العبادة والشهادة

[walaa farouk]

العبادة والشهادة
«مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلاَّ بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ» (تكوبن 28: 17)
في أرض موحشة، وعلى وسادة من حجر، رأى يعقوب أجمل الرؤى وأغلاها، ونرى فيها صورًا رمزية تصويرية. رأى يعقوب «وَإِذَا سُلَّمٌ ... رَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ». كان هذا رمزًا تصويريًا عن لاهوت ابن الله، وفي الوقت نفسه «مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ»: رمز تصويري عن ناسوت المسيح، ابن الله وابن الإنسان في الوقت عينه. وأخذ يعقوب «مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ»: رمز تصويري عن رفض المسيح في زمان اتضاعه ( 1بط 2: 4 ). وبكَّر يعقوب في الصباح «وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا»: رمز تصويري عن قيامة الرب يسوع المسيح، وصعوده فوق جميع السماوات، ثم «صَبَّ زَيْتًا» على رأس العمود الذي أقامه، وقال: «هذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ» ( تك 28: 22 ): رمز تصويري أيضًا عن نزول الروح القدس وتكوين الكنيسة؛ بصفتها وهي على الأرض، “بيتًا للعبادة” وأيضًا “عمودًا للشهادة”.
تكلَّم بطرس في رسالته الأولى عن هذا الترتيب: العبادة والشهادة، فقال: «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ ـــــ *كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ ـــــ* بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1بط 2: 5 ). العبادة وتقديم الذبائح يأتيان في الترتيب أولاً.
«وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ» ( 1بط 2: 9 ). الشهادة والخدمة تأتيان في الترتيب الثاني.
كثيرون من أحبائنا عكَسوا هذا الترتيب الإلهي الحكيم، وآخرون اهتموا بالواحدة وأهملوا الأخرى، على أن الترتيب الصحيح، هو العبادة وتقديم الذبائح أولاً، ثم الشهادة والخدمة ثانيًا؛ الدخول إلى الأقداس، ثم الخروج إلى العالم.