منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 10 - 2024, 01:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

بتقديم صلاة لله كي ينقذه من افتراءات الأشرار وتشويههم سمعته


أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ مِنْ أَهْلِ الشَّرِّ.
مِنْ رَجُلِ الظُّلْمِ احْفَظْنِي [1].


يبدأ المرتل المزمور بتقديم صلاة لله كي ينقذه من افتراءات الأشرار وتشويههم سمعته، ومن الظالمين الذين يضعون خططًا مرعبة ضده.
لن يكف إبليس عن مقاومة المؤمنين بكل وسيلة، فهو العدو الحقيقي لله نفسه في أشخاص مؤمنيه.
في كل جيل يوجد "رجل الظلم" المقاوم للحق الإلهي، خاصة في نهاية الأيام، حيث يظهر إنسان الخطية (2 تس 2).
أما سرّ نصرة الكنيسة فهو الصلاة لله القادر وحده أن يحصن كنيسته ويحفظها، ويسند المؤمنين في ضيقاتهم.
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي متى وُصف الإنسان أنه شرير، فإن كلمة "شرير" في اليونانية ترجمتها متألم. فالشر يورث صاحبه ألمًا وشقاءً. عندما قتل قايين أخاه، أرسل أخاه مكللًا بالمجد إلى حياة بلا فساد، أما هو فصارت حياته مملوءة شقاءً. وأيضًا إخوة يوسف، إذ صنعوا بأخيهم شرًا وخانوه، امتلأت حياتهم بالوساوس.
مع التزامنا الحرص من الأشرار، غير أن الأشرار في الحقيقة يصوبون رماح شرورهم ضد أنفسهم.
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل بعد أن تحدث عن الخلاص من الإنسان الشرير، تحدث عن الظالم، لأن الشرير ظالم دومًا حتى لمن يدخل معه في صداقة عميقةٍ.
حقًا يطلب منا الكتاب المقدس ألا ندين الذين في الخارج، بل الذين في الداخل، وهو لم يعزلنا عن غير المؤمنين، بل ويطلب منا أن نحبهم، لكن الصداقة التي تنزع الحدود اللائقة تسبب ضررًا للنفس.
لعل القديس أغسطينوس يخشى على شعبه من العشرة دون ضوابط مع الهراطقة، فيؤثرون بأفكارهم على الأبناء، وينحرفون بهم عن الحق الإنجيلي. أحيانًا بالكلمات التي تبدو رقيقة يحطمون الإيمان المستقيم، ويبثون الأفكار المسمومة في النفوس.
* "أنقذني يا رب من إنسان شرير". ليس من شخصٍ واحدٍ فقط بل من الصنف كله (الأشرار). ليس من الأواني فقط، وإنما من رئيسهم نفسه، أي من الشيطان. لماذا من إنسانٍ إن كان يعني الشيطان؟ لأنه دُعي أيضًا إنسانًا في رمزٍ (مت 13: 24-28)...
الآن إذ صرنا نورًا ضد الظلمة فقط، أي ضد الخطاة، هؤلاء الذين لا يزال الشيطان يقتنيهم، وإنما ضد رئيسهم، الشيطان نفسه، الذي يعمل في أبناء المعصية.
"ومن رجلٍ ظالمٍ أحفظني" هو نفسه مثل الإنسان الشرير، إذ يدعوه شريرًا لأنه غير بارٍ، لئلا تظن أن أي إنسان غير بار يمكن أن يكون صالحًا. إذ يبدو كثير من غير الأبرار أنهم غير مؤذين، وليسوا عنفاء، ولا شرسين، لا يضطهدون ولا يضايقون، إنما هم غير أبرار، لأنهم يمارسون عادات أخرى معينة، يعيشون في ترفٍٍ، يسكرون، ويتنعمون...
الشرير هو كل إنسان غير بارٍ، وهو مؤذٍ، سواء كان لطيفًا أو شرسًا. من يسقط في طريقه، ويؤخذ بشباكه، فهو مؤذٍ، هذا الذي يبدو بلا أذية.
القديس أغسطينوس
* نقول: "نجني يا رب من إنسانٍ شرير، ومن رجلٍ ظالم أنقذني". لأن ربنا له المجد أمرنا بذلك، قائلًا: "صلوا لئلا تدخلوا في تجربة".
يلزمنا ألا نعبر إليها باختيارنا، لكن إن حلت بنا نحتملها بشجاعة. ونلتمس المعونة من الله، مقربين له من جانبنا ما يرضيه من الأعمال الصالحة، لأن شرهم غير ظاهر.
* تأمل أيها المسيحي، إنه لم يطلب من الله النجاة من الوحوش والسباع والأفاعي والعقارب، بل يسأله الخلاص من الإنسان الشرير. لأن هؤلاء السابق ذكرهم قد نشأوا حسب طبيعتهم، أما الإنسان فيظهر بخلاف طبيعته، فيصعب الاحتراس منه.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* ليس شيء مضرًا للكائن البشري سوى الخطية، من يتخلص منها يجعل كل شيءٍ بلا متاعب، كل شيءٍ سهلًا ومملوء سلامًا. كما أنه بوجودها يصير كل شيء منحدرًا مثيرًا للعواصف ومُحطمًا.
الآن ليته لا يديننا أحد على قولنا إن الإنسان المتمسك بالرذيلة أكثر وحشية من الحيوان المفترس. أقصد أن الأخير إن كان غير لطيف بالطبيعة يمكن خداعه بسهولة، وما تراه فيه يليق به. أما الإنسان الذي يعتزم على الشر، فيتبنى مظاهر كثيرة، والتخلص من أذيته أصعب كثيرًا مما يصدر عن الحيوان، فإنه ذئب في زي حمل. ولهذا كثيرون يصيرون ضحية لمثل هؤلاء وهم لا يدرون. مثل هؤلاء يصعب اكتشافهم، لهذا يتجه النبي إلى الصلاة، ويطلب العون من الله، لكي يتحرر من خداعاتهم.
في الواقع كثيرًا ما يستخدم الشيطان مظاهر مثل هؤلاء الناس، ويضرب بهم.
لهذا فإن المكر له نتائج كثيرة من كل جانبٍ، والإنسان الشرير ينشغل به، والشيطان المتوحش توَّاق للقتال، والتجربة غير المحتملة تسبب متاعب. لهذا تعلمنا أن نصلي: "لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير".
متنوعة هي الصراعات، وكثيرة هي طرق الهجوم، لهذا فالحاجة ماسة إلى الاستعداد لهذا كله. وذلك كمن قصد الإبحار في المحيط، يلزمه الحذر من قوة الأمواج العاصفة، ومن هجوم الرياح القاسية، وضخامة السحب، والصخور المخفية، والعقبات الخطيرة، وهجوم المخلوقات البحرية، وكمائن القراصنة، والتعرض للجوع والعطش، والمد والجزر، وعدم وجود مرساة للحماية والنزاع بين البحارة، ونقص المئونة، وما شبه ذلك.
يتطلب هذا تبني خطط خفية ضد هذا كله. هكذا لكي يواجه الإنسان شدائد الحياة الحاضرة، يلزمه أن يكون حذرًا ضد شهوات الجسد، وقلق النفس، وخداعات الناس، وهجوم الأعداء، وخطط الأصدقاء الكذبة والعوز والآلام والاهانات وحشد الشياطين وجنون إبليس، حتى يبلغ الإنسان إلى المدينة الملوكية ويدخل بالحمولة إلى الميناء
.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* ليس من طريق ينجح فيه إبليس مثلما أن يخدعنا خلال البشر.

يصلي النبي للخلاص من غدرٍ من هذا النوع.
القديس جيروم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطلب داود من الله أن يرحمه أي ينقذه من مؤامرة الأشرار
أن افتراءات الأشرار وشرورهم كثيرة ومختلفة فيما بينها
صلاة الأشرار مكرهة للرب
صلاة الأشرار مكرهه للرب
أجمل صوت سمعته..صوت ربى نادانى-سمعته بقلبى..مش بس بودانى


الساعة الآن 11:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024