* في كم هو عظيمٌ الحب الذي به تحبنا هذه الأم والدة الإله*
فأن كانت اذاً مريم البتول هي أمنا. فيمكننا أن نتأمل كم هو صدق الحب الذي فيها نحونا. فالمحبة التي بها البنون يحبون والدتهم هي محبةٌ ضروريةٌ لازمةٌ. وهذا هو السبب الذي من أجله رسمت الشريعة الإلهية على الأولاد. الوصية بمحبة والديهم (كما يورد القديس توما اللاهوتي في الرأس4 من كتيبه الستين) غير أنه بالخلاف لا توجد وصيةٌ ما خصوصيةٌ مرسومةٌ على الوالدين بأن يحبوا بنيهم. من حيث أن المحبة الكائنة في الوالدين نحو المولودين منهم. هي محبةٌ مغروسةٌ فيهم طبيعياً. وثابتةٌ وطيدةٌ في قلوبهم غريزياً بقوةٍ شديدة. حتى أن الوحوش الأشد شراسةً: حسبما يعلم القديس أمبروسيوس في الفصل4 من كتابه6: لا تستطيع أن تهمل حبها لأجروتها المولودة منها. ولذلك يورد المؤرخون عن النمرة الكلية الشراسة طبعاً، أنها اذا سمعت صوت أجروتها المخطوفة بأيدي الصيادين ضمن المركب في البحر، فتطرح ذاتها في المياه سابحةً، وتسرع لتدرك المركب الذي منه تسمع هي صوت أولادها، فاذاً تقول مريم أمنا الكلية الحب نحونا، أنه أن كان حتى ولا النمرات أنفسهن لا يستطعن أن ينسين أجروتهن. فكيف أنا يمكنني أن أنسى أن أحبكم أنتم أولادي ومن ثم يقول أشعيا النبي عن لسان الله: هل تنسى الامرأة أبنها، أو هل ما ترحم أولاد جوفها، فأن نست الامرأة أولادها الا أني لست أنساك يقول الرب الضابط الكل: فهنا مريم تردف كلامها نحونا قائلةً: أنه اذا أتفق أن يحدث هذا الأمر الذي يبان أنه غير ممكنٍ، وهو أن والدةً تنسى بنيها، أو لا ترحم أولاد جوفها، فمع ذلك لا يمكن لي أن أهمل من محبتي نفساً ما تكون متبننةً لي*