أهمية المال في خدمة الروحيات، ودوره العظيم في سبيل امتداد ملكوت الله على الأرض،.. وقد طلب الملك من الكهنة واللاويين أن يقوموا بالجمع للمشروع، ولكنهم لم يقوموا بالعمل كما ينبغي، وعلى الأغلب، يرجع ذلك إلى عدم غيرتهم وحماستهم، حتى أنهم لم يستطيعوا جمع نصف الشاقل الذي كان كل إسرائيلي بلغ العشرين من عمره ملزماً أن يدفعه للهيكل حسب الشريعة الموسوية، ولما وجد يوآش أن هذه الطريقة غير مجدية، لجأ إلى طريقة أخرى، إذ لجأ إلى الشعب مباشرة، فأمر بصنع صندوق يوضع على الباب الخارجي للهيكل، وترك لكل واحد أن يقدم باختياره كما يملي عليه ضميره،.. ونجحت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً، وهنا نلاحظ الفرق بين الدفع الاضطراري، والدفع الاختياري،.. قال أحدهم: إن المعطين ثلاثة أنواع: هناك حجر الصوان الذي إذا ضربته لا يعطيك إلا الشرارة الآتية من الضربة،.. والأسفنجة التي لا يمكن أن تأخذ منها إلا بعصرها،.. وقرص العسل الذي يفيض من تلقاء ذاته،.. فمن أي نوع أنت أيها القارئ من المعطين؟؟ وهل تعلم أن العطاء هو محك من أدق المحكات للبرهان على الحياة المسيحية؟ وهو بركة من أعظم بركات الله، لمن يمنحهم الله هذه النعمة، نعمة العطاء؟!!..
أرسل أحد الخدام إلى ثري من الأثرياء يطلب إليه أن يتبرع لأجل مشروع مسيحي هام، ورد الثري في خطابه قائلاً: “إن هذا المشروع المسيحي، حسبما أعلم هو على الدوام: اعط.. اعط!!.. ورد عليه الخادم بالقول: “شكراً لك إذ أنك أعطيتني أجمل تعريف للحياة المسيحية!!… وليس الأمر مرتبطاً في مدى ما يعطي المعطي، ولكن في روح العطاء، إذ أن المعطي المختفي المسرور هو الذي يسر به الرب، إذ أن العطية أولا ًوأخيراً، ينبغي أن تكون لمجد الله،.. في يوم من أيام الآحاد كان الخادم في كنيسة قد بنيت حديثاً يقرأ قائمة التبرعات، وإذا ببرقية تصل من أحدهم يقول فيها: “تحياتي من فضلك أعلن أمام الجمهور أني مرسل مبلغ خمسة وعشرين دولاراً لمشروع العمارة”… وآخر الكل أعلن الراعي أنه قد وصله من مجهول بطاقة وضعت مع أرغن يقدر ثمنه بثلاثة آلاف دورلار، وليس على البطاقة سوى كلمة صغيرة: “من أجل اسمه” ولم يستطع الراعي اكتشاف شخص من تبرع بهذا الأرغن، ولكن السماء كتبت ولا شك اسمه في الخلود بأحرف من نور!!…
رد مع اقتباس
قديم 28 - 08 - 2013, 07:16 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يوآش وتجديد الهيكل

ميرسي كتير ربنا يبارك خدمتك الجميلة
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 09 - 2013, 11:33 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يوآش وتجديد الهيكل

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وفي كل يومٍ أدهش، وفي كل يومٍ أَتحرَّك بالكلام
سبحوا الرب كل يومٍ، أي يومًا بعد يومٍ، أو سبحوه اليوم، وسبحوه غدًا
عيد دخول السيّد إلى الهيكل يتحوّل الهيكل الحجري، الزائل، إلى هيكل بشريّ سماويّ
أخرجوا خارج الهيكل فقبله رب الهيكل
دخول السيّد إلى الهيكل - تقدمة يسوع إلى الهيكل


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024