رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
19 أَحْشَائِي، أَحْشَائِي! تُوجِعُنِي جُدْرَانُ قَلْبِي. يَئِنُّ فِيَّ قَلْبِي. لاَ أَسْتَطِيعُ السُّكُوتَ. لأَنَّكِ سَمِعْتِ يَا نَفْسِي صَوْتَ الْبُوقِ وَهُتَافَ الْحَرْبِ. 20 بِكَسْرٍ عَلَى كَسْرٍ نُودِيَ، لأَنَّهُ قَدْ خَرِبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. بَغْتَةً خَرِبَتْ خِيَامِي، وَشُقَقِي فِي لَحْظَةٍ. 21 حَتَّى مَتَى أَرَى الرَّايَةَ وَأَسْمَعُ صَوْتَ الْبُوقِ؟ 22 «لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. هُمْ بَنُونَ جَاهِلُونَ وَهُمْ غَيْرُ فَاهِمِينَ. هُمْ حُكَمَاءُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ، وَلِعَمَلِ الصَّالِحِ مَا يَفْهَمُونَ». إنه يصدق صوت الرب لنفسه الداخلية أكثر من تصديقه لأصوات تسمعها الأذن، وها هو يصف الخراب الحال على الشعب، لييقظ فيهم مخافة الرب المقدسة ويحفظهم من الدينونة بالتوبة. رأى خرابًا يجلب خرابًا بلا توقف، كل يستدعى الآخر... يرى أحداثًا مفاجئة متوالية تحل بالقرى (الخيام) والمدن (الشقق). يقول النبي: "أحشائي أحشائي"، فقد استخدم اليهود أعضاء الجسم المختلفة للتعبير عن الخبرات النفسية. كانت الأحشاء في نظرهم مركزًا للعواطف، أو عرشًا لقواها، كما جاء في (إش 16: 11) "لذلك ترن أحشائي كعودٍ من أجل موآب" وجاء في الرسالة إلى أهل كولوسي "أحشاء رحمة" (كو 3: 12). في مرارة نفسه صرخ نحو الله: متى ُتنزع هذه الكارثة؟ إلى متى يرى الحرب ويسمع صوت البوق؟ يجيبه الله قائلًا بإن الأمر في أيديهم هم، فإن شرهم وغباوتهم وجهلهم للحق وإصرارهم على الفساد هو السبب، ولا علاج إلا التوبة والرجوع إليّ، إذ يجيب النبي، قائلًا له: "لأن شعبي أحمق. إياي لم يعرفوا. هم بنون جاهلون وهم غير فاهمين. هم حكماء في عمل الشر ولعمل الصالح ما يفهمون" [20]. |
|