v حقيقة أن التوبة عن الخطايا تُصلح البشر، ولكن لا يظهر لها فائدة إن كانت عقيمة من أعمال الرحمة. هذا ما يشهد به الحق على لسان يوحنا الذي قال للذين جاءوا إليه: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة. ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا. لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم. والآن قد وُضِعَت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطَع وتُلقَى في النار" (لو 3: 7-9).. سألته الجموع، قائلة: "فماذا نفعل؟ فأجاب وقال لهم: "من له ثوبان فليعطِ من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا"... ماذا يعني سوى ما يسمعه الذين على اليسار: "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعَدَّة لإبليس وملائكته، لأني جعت فلم تطعموني" (مت 25: 41-42).. وماذا ينفعكم لو طلبتم الغفران دون أن تهيئوا أنفسكم لكي ما يُسمَع لكم، وذلك بعدم صنعكم "أثمارا تليق بالتوبة"، فتقطعون كشجرةٍ بلا ثمر، وتلقون في النار؟ فإن كنتم تريدون أن يُسمَع لكم عندما تطلبون الغفران، "اغفروا يُغفَر لكم. أعطوا تعطوا" (لو 6: 37-38).