دور مريم في تكوين شخصية ابنها مارمرقس الخادم
† سؤال هام يجب أن نسأله لأنفسنا: من أين أتت قوة محبة مارمرقس للخدمة بهذه الصورة؟
وأرجع مرة أخرى لأكرر لكم شهادة بولس الرسول "مرقس نافع لي للخدمة" فهي شهادة لا يستهان بها، ونضيف على ذلك أن بولس الرسول قال هذه الشهادة في نهاية فترة خدمته وقبل استشهاده. فمارمرقس كان فعلًا إنسان محب للخدمة وغيور على الخدمة ونافع للخدمة. فما هو السر وما هو وراء ذلك في حياة مارمرقس؟
† لو عدنا لحياة مارمرقس نجد أن مارمرقس تعلم الخدمة أولًا من أمه مريم، فهي المصدر الأول، فهي أمه التي قال عنها الكتاب (مريم أم يوحنا الملقب مرقس).
† فمارمرقس نشأ في بيت وجد أمه محبة للخدمة. إنسانة باذلة ومضحية وتجد فرح في الخدمة.
† هناك أناس يحبون الخدمة بطبيعتهم يجدون سعادة في ذلك ويبذلون ذاتهم في سبيل الخدمة دون أن يُطلب منهم. بينما البعض لا يقدمون يد العون لأحد مهما طُلب منهم.
†† أمنا العذراء قدوة لنا في بذل الذات للخدمة:
† في أحد المرات كنا نتأمل في حياة ربنا يسوع في الأناجيل الأربعة. وكنا نتكلم عن أمنا العذراء. فقد ظهر الملاك للعذراء وأخبرها أن أليصابات نسيبتها هي أيضًا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقر، مجرد خبر قاله لها الملاك وتركها بعد ذلك.
† ولكن أمنا العذراء لأنها محبة للخدمة وقلبها غيور على الخدمة مجرد سماعها بالخبر قامت مسرعة وعبرت الجبال إلى اليهودية ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات وظلت تخدمها نحو ثلاثة أشهر. دون أن يطلب منها أحد ذلك.
الإنسان الذي يحب الخدمة لا يحتاج أن تدفعه للخدمة. هو بنفسه يرى من الذي يحتاج إلى خدمة ويذهب ليخدمه. دون أن يطلب منه أحد.