لقد عبر الكتاب عن تلك الحقيقة، عندما خصّ الله بصفة عدم النوم، وهذا بالطبع ضد طبيعة البشر، الذين ينامون كثيرًا، كقوله: "لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ. إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ" (مز 121: 3، 4). ومع أن حفظ الله لنا حقيقة مؤكدة، لكن ذلك يتطلب الاتكال عليه، كقوله: "احْفَظْ نَفْسِي وَأَنْقِذْنِي. لاَ أُخْزَى لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ" (مز 25: 20). يجب على من يطلب حفظ الله له أن يتكل عليه، ويطلبه على الدوام، لأنه يثق في قوته، ويجب عليه أيضًا أن يدرك ضعفه الشخصي.
لقد حذر الرسول بولس كل متكبر مخدوع في قدراته بالاتضاع، وطالبه بالخوف من المخاطر المحيطة به، قائلًا: "حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ!" (رو 11: 20). أما المتكل على الله فيجب ألاَّ يخاف أبدًا، كقول المرنم في المزمور: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1).