رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. تشير عبارة "أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم " إلى تناقض قول يسوع مع سوء استعمال الكتبة والفِرِّيسيِّينَ للشريعة. أمَّا عبارة " تقاوموا" في اليونانية ἀντιστῆνα فتشير إلى الوقوف في حرب ضد من يقاومك مجاهدًا أن تنتصر عليه؛ أمَّا عبارة "لا تُقاوِموا" فتشير إلى عدم الردِّ أو مقابلة الضربة بالضربة، إمَّا بصورة شخصية وفورية، وإمَّا بهجوم معاكس في المحكمة كما أوضح يسوع كلامه مع تلاميذه "فسَأُوتيكم أَنا مِنَ الكَلامِ والحِكمَةِ ما يَعجِزُ جَميعُ خُصومِكم عَن مُقاوَمَتِه أَوِ الرَّدِّ علَيه" (لوقا 21: 15). لا يريد يسوع أن نردَّ على الضربة بالضربة، وعلى الشرِّ بالشر، بل ننتظر حكم المحكمة. بينما الدفاع عن النفس بالعنف لا يدلّ دوما على القوة، وعدم الدفاع لا يعني الخنوع، أو الجُبن أو فقدان للكرامة بل تحدّيًا للشّرير وإحراجًا له وترفّعًا عن النزول إلى مستوى الشرير المُتدنّي. فيسوع دافع عن نفسه حين لُطم واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه في دار رئيس الكهنة ولامَه. ولكنّه لم يَردّ على الصفعة بالصفعة، ولا على الإهانة بالإهانة، بل ناقشه وحاوره قائلا: "إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني؟ "(يوحنا 18: 22)؛ وهكذا يقصد السيّد المسيح أن نتحدّى بحِلمنا المُعتدِّين، ونفحمهم بلطفنا ونبلنا وشهامتنا وشجاعتنا وضبط أنفسنا. |
|