رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أشهد ألّا إله إلّا الله وأنّ يسوع المسيح صورة الله إنّ أوّل كتاب ظهر على الأرض موحِّدًا الله هو الكتاب المقدَّس. بدايته التوراة وهي ذات خمسة أسفار- التكوين، الخروج، اللاويّين، العدد، التثنية- عِلمًا أنّ [التوراة لفظة عبرانية معناها السُّنّة أو الشريعة. وفي العهد الجديد سُمِّيت بالناموس بلفظة يونانية معناها الشريعة أيضًا. أمّا صاحب التوراة فلا شكّ أنّه موسى النبيّ] وقد واجهت صعوبة في إحصاء عدد آيات التوحيد في الكتاب المقدّس؛ لأنّ منها الوارد حَرفيًّا ومنها الوارد معنويّا. ونظرًا إلى أنّ العامّة تفضّل الطبخة الجاهزة فسأكتفي بذكر عدد قليل من الآيات التي ورد كلّ منها بصيغة حرفيّة. إليك أوّلًا باقة من العهد القديم: {أنا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخرَجَكَ مِنْ أَرض مِصْرَ مِنْ بَيتِ الْعُبُودِيَّة. لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي} الخروج 20: 2-3 {اسمع يا اسرائيل: الرّبّ إلهنا ربّ واحد}+ التثنية 6: 4 {أنتَ لا مَثيلَ لكَ ولا إلهَ سِواكَ، كما سَمِعنا بآذانِنا} أخبار الأيّام الأوَّل 17: 20 {أنت هو الرّبّ وحدك. أنت صنعت السماوات وسماء السماوات وكلّ جندها، والأرض وكلّ ما عليها، والبحار وكل ما فيها، وأنت تُحْييها كلّها. وجند السماء لك يسجُد} نحميا 9: 6 {هكذا يقول الرّبّ مَلِك اسرائيل وفاديه ربّ الجنود: أنا الأَوَّلُ وأنا الآخِرُ، ولا إلهَ غَيري} إشعياء 44: 6 أمّا آيات العهد الجديد المتعلِّقة بالتوحيد فهي كثيرة، اقتطفت منها التالي: {فأجابَهُ يَسوعُ: إِبتَعِدْ عنّي يا شَيطانُ! لأنَّ الكِتابَ يقول: للرّبِّ إلهِكَ تَسجُد، وإيّاهُ وحدَهُ تَعبُد} متّى 4: 10 {فأَجَابَهُ يَسُوعُ: أُولَى الوَصَايا جَمِيعًا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسرَائِيلُ، الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِد. فأَحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بكُلِّ قَلْبكَ وبكُلِّ نَفسِك وبكُلِّ فِكرِكَ وبكُلِّ قُوَّتِك. هَذِهِ هِيَ الوَصِيَّةُ الأُولى. وهُناكَ ثَانِيَةٌ مِثْلُها، وهِيَ أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفسِك. فمَا مِنْ وَصِيَّةٍ أُخرَى أَعظَمُ مِنْ هَاتَين. فقالَ لَهُ الكَاتِبُ: صَحِيحٌ، يَا مُعَلِّمُ! حَسَبَ الحَقِّ تَكَلَّمتَ. فإنَّ اللهَ وَاحِدٌ ولَيسَ آخَرُ سِوَاه. ومَحَبَّتُهُ بكُلِّ القَلْب وبكُلِّ الفَهم وبكُلِّ القُوَّة، ومَحَبَّةُ القرِيب كالنَّفس، أفضَلُ مِنْ جَمِيع المُحرَقَاتِ والذَّبَائِح!} مرقس 12: 29-33 {فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحد صالحًا إلّا واحد وهو الله}+ لوقا 18: 19 وفي هذه الآية إشارة إلى لاهوت المسيح ممّا يأتي بعد قليل أنا والآب واحد يوحنّا 10: 30 وقد اخترت هذه الآية لأنّ لها علاقة بحلول الله في السيد المسيح، ممّا يأتي بعد قليل أيضا. {رَبٌّ واحِد، إيمَانٌ واحِد، مَعمُودِيَّةٌ واحِدة} من رسالة بولس الرسول إلى أفَسُس 4: 5 {أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. والشياطين يؤمنون ويقشعرّون! ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أنّ الإيمان بدون أعمال ميّت؟ أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إبرَاهِيمُ أَبُونا بالأعمَال، إِذْ قَدَّمَ إِسحَاقَ ابنَهُ عَلَى المَذبَح؟ فتَرَى أَنَّ الإيمَانَ عَمِلَ مَعَ أعمَالِه، وبالأعمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَان، وَتَمَّ الكِتَابُ القائِل: «فآمَنَ إبرَاهِيمُ باللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا» ودُعِيَ خَلِيلَ الله. تَرَوْنَ إِذًا أَنَّ بالأعمَالِ يَتَبَرَّرُ الإنسَانُ، لا بالإِيمَانِ وَحدَه}+ يعقوب 2: 19- 24 كُلّ قول قصد به قائله المزايدة على إحدى شرائع الكتاب المقدَّس باطل. وكلّ من قال إن كتابًا آخر أتى بالتوحيد قبل الكتاب المقدَّس أو بعده لا محالة جاهل. إنّ كتاب الله مقدَّس كامل. لا نقص في الكتاب المقدَّس ولا عيب مهما حاول الافتراء عليه محاول. قلِ السماء والأرض تزولان أمّا كلام الله فليس بزائل. قارن-ي الجملة الأخيرة لطفًا مع قول السيد المسيح له المجد: {اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُول} متّى 24: 35 ومرقس 13: 31 ولوقا 21: 33 فمَن هو الإنسان الذي لا يزول كلامه إلّا الّذي حَلّ الله فيه؟ هذا من كلام السيد المسيح، ليس كلامي! فقد قال السيد لفِيلُبُّس: {ألستَ تؤْمنُ أنّي أنا في الآب والآب فيَّ؟ الكلام الذي أكلّمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكنّ الآبَ الحالَّ فِيَّ هو يعمل الأعمال} يوحنّا 14: 10 ومعنى الآب: الله [من قول المسيح (متّى 11: 25) أيضًا غلاطية 1:1] فمعنى قول السيد المسيح {أنا والآب واحد} المذكور قبل قليل هو: أنا والله واحد. هل تجوز، بعد ما تقدَّم، مقارنة ما بين السيد المسيح وبين أحد الأنبياء؟ مثالًا: موسى النبيّ؛ فأوّلًا قد أخطأ موسى إلى الله، إذ ضرب الصخرة مرتين بعصاه مخالِفًا أمر الله، فحرمه من الدخول الى أرض الموعد (العدد 20: 8-13) وثانيًا أنّه صنع معجزات بأمر من الله وبفضل منه وعَون، بينما صنع السيد المسيح المعجزات بقوّة لاهوته، هي قوة الله الحالّ فيه، لم ينتظر إذنًا من الله لصنع معجزة! فهل كان السيد المسيح نبيًّا عاديًّا؟ قطعًا كلّا؛ إنما نبيّ كامل بلا خطيئة! فقد قال لليهود، الشعب الذي لم يذكر التاريخ شعبًا أذكى منه ولا أدهى- حسب علمي: {مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّة؟} يوحنّا 8: 46 لهذين السببين بأقلّ تقدير؛ لا تجوز أيّة مقارنة ما بين السيد المسيح وبين غيره. |
|