رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أجاب يسوع المرأة: “بل طوبى للَّذين يسمعون كلام الله ويحفظونه” ؟ الجواب: فيما كان تكريم هذه المرأة بَشريًا فقط، جاء تكريمُ يسوع لأمّه إلهيٌّ أيضًا ! وقد أراد الرّب أن يحثّنا لننال نحن أيضًا الطّوبى مع مريم، فقد طوّب كلّ من يسمع كلامه ويعمل به † هناك بعض التفسيرات الخاطئة التي تقول أنّ الرّب رَفض إكرام المرأة لأمّه، ولإثبات الحق أدلّةٌ: – أوّلًا: التفسير اللّغوي الحقيقي استخدام كلمة “بل” في هذا السياق، هو للإضافة / للإثبات (بمعنى: وأكثر)، وليس للنّفي/ الإضراب (لم تحمل معنى: ليس مِن طوبى لها لأنّها حَملتني وأرضَعتني) كمِثل القول: “أنا لستُ مُتعَبٌ، بل مُرهَقٌ”، فالإرهاق يفوق التعب، ولا ينفيه. ففي كلام الرّب هذا، زيادةُ إكرامٍ لمريم أمّه فوق استحقاقها في أن تحمله، لاستحقاقها في حفظ الكلمة وأمانتها – أي إيمانها ! يقول القديس يوحنا الذهبي الفم (معلّم الكنيسة): “إنّ القدِّيسة مريم قد تزكَّت بالأكثر بهذه الكلمات، إذ حملته في نفسها كما حملته في جسدها”. ويقول القديس أغسطينوس (معلّم الكنيسة): “اقترابها كأُمٍّ لا يفيدُ مريم، لو لم تكن قد حملته في قلبها بطريقةٍ طوباويَّةٍ أكثر من حَملها إيّاه في جسدها.” – ثانيًا: الكتاب المقدّس نفسه إنّ أفضل تفسيرٍ للكتاب المقدّس، يكون من الكتاب المقدّس نفسه، ببحثٍ سليمٍ وفهمٍ روحيٍّ وحرفيٍّ على السواء، تحت سقف سُلطة الكنيسة التعليميّة، فكلُّ هرطقةٍ بدَأت من الكتاب المقدّس وانتهت بتفسيراتٍ مُغالطةٍ. وهذا فِعل الشيطان نفسه، كما نقرأ مثلًا في تجربة الشيطان ليسوع: “وقال له (الشيطان) …: “لأنّ الكتاب يقول: إنّه يوصي ملائكته … فيُجيبه يسوع من الكتاب نفسه: مكتوبٌ أيضًا: لا تُجرّب الرّب إلهَك” (لو 1: 9-12) |
|