رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تيسُ عزازيل «أَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ» ( لاويين 16: 10 ) في فرائض يوم الكفَّارة العظـيم كان هناك تيسان. وهذان التيسان يُكلِّماننا عن جانبين لعمل المسيح فوق الصليب. التيس الذي خرجت عليه القُرعة للربّ، كان يقُدِّم ذبيحة خطـيَّة (ع9)، ويأخذ خطـايا الأمَّة من أمام الله. وأما التيس الآخر الحي، “تيس عزازيل”، فكان يأخذ الخطـايا من على ضمير الشعب. وهذا هو السبب في أن هارون كان يضع يديه على رأس التيس الحي، ويُقرّ بكل ذنوب بني إسرائيل ويجعلها على رأس التيس، ويُرسله إلى البرية، إلى أرض مقفرة (ع21، 22). والمعنى الروحي لذلك هو ما قاله المرنم: «كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا» ( مز 103: 12 )؛ وأيضًا «وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ» ( عب 8: 12 ؛ إر31: 34). إذَا فالتيس الأول يكلمنا عن التكفير، والتيس الثاني يُكلِّمنا عن البدلية. الأول يحدّثنا عن موت المسيح الذي عالج مشكلة الخطـية بأكملها من نظر الله إلى الأبد، والثاني يحدثنا عن أن الخطـايا ما عادت تهدِّد كل من آمَن بربنا يسوع المسيح. ونجد الأمرين معًا في إشعياء 53 أكثر من مرة. فيحدثنا عن “تيس الرب” فيقول: «وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا»، ثم يتحدث عن “تيس عزازيل” فيقول: «وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» (ع5، 6). ومرة ثانية يتحدث عن “تيس الرب” فيقول: «إنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ»، ثم يحدثنا عن “تيس عزازيل” فيقول: «وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ» (ع12). وهؤلاء الكثيرون الذين حمل المسيح خطـاياهم ( عب 9: 28 )، هم كل من آمنوا به واحتموا في دمه الثمين. له كل المجد. |
|