|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في سبر أغوار النفس البشرية، تروي كلمة الله خبر السقوط وأصل الخطية. وعلى هذه الشاكلة أيضاً ما تزال الخطية تنفذ إلى حيز الوجود. فإنها تبدأ بإظلام الذهن، وتستمر بتهييج المخيِّلة، وتُثير الشهوة في القلب، وتبلغ ذروتها بفعلٍ من الإرادة. وحقيقة الأمر، إن بين نشوء الخطية الأولى وعمل سائر الخطايا من بعدها فرقاً كبيراً. فالخطايا الأخرى تنطلق من طبيعةٍ خاطئة في الإنسان وتستغلُّ وجود هذه الطبيعة. ولم تكن مثل هذه الطبيعة موجودة في آدم وحواء، لأنهما خُلِقا على صورة الله. ولكننا نفعل حسناً إذا تذكرنا أنهما، رغم كل كمالهما، خُلِقا على حالٍ تحتمل سقوطهما، وأيضاً أن الخطية، بسببٍ من طبيعتها، تُحيط بها دائماً صفتا اللا تعقل والاختيار. فإذا أخطأ أحد، يحاول دائماً أن يعذر نفسه أو يبررها، لكنه لا ينجح البتة في ذلك؛ إذ لا يوجد أبداً أي أساس معقول أو منطقي للخطية. فوجود الخطية كان في كلِّ حين وسيبقى تعدياً وخرقاً للأصل وبينما يحاول البعض في أيامنا أن يؤكدوا أن الشر يصل إلى فعلته الخاطئة بفعل الظروف أو بدافع نزعته الطبيعية، فإن مثل هذه الحتمية الداخلية أو الخارجية خاضعةٌ دائماً في ضمير المرء لتنازع طاغ. فلا يعقل أن تُعزى الخطية - لا منطقياً ولا نفسياً - إلى ميلٍ أو فعلٍ له أيُّ داعٍ لأن يوجد أو أيُّ حق بذلك. |
|