|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جاءت الدعوة الإلهية للنبي: "اذهب أقم الحارس، ليخبر بما رأى" [6]، فقد دُعِيَ النبي في القديم "حارسًا" أو "رقيبًا" كما دُعِيَ "رائيًا". عمل النبي أن يُراقب من البرج المرتفع ويحرس النفوس بكلمة الله كما أن يرى بالبصيرة الروحية ليعلن إرادة الله وخطته الخلاصية. وقف حبقوق النبي رقيبًا، إذ يقول: "على مرصدي أقف، وعلى الحصن انتصب، وأُراقب لأرى ماذا يقول لي" (حب 2: 1)؛ كما دُعِيَ حزقيال النبي رقيبًا في أكثر من موضع (حز 3: 17؛ 33: 2، 6، 7). رأى إشعياء فارس (ركاب حمير) ومادي (ركاب جمال) قادمين ليغتصبوا بابل؛ رأى وسمع بإصغاء شديد [7] فإن الأمر جاد وخطير يمس حياة شعبه. لم يقف عند الرؤية والاستماع وإنما صار يزأر كالأسد [8] ليعلن خطة الله نحو سقوط بابل وخلاص شعب الله. "سقطت سقطت بابل، وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض. يا دياستي وبني بيدري. ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به" [9-10]. تكرار التعبير مرتين مثل" سقطت سقطت بابل" هو إحدى سمات هذا السفر (أش 21: 9؛ 24: 4، 16؛ 28: 13، 29: 1؛ 40: 1، 9؛ 43: 11 إلخ...)، ربما لأن الحديث في هذا السفر الخلاصي موجه إلى الأمم كما إلى اليهود، دعوة الخلاص جماعية لقبول إله الكل والتغلب على الشر. فانه يليق هنا بكل إنسان - سواء من أصل أممي أو يهودي. أن يطمئن أن بابل التي أسرت قلبه بالشهوات وأكسبته عنفًا، تنهار أمام خلاص الله لتقوم أورشليم السماوية في قلبه. لتنهار كل أوثان بابل ليقوم الرب في القلب ويعلن ملكوته. هذا والتكرار أيضًا يعني نوعًا من التأكيد. وبجانب ذلك فإن التكرار مرتين يحمل رمزًا للحب الذي يجعل من الاثنين واحدًا كما يقول القديس أغسطينوس. بالحب تسقط بابل الداخلية وتنهار مملكة إبليس الذي لا يحتمل الحب، وبه نتمتع بالحياة الإنجيلية كوصية الرب: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعض لبعض" (يو 13: 35). يرى النبي العالم أشبه بالبيدر فيه تُداس المحصولات ثم تُذرَّى لفصل الحنطة المخفية وسط التبن... إنها حنطة الرب نفسه التي لا تهلك بل تُفرز عن التبن. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سفر اشعياء 21: 7 فراى ركابا ازواج فرسان ركاب حمير ركاب جمال |
هل ركاب جمال هي نبوة عن رسول الاسلام ؟ اشعياء 21: 7 |
ركاب أبو ملكيا |
ركاب ابن رمون |
ركاب أبو يهوناداب |