كانت مريم تندب أوجاعها وترثي حبيبها يسوع معانقةً جسده الطاهر. الا أن التلاميذ القديسين لخوفهم الصوابي من أن هذه الأم المطعونة بسهام الحزن المفرط تموت مع أبنها الإلهي من شدة الحزن، قد أجتهدوا في أن يأخذوا جسده من حضنها بكل أسراعٍ. ويأتوا به ليدفنوه. وهكذا بأغتصابٍ أحتراميٍ أحتالوا بأخذه من بين ذراعيها. واذ حنطوه بالمر ولفوه بالسباني التي أراد تعالى أن تنطبع بها صورته، ليتركها في العالم تذكرةً لدفنه، كما تشاهد الى الآن محفوظةً في مدينة طورين، فهكذا حمل التلاميذ هذا الجسد الكلي القداسة وساروا به نحو القبر، حيث كانت طغمات الملائكة مرافقةً هذا الباعوث جملةً مع النسوة البارات ومع والدة الإله الغائصة في بحر الأحزان.