كان في الأصل كاهنًا راهبًا لكنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة، ومن ضمن الآباء الذين شاركوا في الصلاة على زيت الميرون المقدس أيام حبرية البابا بطرس الخامس، وكان له اسم الملاك المبشر جبرائيل (غبريال)، فأجمعوا عليه الرأي وصار راعيًا أعلى للكنيسة المجاهدة وتمت رسامته في 5 سبتمبر سنة 1348 م. وذلك في الأيام الأخيرة لابن قلاوون، وقد عاصر ابنه الصالح الثاني. ضيق بسبب الأسبان:
من الأحداث الهامة في حبرية البابا مرقس الرابع أن طلب الأسبان فتح كنائس الملكانيين والإفراج عن أسير أسباني، وبعد أن وافق السلطان عاد وطلب فدية كبيرة عن الأسير، فرفضت أسبانيا ووقع الخلاف. وتحمَّل الأقباط المشاركون في المسيحية وإن اختلفوا في المعتقد الضيقات بإيعاز من حسود شرير، ومن مراحم الله أن مات ابن قلاوون وخلفه ابنه الصالح الثاني ولم يكن يحمل من صفات اسمه شيئًا. فكان غضب السماء عليه فانتشر وباء الطاعون وحصد الكثيرين، والعجيب أنه وسط هذا كان الاضطهاد واضحًا إذ قبضوا على رجل قبطي أتى من الريف إلى القاهرة وكان ينادى على اخوته بحفظ الإيمان ويوبخ الجاحدين وعذبوه مدة أسبوع وبعد ذلك قطعوا رأسه وأحرقوا جثته على قارعة الطريق، وان كان غير القبط قد عانوا من الطاعون فقد عانى القبط من الاضطهاد والطاعون. هدم الكنائس وإحراقها:
بدأت مرحلة جديدة من هدم الكنائس وإحراقها ونهب محتوياتها وصودرت أموال القبط وألزموهم بالملابس الخاصة بأهل الذمة الزرقاء وسجنوا البطريرك مُعَذَبًا. ومن مراحم الله أن تأتى النجدة من الحبشة ومن خارج مصر من النوبة. ويهدد الكل بمعاملة المسلمين من رعاياهم بالمثل، فأمام الإرهاب الخارجي يهدأ الإرهاب الداخلي.قضى البابا مرقس الرابع بقية حياته بين شعبه يشدد من أزرهم ويحافظ على إيمانهم ويقبل من يرجع إلى الإيمان معترفًا بخطيته ويرفع الصلوات مع القلوب المحبة لكي يرفع الله الغمة عن شعبه. فتتجاوب السماء وتريحه من الظلم والبطش بعد أن قضى في الخدمة البابوية قرابة الخمس عشر عامًا، وكانت نياحته في يوم 31 يناير سنة 1363 م. في أيام السلطان محمد المنصور ودفِن بدير شهران.