رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لنطرب ونفرح ولنهنئ لعيد سعيد .لقد أقبل علينا عيد أبينا المحبوب و شفيعنا المجيد . ان الكنيسة المقدسة تحرضنا على الاحتفال بهذا العيد أحتفالا شائقا . وفي ذلك واجب الحب البنوي وحاجة القلب المتعبد . فلنستعد لهذا الموسم الوسيم ،ولنعطين المجال الواسع لحاسياتنا الشريفة نحو هذا القديس الرفيع المقام ،وليكن إكرامنا لائقاً بسموه ، وحُبنا مساوياً لأحسانه ،وثقتنا عظيمة بقدرته .لنجتمع حوله كأعز العائلات حول أحن الآباء ولنقدم له التهاني اللائقة بأفضل الشفعاء . ما أحلى عيد الأب على قلوب الاولاد الصالحين .على ان الجميع ينظرون الى مار يوسف نظرهم الى أب حنون شفوق . ما أعز هذا اللقب عليه وما أجمله به . ان مريم خطيبته هي أمنا ويسوع أبنه هو أخونا .إذن نحن من عائلته ، نحن أولاده وقد حصلنا على هذا الشرف في عماذنا وبقوة إيماننا ، وهو لنا موضوع فخر و تعزية و تقوية .فعندما يتفق الابناء البررة على الاحتفال بعيد أبيهم ، يجمعون حاسيات قلبهم كباقة ورود عطرة يقدمونها له و علائم الارتقاش باديةً على محياهم وعبارات الحب والشكران تسيل من أفواههم سيلاً وكلهم لسان واحد وهم ينطقون بأفضاله ومناقبه الفريدة ويُعبرون عما في قلبهم من الشكر العظيم نحوه ،و يستمطرون على هامته شآبيب المواهب السماوية ، ويعدونه بأن يكونوا عند حسن ظنه ، بسيرتهم الصالحة وحبهم و طاعتهم و إحترامهم لشخصه المحبوب .فبهذه الشواعر يجب علينا ان نُعيٌد أبانا الجليل فنهنئه أولاً بالمنصب السامي الذي ناله وبالفضائل الفريدة التي ازدانَ بها وبالاستحقاقات التي حصل عليها .فلنشحذ قريحتنا ولنتسابق في مضمار المدح والتقريظ لانه واسع فسيح الارجاء ليس للسان بشري ان يقيسه ولا لقلم ان يحصره ! اذ هل وجد ولي أو نبي أو صديق أو قديس فاز بما فاز به القديس يوسف ؟ نعم لتهتز جوارحنا طرباً آيات شكر عميم للعزة الصمدانية التي اجزلت عطاءها بلا كيل لهذا القديس الذي نفتخر بأن نُدعى أبناءه .و بعد تقديم فروض المدح والتقريظ علينا ان نقدم له ثانياً عبارات الشكر على ما مَنٌ به علينا الله تعالى من نِعم غزيرة بشفاعته .وأكبر نعمة هي حصولنا بواسطته على يسوع و مريم اللذين عهدا الى عنايته .فسهرَ عليهما سهره على حدقة عينه حباً بخلاصنا .فلنقرن صوتنا بأصوات المؤمنين في العالم أجمع و لننثر على هامته أزهار حبنا و أوراد شكرنا على مآتيه العديدة .لنعبر له ثالثاً عن شوقنا الحار الى تمجيده ونشر عبادته ، إذ لا شيئ اعذب على قلب الابناء الصالحين من أن يروا أباهم موضوع حفاوة و إكرام الجميع ومبجلا من الجميع. فهل يليق بنا ان نحتفل بعيد أبينا العزيز مالم نُعبٌر له عن امنية قلبنا البنوي هذه وهي أن نتمنى له كل المجد الممكن في السماء وعلى الارض ؟ رابعاً وأخيراً لنجمع مواعيدنا الصادقة كباقة زهور فياٌحة و لنلقها على أقدامه ، مجددين عزمنا على ان نحبه محبة بنوية خالصة و نلتجئ اليه في كل ضيقاتنا ونسعى جهدنا لأجتذاب القلوب اليه ونشر عبادته بين العائلات المسيحية ونكرم صورهُ ونقتني الكتب التي تبحث عن مزاياه و سجاياه و نتمسك بالممارسات التقوية لإكرامه . أجل كم من رغبات وطلبات و كم من أمانٍ و صلوات تصعدُ غداً الى عرش مار يوسف الرقيق القلب والسريع الاجابة . لنستعد لأستقبال بزوغ شمس الغد بوجوه تطفح بشراً و نوراً ، وقلوب تخفق بهجةً وسروراً متحدين بالعالم الكاثوليكي الذي يهتز غداً من أقصاه الى أقصاه ، فخوراً بيوسف القديس المحبوب . ففي أعظم كنائس العالم وأصغرها ،يمدح غدا يوسف ويعظم . وينقل الأثير صدى تهاليل بني البشر وتسابيحهم ليضمها الى التهاليل والتسابيح التي تقدم له في السماء ! فالطوبى لنا اذا كنا غداً من السابقين . |
|