ذهب ليُعاتب صديقه على بعض المواقف التي صدرت منه في الآونة الأخيرة، مُرتِّبًا أفكاره التي سوف يُناقشه فيها. واضعًا بعض التوقعات لإجابات صديقه، ومهيئًا نفسه للطريقة التي سيجاوبه بها حتى يخرج ظافرًا منتصرًا عليه. ومؤكدًا له أنه مُخطئ في حقه لا محالة.
ضغط على جرس الباب ثم ابتعد قليلاً، حتى فتح له شاب في العشرينات من عمره. فقال له: أهلا حبيبي، بابا موجود؟ أجابه الشاب على الفور: نعم يا عمي، لكنه يقضي اليوم في الصوم والصلاة في غرفة مكتبه. وغير مُصرَّح لنا بالدخول إليه! ابتسم الزائر ثم قال له: حسنًا، قل له أني سألت عليه. ثم عاد في طريقه، وقد اتخذ قراره بأن يقضي يومه في الصلاة كصديقه المحبوب.