[قديمـاً، قبل المجيء الإلهي للمُخلِّص، كـان الموت مُـرعباً حتى بالنسبة للقدِّيسين، وكـان الجميع ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا. أمَّا الآن، بعد أن أقام المُخلِّص جسده (الذي اتَّحد به اتِّحاداً أُقنوميّاً)، لم يَعُد الموت مُخيفاً، لأن جميع الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كـأنه لا شيء، بـل بالحـري يُفضِّلـون أن يموتـوا على أن يُنكـروا إيمانهـم بالمسـيح، لأنهـم يعرفـون - بكـلِّ يقـين - أنهـم حينما يموتـون فهُـم لا يَفنَون، بـل بالحـري يَحْيَون عـن طريق القيامة ويصيرون عديمي فساد.
أمَّـا ذلك الشيطان الذي بخبثه فَـرِحَ قديماً بموت الإنسان، فإنـه الآن، وقد نُقِضَت أوجاع المـوت، فهـو الوحيـد الذي يبقى ميتـاً حقّاً. والبرهـان على هـذا، هو أنَّ الناس - قبل أن يؤمنوا بالمسيح - كانـوا يَرَوْنَ الموت مُفزعاً ويجبنون أمامه؛ ولكنهم حينما انتقلوا إلى إيمان المسيح وتعاليمه، فإنهم صاروا يحتقرون الموت احتقاراً عظيماً لدرجـة أنهـم يندفعون نحـوه بحماسٍ، ويصبحون شهوداً للقيامة التي انتصر بها المُخلِّص عليه]